نبذة عن نهر جوبا في الصومال وتاريخه

الانهار في الصومال
يوجد العديد من الانهار في الصومال، مثل نهر شيبيلي الذي يعد من اطول نهر في الصومال وطوله يبلغ 702 ميلا، يبدا من مرتفعات اثيوبيا ويصب في الصومال، ومقطع هذا النهر لا يتواجد الا في مواسم الامطار، فهو موسمي، ومن المعروف ان مجموعة من الاسباب الطبيعية مثل التبخر، والاسباب البشرية مثل الري، تساعد على تجفيف النهر، ويصب هذا النهر في نهر جوبا، ويوجد ايضا نهر اواسو نغيرو الذي يعد ثالث اطول نهر في الصومال وطوله 435 ميلا، وهو ينبع من كينيا ويتدفق بالاتجاه الجنوبي الشرقي خلال الصومال، وايضا يصب هذا النهر في نهر جوبا، هذا النهر لديه مياه على مدار السنة ويمر عبر العديد من المناطق الجافة في البلاد، وهو مهم للحيوانات البرية والانسان على حد سواء فهو يوفر العديد من الواحات للحيوانات، ويستخدم للري والممارسات الزراعية





نهر جوبا
نهر جوبا الذي يعرف ايضا باسم جنان، وهو النهر الرئيس في الصومال في شمال شرق افريقيا، ينبع من جنوب مدينة اثيوبيا في جبال منيبو تحديدا، ويتشكل بسبب رئيس من مجاري مياه الامطار في منطقة مصدره، ويصل طوله حوالي 545 ميلا من دولو على الحدود الاثيوبية، ويصب في المحيط الهندي شمال كيسمايو احد الموانئ الرئيسة الثلاثة للصومال، ويكون موسم الامطار متزاما مع موسم الجفاف في الصومال، وهو النهر الوحيد في المنطقة الذي له جريان ثابت ودائم على مدار السنة، وعلى الرغم من كون نسبة المياه فيه قليلة في اشهر فصل الشتاء واوائل فصل الربيع، الا انها تكون قابلة للملاحة من قبل القوارب الصغيرة، واسفل المنطقة الجبلية التي ينبع منها النهر يتدفق جوبا عبر مناطق قاحلة باستثناء بعض النباتات التي تنمو بالقرب من ضفافه، اما في المنطقة السفلية فتكون التربة طباشيرية وغنية بالمعادن مع مساحات كبيرة من غابات المنغروف، وتتغذى مزارع القطن والفول السوداني والذرة وبعض الحبوب والموز والفواكه من مياه نهر جوبا، وتتواجد هذه المزارع على الحزام الخصيب الضيق المنخفض الذي يمتد داخل البلاد لنحو 300 ميل




تاريخ نهر جوبا
يتمتع نهر جوبا بتاريخ غني من الحضارات، وكانت التجارة فيه مزدهرة ومتطورة من قبل الصوماليين الذين سيطروا على نهر جوبا، خلال فترة العصور الوسطى، كان نهر جوبا تحت حكم امبراطورية اجوران في القرن الافريقي، والتي استخدمت نهر جوبا في ري مزارعها، وكانت هي الدولة المائية الوحيدة في افريقيا، وكانت تسيطر مصادر نهري جوبا وشبيلي، ومن خلال الهندسة الهيدرولوكية، كما شيدت العديد من الآبار من الحجر الجيري، والتي لا تزال على حالها الى هذا اليوم، ويستخدمها الشعب الصومالي، وطور حكامها انظمة جديدة للزراعة والضرائب، واستمر استخدامها حتى القرن التاسع عشر، فهذه الآبار والتقنيات جذبت البدو الصوماليين وماشيتهم، والقوانين والانظمة التي وضعت جعلت الاستقرار اسهل على البدو حيث عملت على حل النزاعات القائمة بينهم




كان هناك تجارة للقوافل لمسافات طويلة، وبقيت هذه القوافل موجودة لفترات طويلة من الزمن، وتعد المدن المدمرة والمهجورة في جميع انحاء المناطق الداخلية من الصومال، دليلا على وجود شبكة تجارية داخلية كانت مزدهرة ذات يوم، وبفضل الاشراف المركزي من قبل الامبراطورية الاجورانية، زادت انتاجية المزارع في افجوي وباردهير ومناطق اخرى في وديات جوبا وشبيلي، ويوجد نظام ري كامل يدعي بكيلايو يتم تغذيته مباشرة من نهري جوبا وشبيلي، وكان نظام الري مدعوما من قبل نظام سدود، وتم ايضا اختراع نظام لقياس الاراضي



العديد من المراكز الحضرية مثل باراوا وهوبيو وكيسمايو، التي نشات على السواحل اصبح لديها تجارة مربحة من خلال بيع البضائع التي تنتج حول نهر جوبا، واصبحت المجتمعات الزراعية حول نهر جوبا تحضر بضاعتها ومحاصيلها الى هذه المدن الساحلية الصومالية، ويتم بيعها للتجار المحليين والذين بدورهم يبحرون بسفنهم للتجارة بهذه المنتجات في الجزيرة العربية، والهند والبندقية ومصر والبرتغال، ووصلوا بعيدا الى الصين وجاوة




نهر جوبا في الوقت الحاضر
منطقة حوض جوبا هي في المقام الاول تشبه بيئة السافانا، وهي اغنى جزء في البلاد بسبب الاراضي الزراعية الخصبة والحياة البرية فيها مثل الفهود والاسود والجواميس والغزلان والابل والتماسيح والزرافات والقرود البرية، ويعطي جوبا اسمه لبعض المناطق في الصومال، حيث قسمت الاراضي حوله الى المناطق الادارية جوبا الوسطى وجوبا السفلى، وكذلك يوجد مدينة تاريخية كبيرة تسمى جوبالاند، والمدن الكبرى التي يمر منها نهر جوبا حاليا تشمل دولو ولوخ وبوردهوبو وبيليهاو وباردهير وساكو وبور وكاماسوما وغوب وين التي تقع في جوبا السفلى




التهديدات التي تواجه نهر جوبا
واحدة من اكثر التهديدات التي تهدد نهر جوبا والانهر بشكل عام في الصومال هي قلة الهطول المطري، ومواسم الجفاف المتتالية التي تحدث نتيجة لنقص الامطار، فالكثير من الانهار تغيرت خصائصها بسبب التغيرات في المناخ والاحتباس الحراري، وهذا النقص المستمر لمصادر المياه سيؤدي الى التصحر، وبالتالي اختفاء مواطن الحياط البرية والاراضي الزراعية، وسيؤدي هذا الى التراجع في الاقتصاد والصحة وزيادة الفقر، فمن الضروري ان تعمل حكومة الصومال ومنظمات البيئة لمعالجة هذه المسائل ومنع آثار تغير المناخ قبل فوات الاوان من اجل الحفاظ على التنوع البيولوجي
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق