اسباب مرض اضطراب الهوية وانواعه وعلاجه

ان اضطراب الهوية الجندرية "Gender dysphoria" او "Gender identity disorder" يتمثل في عدم تطابق منظومة الحس الشعوري الجنسي او الميول الجنسي للشخص مع التكوين الجنسي البيولوجي لديه على سبيل المثال قد يشعر الشخص الذي لديه اعضاء ذكورية وجميع السمات الجسدية الاخرى للذكور انه انثى او لديه ميول انثوية وسيكون لديه رغبة شديدة في ان يكون له جسد انثوي وان يتقبله الآخرون كانثى وسيتم في هذا المقال تناول اعراض هذه المشكلة واشكالها واسبابها بالاضافة الى الحديث عن علاج مرض اضطراب الهوية







اعراض مرض اضطراب الهوية
ان جانبي التشخيص والاعراض _في اضطراب الهوية الجندرية_ مترابطان وكذلك في اغلب الاضطرابات الهرمونية والاضطرابات العقلية وذلك يعني ان التشخيص يعتمد _في انشائه_ على تقدم الاعراض وزيادة حدتها اولا باول عند المريض وبالنسبة لاضطراب الهوية الجندرية هنا فان الاعراض يجب ان تستمر مدة 6 اشهر على الاقل قبل توثيق التشخيص واعتماده وبالتالي بداية خطة سليمة تُفيد في علاج مرض اضطراب الهوية وتتمثل هذه الاعراض في الاطفال على النحو الآتي: [١]

التعبير الدائم _في حالة الطفل الذكر_ عن كونه فتاة رغم ان اعضاءه الجنسية تُؤكِد انه ذكر والعكس بالعكس في حالة كان الطفل بنتا
الرفض الدائم _في حالة الطفل الذكر_ لاي العاب او دُمى ترتبط بجنسه والميل الى العاب الفتيات والعكس بالعكس في حالة كان الطفل بنتا
الخوف من التبول في المناطق المفتوحة كالشارع او المناطق المقطوعة كالغابات مثلا او حتى الخوف من الجلوس او الوقوف في هذه المناطق هذه النقطة تنطبق على المرضى من كلا الجنسين يُعزَى سبب خوفهم او خجلهم من التبول في المناطق المفتوحة الى الاضطرابات السيكولوجية التي تُسببها لهم اعضاؤهم الجنسية وبالتالي هم يخافون من ابرازها حتى امام اهليهم
انزعاج شديد من التغيرات الجنسية التي تحدث اثناء فترة البلوغ
الافصاح الدائم عن الرغبة بالتخلص من اعضائهم الجنسية
في حالة كان الطفل ذكر فسيكون لديهم اعتقاد انه عندما يكبر سيصبح امراة رغم درايته التامة باعضائه الجنسية الذكورية والعكس بالعكس في حالة كان الطفل فتاة
اما في طور الحديث عن اعراض اضطراب الهوية الجندرية لدى البالغين او المراهقين فتتمثل هذه الاعراض على النحو الآتي:

اليقين التام ان جنسهم الحقيقي لا يتماشى مع التركيبات البيولوجية لديهم وهذا مؤشر مهم لضرورة بداية علاج مرض اضطراب الهوية
عدم الرغبة بالتعامل مع اعضائهم الجنسية وهذا يتمثل في تجنب الاستحمام او تغيير الملابس او ممارسة الجنس لتجنب التعامل مع الاعضاء الجنسية بما في ذلك لمسها او حتى رؤيتها
الرغبة العارمة في التخلص من الاعضاء التناسلية
هناك عَرض مهم _وذلك كونه يمكن ان يظهر في حالتي البالغين او المراهقين اضافة الى الاطفال_ وهو الرغبة الدائمة بارتداء ملابس الجنس المخالف "الجنس الذي يُعاكس التكوين البيولوجي لاعضائهم الجنسية" لذلك يمكن استنتاج ان الحالة المرضية هنا عبارة عن صراع بين السيكولوجية الجنسية لدى المريض مع البيولوجية الجنسية لديه
هناك مجموعة من الاعراض الاخرى المرافقة لاضطرابات الهوية الجندرية والتي تنتشر في كافة الاصناف العمرية المذكورة سابقا وهي على النحو الآتي:

تشير الدراسات الى ان 71% من الاشخاص المصابين لديهم مرض عقلي مرافق لهذه الاضطرابات وهذا ما يجب الانتباه اليه اثناء علاج مرض اضطراب الهوية
قد تتمثل هذه الامراض العقلية في اضطرابات القلق او اضطرابات المزاج والفُصام واضطرابات الطعام
الميل لتعاطي المخدرات ومحاولات الانتحار ايضا والتي تخف حدتها اثناء بداية علاج مرض اضطراب الهوية









انواع مرض اضطراب الهوية
يُروى في الميثولوجيا اليونانية ان انثى تم تربيتها على انها ذكر _تجاهلا لجنسها الحقيقي_ وعندما كبرت بدات تُظهِر ميولا جنسيا مثليا اي اتجاها جنسيا صوبَ مثيلاتها من جنسها الحقيقي ومن ثم قبل حفل زفافها _على الانثى التي قُرِر تزويجها اياها باعتبارها ذكر او رُبيت على هذا الاساس_ تحولت فعلا لرجل كانت وما زالت هذه القصة دليل تاريخي على قِدم المشاكل الجندرية عند الانسان وهذا ما يجعل الراي المُعتَقِد بانها ترتبط بالحريات وانفتاح المجتمع _او خرابه الاخلاقي كما يُشاع خَطا_ محض مغالطات ففي النهاية هي اضطرابات او امراض يجب التعامل معها وعدم التغافل عنها لاي سبب كان وفي العصر الحديث وتحديدا في العام 1957 درس العالم جون وليان انواع الميولات الجنسية _والتي بُنيت عليها انواع اضطرابات الهوية بعد ذلك_ واسسَ لمفهوم النوع الاجتماعي باعتباره يختلف عن النوع البيولوجي وبحسب الدليل التشخيصي والاحصائي للامراض العقلية بنسخته الثالثة فان انواع مرض اضطرابات الهوية تتمثل في: [٢]

التحول الجنسي: وهو الذي يُشير الى الرغبة التامة سيكولوجيا بالتحول الى الجنس المُعاكس
عدم التشكُل الجنسي: وهو الذي يُشير الى عدم وجود اتزان بين الميول السيكولوجية والتكوين البيولوجي
عدم تحديد الميول الجنسية: وهو الذي يشير الى وجود اضطرابات جندرية لكن غير واضحة الوجهة اي انها غير محددة ان كانت للجنس المُعاكس ام لنفس الجنس
الجدير بالذكر ان هذه الانواع تم الاضافة والتعديل عليها فيما بعد خصوصا في النسخة الخامسة من نفس الدليل والذي يحمل اسم DSM_V حيث تم الدمج بين النوعين الاولين ثم تم اضافة اربعة انواع اخرى بما فيها اضطرابات الجنس المزدوج وذلك ما ساعد في الترقية في علاج مرض اضطراب الهوية بعد تشخيصه بالشكل المناسب








اسباب مرض اضطراب الهوية
ان اسباب مرض اضطرابات الهوية _بحسب الدليل التشخيصي والاحصائي للامراض العقلية بنسخته الخامسة_ تتمثل في  عدم التوازن الهرموني في جسم الذكر او الانثى حيث ان المشكلات الحادثة في الافرازات الهرمونية في مراحل ما قبل الولادة لدى الجنين تُؤثر على تكوين الجنين الجنسي بعد ذلك فمثلا في حالة الانثى فان انخفاض مستويات الاستروجين قد يُؤثر على ميولاتها الجنسية وتقبلها لجنسها في المستقبل وبالنسبة للذكر فان انخفاض مستويات التستوستيرون _والذي يتم افرازه من الغدد الكظرية والاعضاء الجنسية الذكورية ايضا_ قد تؤثر على ميوله الجنسي وزيادة احتمالية تطور اضطرابات جندرية لديه او تطور اتجاهات جنسية مثلية غير مرضية وهذه التغيرات الهرمونية هي من الامور الواجب الاعتماد عليها عند علاج مرض اضطراب الهوية [٣]







تشخيص مرض اضطراب الهوية
ان التشخيص السليم للاضطرابات الجندرية هو الاساس الذي تُبنى عليه خطة علاج مرض اضطرابات الهوية حيث يساعد التشخيص على محاولة فهم سبب الشعور الداخلي لدى المريض والمتضارب مع تكوينه البيولوجي هناك عدة نقاط _والتي يُمكن تصنيفها كاعراض ايضا_ تُساغد في التشخيص وتتمثل عند البالغين والمراهقين في: [٤]

الشعور بالانفصال بين شعورهم الجنسي وجنسهم البيولوجي
وجود رغبة قوية في التحول الى الجنس المُعاكس
وجود رغبة قوية في امتلاك الخصائص الجنسية التي يمتلكها الجنس المعاكس لهم
الشعور القوي بان خصائص المريض الجنسية تتوافق مع الجنس المُعاكس رغم مظهره الذي لا يوحي بذلك وهذه من النقاط الضرورية التي تستدعي بداية علاج مرض اضطراب الهوية
هناك نقاط _يمكن تصنيفها كاعراض ايضا_ يجب التنويه لها عند تشخيص مرضى الاضطرابات الجندرية من الاطفال والتي تتمثل في الآتي:

شعور بالضيق وعدم الرضا وذلك لان احساسهم او نظرتهم لجنسهم لا تتوافق مع حقيقة تكوينهم الجنسي البيولوجي
وجود رغبة قوية في التحول الى الجنس المُعاكس وهذه من النقاط الضرورية ايضا والتي تستدعي بداية علاج مرض اضطراب الهوية
تفضيل للالعاب او الانشطة او الازياء المتعلقة بالجنس المعاكس
رغبة قوية في ان تتم مناداتهم بصيغ المناداة الخاصة بالجنس المُعاكس لهم وليس جنسهم الحقيقي
وجود رغبة قوية في امتلاك الخصائص الجنسية التي يمتلكها الجنس المعاكس لهم







علاج مرض اضطراب الهوية
ان علاج مرض اضطرابات الهوية يهدف بشكل اساسي الى مساعدة الاشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المشكلات الجنسية وذلك لتحسين وتيرة حياتهم ومحاولة ايجاد الراحة وحالة من الرضا لهم وايضا للتخفيف من القلق ومن خطورة الاصابة باية اضطرابات عقلية اخرى وتتمثل خيارات العلاج في الآتي: [٤]


العلاج الهرموني: وهو احد الطرق التي يتم استخدامها في علاج مرض اضطرابات الهوية خصوصا خلال فترة البلوغ وذلك لمحاولة تغيير مسار التغيرات الهرمونية اي محاولة تغيير مسار تطور الاعضاء الجنسية وذلك لتكون فرصة الجراحة بعد ذلك اكبر في خطة علاج مرض اضطرابات الهوية


مكملات هرمونية: وهي طريقة رائجة في علاج مرض اضطرابات الهوية عند البالغين تحديدا حيث يقوم المريض بتناول مكملات هرمونات الجنس المضاد له كان يتناول الذكر _البالغ المريض_ مكملات الاستروجين رغبة منه في ان يُعيد تهيئة جسده انثويا وذلك في تغيير مناطق توزع الدهون بداية تكون انسجة الثدي والعكس بالعكس في حالة كان المريض انثى فعندها ستقوم بتناول مكملات التستوستيرون من اجل زيادة نمو الشعر وزيادة خشونة الصوت هذه السلوكيات تجعل المريض يسير خطوة على طريق علاج مرض اضطرابات الهوية وذلك بتهيئة جسده للجراحة التغييرية او التعديلية للجنس مستقبلا


الجراحة: من المهم جدا الاشارة الى ان النقطتين السابقتين هما الطريق لهذه النقطة في خطة علاج مرض اضطرابات الهوية حيث ان الجراحة هي المحطة الاخيرة في تعديل الجنس وغالبا ما تشمل هذه الخطوة العديد من الصِعاب والتعقيدات العقلية والجسدية ويحتاج المريض الى دعم نفسي ومجتمعي عالٍ بعد العملية كي يُحقق التوازن الانساني المطلوب



المصحات العقلية: هذه خاصة بعلاج المشاكل العقلية وحالات القلق المرافقة لاضطرابات الهوية وتُستخدم عادة في حالة كان هناك علاج فعلي او لا وبالتالي فالمصحات العقلية هنا ليست علاجا ابدا للاضطرابات الجندرية ومشاكل الهُوية الجنسية بل تُعتبر جزءا رديفا ومساعدا في خطة علاج مرض اضطراب الهوية
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق