من هم الانصار وما فضلهم في السنة النبوية

الهجرة النبوية الشريفة
لما كان من اللازم خروج النبي -صلى الله عليه وسلم- من مكة المكرمة الى قومٍ ينصرونه ويآزرونه ولا يؤذون قومه ولا يكرهونهم على دينهم توجه -عليه السلام- وصاحبه الصديق -رضي الله عنه- الى المدينة المنورة لاحقين بمن سبقهم من المسلمين الى هناك وقد جاء الرسول العظيم ليؤسس دولة عظيمة متينة وقوية فكانت اولى خطواته الحكيمة هي المؤاخاة بين المهاجرين والانصار وفي هذا المقال سيتم الاجابة عن سؤال ما معنى الانصار






ما معنى الانصار
يطلق على كل من هاجر من ارضه الى المدينة المنورة حينها مسمى المهاجرون وكلِّ من نصر المسلمين من اهل المدينة المنورة مسمى الانصار ويمتد الانصار باصلهم الى مارب ولكن بعد حادثة سيل العرم التي اودت بسد مارب انتقلوا الى يثرب المدينة المنورة وقد كانوا قبيلتين هما: الاوس والخزرج ودارت المشاحنات والحروب الطوال بينهم الى ان جاء الاسلام ليلغي اسم القبيلتين ونعرة الانتماء وتفضيل القبيلة على الغير في الحق والباطل ويضع الاسلام هو الرابط المشترك والاخوة والعهد المتين الذي يجمع القبيلتين وان لا فضل لاحد منهم على احد الا بالتقوى فيما ياتي بيان لفضل الانصار في القرآن الكريم بعد ان تم الاجابة عن سؤال ما معنى الانصار





فضل الانصار في القرآن الكريم
ليس من السهل ان يطرد الانسان من ارضه وارض آبائه واجداده من الارض التي عليها عاش وترعرع وان يتم تكذيبه والسخرية منه وايذاؤه وايذاء اصحابه واكثر من هذا مما تعرض له الحبيب المصطفى واصحابه وجاء الانصار -رضوان الله عليهم- وسدوا كل نقصٍ مر به النبي -عليه السلام- ومن هاجر معه فكانوا لهم اخوة صدقوهم ونصروهم وقاسموهم اموالهم وبيوتهم ومساكنهم واهليهم فشدوا عضدهم وقويت شوكة المسلمين بهم




ذكر القرآن الكريم فضل الانصار وافعالهم في الكثير من الآيات الكريمة ومنها قوله -سبحانه وتعالى-: (والذِين تبوءوا الدار والْإِيمان مِنْ قبْلِهِمْ يحِبون منْ هاجر إِليْهِمْ ولا يجِدون فِي صدورِهِمْ حاجة مِما أوتوا ويؤْثِرون على أنْفسِهِمْ ولوْ كان بِهِمْ خصاصةٌ ومنْ يوق شح نفْسِهِ فأولئِك هم الْمفْلِحون) وقال -عز وجل- فيما يخص الوعد الذي وعدهم اياه: (والسابِقون الْأولون مِن الْمهاجِرِين والْأنْصارِ والذِين اتبعوهمْ بِإِحْسانٍ رضِي الله عنْهمْ ورضوا عنْه وأعد لهمْ جناتٍ تجْرِي تحْتها الْأنْهار خالِدِين فِيها أبدا ذلِك الْفوْز الْعظِيم)







فضل الانصار في السنة النبوية
اما في السنة النبوية الشريفة فقد وردت العديد من المواقف التاريخية لهم والتي يستشهد بها الى قيام الساعة يذكر منها ما حدث يوم فتح مكة حين اعترض الانصار على توزيع الغنائم والفيء فابلغ ذلك سعد بن عبادة -رضي الله عنه- رسول الله وقال: "يا رسول الله ان هذا الحي من الانصار وجدوا عليك في انفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي اصبت قسمت في قومك واعطيت عطايا عظاما في قبائل العرب


 ولم يكن في هذا الحيِّ من الانصار شيءٌ" فرد عليه -صلى الله عليه وسلم-: "فاين انت من ذلك يا سعد؟" فقال له سعد: "يا رسول الله ما انا الا امرؤ من قومي وما انا من ذلك" فطلب النبي منه ان يجمعهم ثم قال: "يا معشر الانصار ما قاله بلغتني عنكم؟ ووِجدة وجدتموها في انفسكم؟ الم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي؟ وعالة فاغناكم الله؟ واعداء فالف بين قلوبكم؟" قالوا: بل الله ورسوله امن وافضل قال: "الا تجيبوني يا معشر الانصار؟"



 قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله ولله ولرسوله المن والفضل؟ قال: "اما والله لو شئتم لقلتم فلصدقتم ولصدقتكم اتيتنا مكذبا فصدقناك ومخذولا فنصرناك وطريدا فآويناك وعائلا فواسيناك اوجدتم في انفسكم يا معشر الانصار في لعاعة من الدنيا؟ تالفت قوما ليسلموا؟ ووكلتكم الى اسلامكم الا ترضون يا معشر الانصار ان يذهب الناس بالشاة والبعير وترجعون برسول الله في رحالكم؟ فوالذي نفس محمد بيده انه لولا الهجرة لكنت امرئا من الانصار ولو سلك الناس شِعبا لسلكت شِعب الانصار اللهم ارحم الانصار وابناء الانصار وابناء ابناء الانصار"



فاي قومٍ هم واي ايمانٍ هو ايمانهم يرضون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- دون مال الدنيا ونعيمها وبعض المسلمين اليوم يضع رسوله وسنته آخر اولوياته بعد ماله وولده وجاهه ورفاهيته ربما تذكر رسوله وربما غفل عنه وعن سنته ووصاياه ان الاجابة عن ما معنى الانصار يجزي عنها هذا الموقف العظيم وما من مكافاة اعظم لهم من دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-لهم وابنائهم وذرياتهم فاللهم ارض عن الانصار

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق