معلومات عن النية في الصيام وهل يجوز الصيام بدونها

انواع النية
تعد النية اساسا لصلاح اعمال المسلم فاذا صحت النية وكان العمل خالصا لوجه الله تعالى كان مقبولا باذن الله وللنية نوعان سيتم الحديث عن كل نوع منهما فيما ياتي مع الشرح قبل معرفة هل يجوز الصيام بدون نية ام لا:




النية المفروضة: وهي النية التي لا تصح العبادات الا بها وهذه النية يجب الا يهملها احدٌ من المسلمين كالنية اثناء الوضوء والصلاة والحج والزكاة والصيام وغيرها فمن قام يتوضا حتى يصلي فقد جاء بالنية واذا قام الانسان للصلاة وهو يعرف انها صلاة العصر وقصد صلاتها واقبل على الصلاة فقد جاء بالنية واذا عزم الشخص على الصيام في اليوم التالي فقد جاء بالنية ولا يشرع ان يتلفظ النية بلسانه؛ لان النية محلها القلب كما ورد عن رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-




النية المستحبة: وهي النية التي يقوم بها المسلم من اجل تحصيل الاجر والثواب من الله تعالى وكثير من الناس يغفل عن هذه النية وتكون هذه النية في الامور والاعمال المباحة فتتحول بذلك الى قربات وطاعات كان ينوي المسلم انه ياكل ويشرب ليتقوى على العبادة وقد ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انه قال: "إِنك لنْ تنْفِق نفقة تبْتغِي بِها وجْه اللهِ إِلا أجِرْت عليْها حتى ما تجْعل فِي فمِ امْرأتِك"






هل يجوز الصيام بدون نية
اختلف الفقهاء في الرد على سؤال: هل يجوز الصيام بدون نية للمسلم ام لا؟ وقد ذهب جمهور الفقهاء من اهل العلم بالقول الى ان الصيام لا يصح الا بوجود النية والتي محلها القلب دون التلفظ بها وسواءٌ كان الصيام فريضة او تطوعا وقد ورد عن ابن قدامة انه قال بان الاجماع تم على ذلك حيث يقول في كتاب "المغني": "لا يصح صوم الا بنية اجماعا فرضا كان او تطوعا لانه عبادة محضة فافتقر الى النية كالصلاة"




لكن القول الصحيح هو ان اشتراط النية في الصيام لم يكن هناك اجماع عليه من اهل العلم والفقهاء ومن المخالفين زفر من الحنفية وكذلك فان الاحناف خالفوا في تبييت النية في الصيام ولم يتشرطوا تبييتها في صيام رمضان ومثلهم قال الشافعية والحنابلة في صيام التطوع فقط ورد في الموسوعة الفقهية: "ذهب الحنفية الى جواز تاخير نية الصوم في صوم رمضان والنذر المعين والنفل الى الضحوة الكبرى اما في غير هذه الثلاثة فمنعوا تاخير النية فيها وقالوا بوجوب تبييتها او قرانها مع الفجر كقضاء رمضان والنذر المطلق وقضاء النذر المعين والنفل بعد افساده والكفارات وغيرها وذهب المالكية الى ان الصوم لا يجزئ الا اذا تقدمت النية على سائر اجزائه"




اما الشافعية والحنابلة كما سبق فقد فرقوا بين الفرض والتطوع واشترطوا التبييت للفرض لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له"  واما صيام التطوع فقد قالوا بصحة صيامه بالنية قبل الزوال لحديث عائشة -رضي الله عنها-: "دخل علي النبي -صلى الله عليهِ وسلم- ذات يوم فقال: هل عندكم شيٌء؟ فقلنا: لا قال: فانِّى اذن صائمٌ ثم اتانا يوما آخر فقلنا: يا رسول اللهِ! أهْدِي لنا حيْسٌ فقال: ارينِيه فلقد اصبحت صائما فاكل"  والله تعالى اعلم
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق