ما هي شروط الايمان بالله

واحدة من الخلافات المتداولة جدا بين الناس بان فلانا من الناس لا يطبِّق ايا من النواهي والاوامر التي اوردها الله تعالى في كتابه وعلى لسان نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- في سنته النبوية المطهرة فهو لا يصلي ولا يحج ولا ياتمر لما شرع الله من اسس في التعامل مع الاموال والربا والرشوة وغيرها او ربما لا يقر بشرعية ووجوب الحجاب الشرعي واسس وضوابط التواصل بين الذكر والانثى وغيرها الا انه يدعي بان ايمانه بالله -عز وجل- يكفي ولا داعي لهذه التفاصيل فالاهم هو انه يشهد بوحدانية الله تعالى! يقول الامام البغوي: "اتفقت الصحابة والتابعون فمن بعدهم من علماء السنة على ان الاعمال من الايمان وقالوا: ان الايمان قول وعمل وعقيدة" ومنه يمكن القول بان شروط الايمان ترتكز على ثلاث نقاط رئيسة لا يصح الايمان بنقصان واحدة منها وهي:





الاقرار في القلب
هنا تتقاطع شروط الايمان بالله مع اركان الايمان حيث يجب على المؤمن حقا ان يقر بقلبه وحدانية الله تعالى وخلقه للكون وتقديره لكل شيء وان بيده كل شيء وانه خلق الملائكة وجعل لهم من الاوامر والواجبات ما جعل وانه -عز وجل- بعث الانبياء والمرسلين والا يشك المؤمن باي من هؤلاء المرسلين الذين ارسلهم الله تعالى وورد ذكرهم في كتابه كما يقر اقرارا يقينيا بالكتب السماوية التي انزلها تعالى على رسلِه وانبيائه كصحف ابراهيم والتوراة والزبور والانجيل والقرآن الكريم ويؤمن بان وحده الاخير هو المحفوظ من التحريف وواجبٌ العمل بكل ما ورد به كما ويؤمن ويصدِّق بقدر الله تعالى وان كل امر يجري وفق تدبيره المسبق والمكتوب والمقضي واخيرا ليس آخرا يؤمن بان هناك يوما آخرا يرجع به الى الله تعالى هو يوم القيامة ويوقن بانه محاسب على كل ما صدر منه في الحياة الدنيا في هذا اليوم الآخِر






التصديق باللسان
ويعنى بذلك ان يتجلى ما وقر في قلب المؤمن من معتقدات واركان الايمان الستة وما يتبعها من صدق المعتقد يتجلى ذلك كله على اقوال المؤمن سواء بطيب الكلمات ام المداومة على ذكر الله تعالى او حتى اطلاق اللسان بالحديث عن امور الدين والدفاع عنها والمحاججة بها يقول -صلى الله عليه وسلم-: "ليس المؤمن بالطعانِ ولا باللعانِ ولا بالفاحشِ ولا بالبذيءِ"





التصديق بالعمل
قد يجتمع في المسلم الشرطان الاولان من شروط الايمان بالله تعالى من صدق اعتقاد واقرار باللسان الا ان افعاله تعكس امرا مغايرا تماما فيراه الناس تاركا لصلاته وزكاته وصيامه وحجِّه متلاعبا بالاعراض وبالاموال والحقوق بالباطل وغيره هنا لا يقال بانه مؤمن لانه لم يستوفِ شروط الايمان بالله الثلاثة معا فالمؤمن يجب ان ينعكس ما وقع في قلبه وصدقه لسانه على افعاله وتصرفاته واخلاقه التي جاءت لضبطها الشريعة الربانية مع العلم ان شروط الايمان بالله تعالى تاتي جملة واحد وليس شرطا دون الآخر فمن لم يصدِّق قوله وفعله ما وقر في قلبه هو لم يقع في قلبه الايمان السليم اساسا فلو وقر الايمان حقا بقلبه لصدقته جوارحه ولسانه بالضرورة




قالت الاعراب آمنا
يقول -عز وجل-: "قالتِ الْأعْراب آمنا قل لمْ تؤْمِنوا ولَٰكِن قولوا أسْلمْنا ولما يدْخلِ الْإِيمان فِي قلوبِكمْ ۖوإِن تطِيعوا الله ورسوله لا يلِتْكم مِّنْ أعْمالِكمْ شيْئا  إِن الله غفورٌ رحِيمٌ"  اختلف المفسرون حول موضوع فيمن نزلت هذه الآية فمنهم من قال انها نزلت في اعراب من بني اسد اظهروا اسلامهم لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سنة قحط ثم اظهروا خلاف ذلك الاقرار بافسادهم لطرقات المدينة ورفع الاسعار في السوق على المسلمين وغيرهم وقيل بانها نزلت في الاعراب الذين ورد ذكرهم في سورة الفتح وذلك ليامنوا على انفسهم واموالهم واعراضهم ولما توجهوا تلقاء المدينة واستقروا بها تخلفوا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقيل بان المعنى من قوله تعالى: "ولَٰكِن قولوا أسْلمْنا" اي استسلمنا خوفا من ان تقتل وتسبى نساؤنا وذلك لان اسلامهم اقتصر على قولهم ولم يجاوز حناجرهم الى قلوبهم بصدق الاعتقاد او جوارحهم بحسن الافعال والاعمال
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق