لماذا يجب ان يكون الاهل قدوة صالحة للابناء

المربي الذي ينظر اليه ابنائنا على انه قدوة يحتذى به هو الاب والام والمعلم والتربوي والرجل الوجيه في قومه والسيد في عشيرته والداعية وامام المسجد؛ فكل هؤلاء في نظر الابناء قدوات صالحة


اول المطالبين بالقدوةِ الحسنةِ هما الوالدانِ؛ لانهما الصق به واطول مكثا معه ولان الطفل الناشئ يراقب سلوكهما وكلامهما ويتساءل دائما عن سبب ذلك


ان الوالدان هما الاقدر على تشكيل قناعات ابنائهما تجاه القدوات في المجتمع؛ فعندما يعتاد الابناء على سماع ثناء الابوين على احدٍ ويكثران من متابعته وسماع اقواله حينها يعتقد الابن ان هذا له شانٌ في المجتمع فيقلده لذا حري بالآباء والمربين انْ يدركوا ان نماذج القدوة عند الابناء هي صنيع افعالنا وممارساتنا


عمرو بن عتبة يرشِد معلِّم ولدِه قائلا: (لِيكنْ اول اصلاحك لِبنِي اصلاحك لنفسِك؛ فان عيونهم معقودةٌ بعينك فالحسن عندهم ما صنعْت والقبيح عندهم ما تركت)؛ وهذا يؤكد انه لا سبيل الى التربيةِ السليمةِ الا بوجود قدوةٍ صالحةٍ تغدو نموذجا عمليا للامتثال للاوامر والاستجابة لها


الوالدان تحت مراقبةٍ مستمرةٍ من ابنائهم فهم ينظرون الى آبائهم وامهاتهم نظراتٍ دقيقة فاحصة ويتاثرون بسلوكهم دون ان يدركوا ورب سلوك لا يلْقِي له الاب او الام بالا يكون عند الابنِ عظيما


يروى عن الاصمعي انه قال في اثر القدوة: مشـى الطـاووس يومـا باختيال * فـقـلد شكـل مشيتـهِ بنـوهفقـال: عـلام تختـالون؟ فقالـوا: * بـدأْت بـه ونحـن مقلـِـدوه

فخـالِفْ سـيرك المعـوج واعـدلْ * فـانـا ان عـدلـْت معـدلـوه

امـا تـدري ابـانـا كـل فـرع ٍ * يجـاري بالخـطـى مـن ادبـوه

وينشــأ ناشـئ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوده ابـــوه






اهمية القدوةِ الصالحةِ في تربيةِ الابناء
ان مستوى القدرات الكلامية بالوعظ والارشاد والنصح يختلف من مربي لآخر كما ان فهم ابعاد النصيحة عند الابناء يتفاوت فيما بينهم لكن الجميع في الغالب يتساوى عند النظر بالعين فالمعاني والاحداث تصل دون كثير كلام وارشاد

القدوة الصالحة تحقق الانضباطِ النفسيِّ والتوازنِ السلوكيِّ للطفل وتجعله منسجما مع ذاته ومن حوله

وجود القدوة الصالحة امام الابناء يثير في النفسِ قدْرا كبيرا من الاستحسان والرضا ويجعل القدوة محل اعجابهم وتقديرهم

يعْطِي الاولاد قناعة بان ما عليه النموذج القدوة هو الافضل الذي يجدر بهم ان يقلدوه


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق