ما هي اركان الصيام ومبطلاته

اركان الصيام
اركان الصوم هي الاساس الذي تقوم عليه صحة الصوم وما يجب توفره في الصوم كي يصح اي ما يتوقف عليه صحة الصيام او عدمه فان سقط احد اركانه لا يصح لذا يجب ان تتوفر جميعها فيه ويعبر بعض الفقهاء عن الركن بالشرط ومن المعروف ان للصوم ركنيْن فقط وهذين الركنين كما ياتي:




النية: اي اعتقاد القلب وقصده فعل الشيء وعزمه على القيام به دون تردد والمراد بالنية هنا قصد الصوم وما يدل على ان النية من اركان الصوم التي لا يصح الصيام الا بها قول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: "انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى"  وقول الرسول-عليه الصلاة والسلام- في حديث حفصة -رضي الله عنها-: "من لم يبيت الصيام قبل الفجر فلا صيام له"  والنية مكانها في القلب والتلفظ بها مخالف للسنة؛ لان النية عملٌ لا دخل للسان فيه بل هي عملٌ قلبي والمراد بها عمل الشيء امتثالا لامر الله تعالى وطلبا للاجر والثواب كما ان من شروط النية تبييتها اي ايقاعها ليلا وتصح في اي من اجزاء الليل علما ان بعض الفقهاء يعدون النية شرطا لصحة الصيام وليست ركنا لكن في جميع الاحوال لا يصح الصيام الا بها




الامتناع عن جميع المفطرات: من جماع وطعام وشراب وذلك من طلوع الفجر الصادق حتى غروب الشمس والدليل على هذا قوله تعالى: "وكلوا واشْربوا حتَىٰ يتبيَن لكم الْخيْط الْأبْيض مِن الْخيْطِ الْأسْودِ مِن الْفجْرِ ۖ ثمَ أتِمُوا الصِيام إِلى اللَيْلِ"ويقصد بالخيط الابيض والخيط الاسود: بياض النهار وسواد الليل والدليل على هذا ايضا قوله -صلى الله عليه وسلم-: "اذا اقبل الليل من ها هنا وادبر النهار من ها هنا وغربت الشمس فقد افطر الصائم)



مبطلات الصيام
لكل جسم حيزٌ يدخل الى الجوف وقد يدخل من هذا الحيز ما هو ماكول او غير ماكول وما هو مشروبٌ او غير مشروب سواء دخل الى الجوف من منفذه المعتاد مثل: الفم ام من غير منفذه المعتاد مثل: الانف والاذن والقبل والدُبر بشكل متعمد بحيث يكون عالما ذاكرا غير مكره مما يؤدي الى الافطار وابطال الصيام وللصيام مبطلات تنقسم الى قسمين هما: مبطلات توجب صاحبها القضاء والكفارة معا ومبطلات توجب القضاء فقط وهي كما ياتي:








مبطلات الصيام التي توجب القضاء فقط:
الاكل والشرب المتعمَد: اما الناسي فلا قضاء عليه[٩]وفي هذا روى مسلمٌ عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من نسي وهو صائمٌ فاكل او شرب فليتمَ صومه؛ فانما اطعمه الله وسقاه"


التقيؤ المتعمد: اي اخراج ما في المعدة او شيء منه اما من يغلبه القيء فلا يبطل صيامه ويتم صيامه كان شيئا لم يكن وفي هذا روى ابو هريرة ان النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "من ذرعه القيء فليس عليه قضاءٌ ومن استقاء عمدا فليقضِ"


الحيض والنفاس: من مبطلات الصيام عند المراة حتى لو داهم المراة قبل لحظات من غروب الشمس[٩]وروى البخاري عن ابي سعيد -رضي الله عنه-قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اليس اذا حاضتْ لم تصلِ ولم تصمْ فذلك نقصان دِينها"


العادة السرية او الاستمناء: او اي شيء يستجلب به الانسان شهوته فيتم انزال المني وهذا من مبطلات الصيام عند المراة وعند الرجل وروي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: "يقول الله عز وجل: الصوم لي وانا اجزي به؛ يدع شهوته واكله وشربه من اجلي والصوم جنةٌ وللصائم فرحتان: فرحةٌ حين يفطر وفرحةٌ حين يلقى ربه ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك اما من احتلم وخرج منه المني فلا شيء عليه


ابطال النية: سواء انعقد هذا في القلب ام تلفَظ به باللسان اي عزم الانسان على ان يفطر في رمضان بارادته فان صومه يبطل حتى لو امتنع عن جميع المفطرات لان النية من اركان الصيام كما ذكر سابقا والصيام لا يصح الا بها


المرتد عن دين الاسلام:  وقد قال الله تعالى: "ولقدْ أوحِي إِليْك وإِلى الَذِين مِنْ قبْلِك لئِنْ أشْركْت ليحْبطنَ عملك ولتكوننَ مِن الْخاسِرِين"


الاصابة بالاغماء: واستمراره طوال النهار حتى الغروب من مبطلات الصيام عند المراة وعند الرجل اما من يغمى عليه بعد ان يكون قد عقد نية الصيام من الليل ومن ثم افاق من غيبوبته قبل المغرب بلحظات فان صيامه صحيح








مبطلات الصيام التي توجب الكفارة والقضاء معا

الجماع في نهار رمضان: حيث ان الجماع من مبطلات الصوم سواء انزل ام لم ينزل حيث ان الرجل الذي يجامع زوجته برضاها في نهار رمضان يفسد صومهما ووجب على كل منهما الكفارة وهي اطعام ستين مسكينا وبهذا يكون الجماع في نهار رمضان برضى الزوجة من مبطلات الصيام عند المراة وعند الرجل اما اذا كان بغير رغبة الزوجة وجب عليها ان تحاول دفع زوجها عنها فان جامعها فلا كفارة عليها ولكنْ وجب عليها القضاء فقط وان جامعها وهي نائمة سواء مرة ام اكثر من مرة في نهار رمضان نفسه وجب عليها كفارة واحدة وقضاء يوم واحد فقط وجاء في حديث ابي هريرة -رضي الله عنه- انه قال: بينما نحن جلوسٌ عند النبي -صلى الله عليه وسلم- اذْ جاءه رجلٌ فقال: يا رسول الله هلكت قال: ما لك؟ قال: وقعت على امراتي وانا صائمٌ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: هل تجد رقبة تعتقها؟ قال: لا قال: فهل تستطيع ان تصوم شهرين متتابعين؟ قال: لا فقال: فهل تجِد اطعام ستين مسكينا؟ قال: لا قال: فمكث النبي -صلى الله عليه وسلم- فبينا نحن على ذلك أتِي النبي -صلى الله عليه وسلم- بعرق فيها تمرٌ - والعرق المِكْتل - قال: اين السائل؟ فقال: انا قال: خذْها فتصدق به فقال الرجل: اعلى افقر مني يا رسول الله؟! فوالله ما بين لابتيها -يريد الحرَتين- اهل بيت افقر من اهل بيتي فضحِك النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت انيابه ثم قال: اطعِمْه اهلك






سنن الصوم
للصوم سنن متعددة وردت عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- وهذه السنن هي: تاخير السحور الى ما قبل طلوع الفجر بقليل بشرط عدم خشية طلوع الفجر والسحور يتحقق بتناول تمرة او شربة ماء بعد وقت منتصف الليل وقبيل الفجر وذلك بنية التَقوي على الصيام والتعجيل بالفطر بعد الاستيقان من غروب الشمس والاكثار من قراءة القرآن الكريم وتجنب اللغو من الكلام من كذب وغيبة ونميمة والابتعاد بالنفس عن المحرمات والشهوات وكثرة السخاء والجود والصدقات والاعتكاف في رمضان خصوصا في العشر الاواخر منه والاغتسال من الجنابة قبل صلاة وقت الفجر

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق