قصة ابو لهب للاطفال مكتوبة

ابو لهب فهو عبد العزّى بن عبد المطّلب عمُّ رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلم- ويكنّى ابا عتبة لكنّ والده عبد المطلب لقّبه بابي لهب لوسامته واشراق وجهه وهو الاخ غير الشقيق لعبد الله بن عبد المطلب والد رسولِ الله -صلّى الله عليه وسلّم-




كان اوّل من جهر بعداوتِه للاسلام وللدعوة التي جاء بها رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فعندما صعد الرسول -صلّى الله عليه وسلم- على جبل الصفا في مكة المكرمة وصار ينادي على قومه حتّى اجتمعوا اليه وكان من بينهم ابو لهب فقال لهم رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلم-: "ارايتكمْ لو اخبرتُكم انّ خيلا بالوادي تريد ان تغِير عليكم اكُنتم مُصدِّقيّ؟" قالوا: نعم ما جرّبْنا عليْك الا صدْقا قال: "فاني نذيرٌ لكم بين يديْ عذاب شديد" اي جمعتُكم لانذركم عذاب الله تعالى لتؤمنوا بالله وبدينه الصحيح وهو الاسلام عند ذلك كان ابو لهب اوّل من ردّ على دعوة رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- فقال: تبّا لك سائر اليوم الهذا جمعتنا؟ اي هلكت يا محمّد هل جمعتنا لهذه الاكاذيب! وكان ابو لهب يقصد الاستخفاف وتكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وانكار الدعوة التي جاء بها




وقد مارس ابو لهب شتّى انواع الايذاء والاساءة للرسول -صلّى الله عليه وسلم- وكان يحاول دائما ان يصدّ الناس عن الدخول في الاسلام وكانت زوجته ام جميل تسانده في ايذائه وفي اساءته وترمي الحطب والشوك في طريق الرسول حتى تدمي قدميه وعندما كان رسولُ الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقولُ للنّاس: "قولوا لا اله الا اللهُ تُفلِحوا قولوا لا اله الا الله تملكوا بها العرب والعجم انِّي رسولُ الله اليكم جميعا" وكان عمُّه ابو لهب يسير خلْفه ويقول: لا تُصدِّقوه فانّهُ كذّابٌ لا تصدِّقوه فانّه ساحر فيعجبُ النّاس ويقولُون: من هذا؟ فيقُول اهل مكّة: هذا محمّد بنُ عبدالله يزعمُ انّ الله ارسله والرّجل الذي خلفه عمُّه ابو لهب فكان النّاس يقولون: "عمُّه اعلم به"؛ ايْ: اذا قال عمُّه: انّه كذّاب فهو كذلِك واذا قال: انّه ساحرٌ فهو كذلك وانّما كان هذا التصرُّف من ابي لهب لشدّة عدائه للرسول -صلّى الله عليه وسلم-




وقد انزل الله -سبحانه وتعالى- فيما بعد على نبيِّه محمد -صلّى الله عليه وسلم- في كتابه العزيز سورة المسد التي ذكر فيها قصة ابي لهب وزوجته وتوعدهما الله تعالى بهلاك اكيد وبعذاب شديد قال تعالى: "تبّتْ يدا ابِي لهب وتبّ * ما أغنى عنهُ مالُهُ وما كسب * سيصْلى نارا ذات لهب * وامرأتُهُ حمّالة الحطبِ * في جيدِها حبلٌ منْ مسد"  وهذا تاكيد على انّه سيموت على كفرِه ويحشر في نار جهنّم




وفي هذه القصة الكثير من العبر المستفادة للمسلمين حيث يؤكد الله تعالى على هلاك من يؤذي رسول الله -صلّى الله عليه وسلم- ويؤكدُ على تحريم ايذاء المؤمنين وان الجزاء من جنس العمل ولا يفيدُ المرء لا مالٌ ولا جاهٌ فالعملُ الصالحُ وحده هو الذي يُنجي الانسان يوم القيامة فقد اهلك الله تعالى ابا لهب على كفره بداء شبيه بالطاعون وجزاؤه جهنّم خالدا فيها وفيها دروس عن الصبر عندما صبر رسول الله على اذى عمِّه وزوجته والله تعالى اعلم
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق