ما هو مرض الانهيدونيا واعراضه

انعدام التلذذ او كما يُعرف في الطب النفسي باسم الانهيدونيا هو فقدان امكانية الشعور بالمتعة ويعني ذلك فقدان القدرة على الحصول على المتعة من الاشياء والتجارب التي تُكسب المتعة بطبيعتها عند الاشخاص الاسوياء


 فالانهيدونيا هو الصفة الاساسية والميزة التي يرتكز عليها كل من الاكتئاب والفصام وغيرهما من الامراض النفسية ويمكن القول ان الام التي تعاني من هذا المرض _او الصفة_ لا تشعر بالمتعة عند لعبها مع طفلها

 ومشجع الكرة الانهيدوني لا يشعر بالاثارة عندما يفوز فريقه والمراهق الانهيدوني لا يشعر بالمتعة عند اجتيازه لاختبار القيادة على سبيل المثال وهكذا







اعراض مرض الانهيدونيا
معظم الاشخاص يدركون معنى المتعة ويتوقعون المتعة من الاشياء التي سبق لهم ان جربوا المتعة فيها ولكن مرضى الانهيدونيا يفقدون هذا الادراك فالاشياء التي كانت تحدث المتعة لديهم لم تعد كالسابق وقد تم تقسيم الانهيدونيا الى نوعين رئيسيين هما: [٢]



الانهيدونيا الاجتماعية: عندما لا يريد الشخص ان يمضي وقتا ممتعا مع الاشخاص الآخرين



الانهيدونيا الجسدية: وهذا النوع يتصف بعدم قدرة الشخص على الاستمتاع بالاحاسيس الجسدية كان يكون العناق بدون معنى او الطعام بدون طعم حتى ان المريض يفقد رغبته بالجنس ويعتبره امرا غير ممتعا





واضافة لما سبق يمكن للانهيدونيا ان تكون ذات اعراض اوضح من ذلك فمن الاعراض التي يجب اخذها بعين الاعتبار ما ياتي:

الانسحاب من المجتمع

فقدان العلاقات مع الاشخاص او الانسحاب من العلاقات السابقة

الاحساس السلبي تجاه النفس والآخرين

انخفاض القدرات العاطفية كفقدان التعبيرات اللفظية وغير اللفظية

صعوبة التعامل مع الحالات الاجتماعية المختلفة

الميل لاظهار التعابير المزيفة كالتظاهر بالسعادة في حفل الزفاف

فقدان الرغبة الجنسية او عدم الاكتراث بالحميمية الجسدية

الشعور ببعض المشاكل الجسدية









اسباب مرض الانهيدونيا
يرتبط مرض الانهيدونيا بمرض الاكتئاب ولكن هذا لا يعني ان جميع مرضى الانهيدونيا يشعرون بالكآبة او بالحزن حيث يمكن ان يكون هذا المرض مرتبطا بامراض نفسية اخرى كالفُصام والاضطراب ثنائي القطب او يمكن ان يظهر المرض عند اشخاص مصابين بامراض غير نفسية كمرض باركسنون والسكري وامراض الاوعية القلبية وحالات الادمان هذا ويعتقد العلماء ان للانهيدونيا ارتباط بتغيرات على مستوى النشاطات الدماغية حيث تحدث مشكلة في انتاج الدماغ للدوبامين واستقباله _وهو ناقل عصبي يزيد الاحساس بالسعادة_ ويُعتقد انه عند مرضى الانهيدونيا تعاني المنطقة الجبهية من القشرة الدماغية من الافراط في التنبه للدوبامين وهذا يتعارض مع المسارات التي تسيطر على الاحساس بالسعادة عند حصول الامور الممتعة [٢]




تشخيص مرض الانهيدونيا
يتم تشخيص مرض الانهيدونيا بشكل عام عن طريق الاستجواب السريري والفحص العام حيث يسال الطبيب عن الاعراض والحالة الذهنية العامة ويُفضل ان يملك المريض قائمة بجميع اعراضه قبل الزيارة متضمنة فقدان الاحساس بالسعادة فاخبار الطبيب عن جميع الاعراض يساعد في تشخيص المرض وتقييم شدته وقد يُجري الطبيب فحصا جسديا كاملا لتحديد ما اذا كان هناك مرض جسدي ام لا كما قد يطلب الطبيب اجراء بعض الفحوص الدموية للتاكد من عدد من الامراض كعوز الفيتامينات او مشاكل الغدة الدرقية والتي يمكن ان تلعب دورا كبيرا في احداث مشاكل المزاج [٣]







علاج مرض الانهيدونيا
قد يكون من الصعب علاج مرض الانهيدونيا حيث انه لا يوجد علاج واضح للحالة والخطوة الاولى عادة ما تتمثل بايجاد السبب المجهول والتركيز عليه وعلاجه ومن ثم رؤية ما اذا تحسنت حالة المريض ام لا وهذا غالبا ما يكون العلاج خصوصا عند الاشخاص الذين يعانون من اضطراب الاكتئاب فالاشخاص الذين يتناولون الادوية المضادة للاكتئاب _كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة SSRIs_ قد يجدون ان الانهيدونيا قد تحسنت لديهم مع تقدم علاج الاكتئاب


ولكن هذا لا يحصل دائما عند كل المرضى فاحيانا ما تجعل هذه الادوية المشاعر مبهمة وتجعل من الصعب علاج المشكلة بشكل اكبر هذا ويعمل المختصون على تقديم علاجات جديدة للاشخاص الانهيدونيين الذين لا يتحسنون بعد استخدام العلاجات التقليدية كمضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة والعلاج بالكلام مع الطبيب النفسي فمن الادوية التي يمكن ان تشكل مستقبلا لعلاج مثل هذه الحالات هو الكيتامين وهو دواء يستعمل لتحسين الحالة المزاجية كما يمكن استخدامه كمضاد اكتئاب ويحتاج الامر الى دراسة اكبر من ذلك ولكن بشكل عام بينت دراسة اجريت في الولايات المتحدة  ان الاشخاص الذين يعانون من اضطراب ثنائي القطب _اي هوس مع اكتئاب_ والذين عانوا من الانهيدونيا تحسنت اعراضهم خلال 40 دقيقة من حقنة الكيتامين







الوقاية من مرض الانهيدونيا
لا يوجد اجراء يقي بشكل فعال تماما من مرض الانهيدونيا الا ان هناك بعض الامور التي يمكن ان تساعد مرضى الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب في تغيير حياتهم للافضل وتحسين مردودهم بغض النظر عن تناول الادوية ومنها ما ياتي:

الابقاء على الخطة العلاجية: لا يجب على المريض ان يتخلف عن جلسات ومواعيد الطبيب النفسي المحددة مسبقا حتى عند كونه يشعر بحالة جيدة لا يجب عليه ان يترك الادوية الموصوفة مطلقا كما يجب اخذ الوقت الكافي قبل الحكم على فعالية العلاج النفسي

تثقيف المريض حول المرض الاكتئابي المستمر: ان معرفة المريض ودرايته الكاملة بحالته الصحية تساعده بشكل كبير على تخطيه اياها بالطريقة الامثل

معرفة نقاط الضعف والابتعاد عنها: يجب معرفة كل ما يحرض الحالة النفسية للمريض والابتعاد عنها كما يجب العمل مع الطبيب النفسي على ايجاد الجو المناسب للمريض لابقائه في حالة نفسية مستقرة قدر الامكان

تجنب الكحول والمخدرات: قد يبدو للكحول تاثيرا مخففا للاكتئاب في البداية الا انه حتما سيفاقم حالة الاكتئاب في المستقبل وقد يجعل الحالة صعبة العلاج بشكل كبير ويجب اللجوء للطبيب عند عدم القدرة على السيطرة على حالة الادمان الكحولية

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق