معلومات عن امرؤ القيس وحياته واجمل القصائد له


صفات امرئ القيس
كان امرؤ القيس شاعرا فحلا قدم للادب العربي نتاجا عظيما توارثته الاجيال جيلا بعد جيل وسيظل عالقا في ذاكرة الادب ما دام الادب العربي عالقا في عقول الناس وكان امرؤ القيس بحسب الروايات التي وردت عنه ضالا في بداية حياتِهِ حين بعثه والده الى حضرموت فلم يكن امرؤ القيس في مطلعِ حياتِهِ يعطي الملك بالا ولم يهتم بشهرة السلطة والحكم بل شغف بالشعر يصوِّر بهِ عواطفه واحلامه وبالحياة يقتنص طيِّباتها من الشراب والنساء واللهو فقد طرده ابوه وخلعه لمجونِهِ وتهتكِهِ ولتشبيبِهِ بنساءِ القبيلةِ وتصدِّيهِ لهن فهام الشاعر على وجههِ مع جماعةِ من الصعاليكِ وكانوا اذا وجدوا ماء اقاموا عليه يصطادون وينحرون ويحتسون الخمرة ويلهون واضافة الى هذا وتناقضا معه اظهر امرؤ القيس حميته العربية بعد مقتلِ والدِهِ فامضى حياته ساعيا للثار من قتلةِ ابيهِ فهو شاعر جمع بين رقةِ الحبِّ والخمرِ والغزلِ وخشونةِ الثارِ الدمِ والقتلِ وصنفه النقاد في الطبقة الاولى منْ فحولِ شعراءِ الجاهليةِ مع النابغة الذبياني وزهير بن ابي سلمى والاعشى ونسب النقاد الى امرئِ القيسِ اوليات كثيرة فقالوا: انه اول من وقف على الاطلالِ وبكى واستبكى وقال فيه ابن سلام الجمحي: "سبق العرب الى اشياء ابتدعها واستحسنتها العرب واتبعته فيها الشعراء  "



حياة امرئ القيس
لقد شاءتْ الاقدار انْ تقسم حياة امرئ القيس الى محورين اثنين متباعدين كل البعد لكن امرا القيس استطاع ان يجمع هذين المحورين شعرا وكلمات جمع الموت بالحب والماء بالظما وكان الفاصل الاوضح بين المرحلتين الحياتيـتينِ التينِ عاشهما امرؤ القيس هو عبارته الشهيرة التي قالها بعد مقتلِ والده: "اليوم خمرٌ وغدا امر" ولقد شغل امرؤ القيس الناس بشعرِهِ فقد عاش حياة متناقضة عاش للحب وطالب بالثار وتغرب وقاتل وكتب شعرا لكل مرحلة في حياتِهِ فبعد انْ اجبره والده على الرحيل الى حضرموت بدات الحياة عنده فعاش لاهيا سكيرا يشرب الخمر ويكتب الغزل وينتقل بين البلاد ممتلئا بكلِّ اشكال المتعة واللهوِ الى انْ قتِل والده على يد بني اسد فكان موت والدِهِ نقطة التحول من حياة اللهو والغزل والشراب الى حياة الثار والموت وهي حياةٌ اعطاها امرؤ القيس كل طاقتهِ فلقدْ اصر  على ان يستنفر القبائل لنصْرته ومساعدته ضد بني اسد؛ ليثار لدماء والدِهِ وكان له ما اراد فقد نصرتْه قبائل العرب في حربِهِ ضد بني اسد لكن حربه هذه لم تكنْ كافية لتروِّي عطشه للثار اضافة الى خذلان قبائل العرب له في الحرب تلك فقرر عندها ان يستعين بملكِ الروم قيصر فهاجر الى بلاد الروم طالبا العون والمدد فقام برحلة طويلة من الجزيرة الى بلاد الشام ثم الى تركيا فبيزنطة مصطحبا معه في رحلتِهِ عمرو بن قميئة الذي ذكره امرؤ القيس في قولِهِ:

بكى صاحبِي لما راى الدرب دونه                      وايقن انا لاحقانِ بقيصرا

فقلـت لــه: لاتـبكِ عـيـنك انـمـا                        نحاول ملكا اوْ نموت فنعْذرا

فهذا هو امرؤ القيس الذي حاول ملكا فلم يسطعْ عليهِ صبرا فمات وهو طامع بانْ يعذر في عيون الناس مات في بلادِ الروم ودفن في انقرة قبل ان يثار لابيهِ من بني اسد لكنه حاول فعذِر وعاش الحب والموت والحياة والظما واهدى اجيالا بعده تراثا ادبيا عظيما عد من اعظم ما وردنا من الادب الجاهلي





امرؤ القيس
هو الشاعر الجاهلي الشهير امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي تقول الروايات: ان امرا القيس عاش بين عامي 496 و 544 للميلاد وهو اشهر شعراء العرب من اضل يمانيّ ولد في نجد وكان ابن ملكِ اسد وغطفان ووالدته اخت المهلهل الشاعر المعروف جرى على لسانِهِ الشعر وهو غلام فنهاه اباه عن قول الشعر فلم ينتهِ فابعده اباه الى حضرموت في اليمن وهو في العشرين من عمره وعاش هناك قرابة خمس سنوات شرب وطرب حتى بلغه مقتل ابيهِ على يد بني اسد فقال قولته الشهيرة: "رحم الله ابي! ضيعني صغيرا وحملنِي دمه كبيرا لا صحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمرٌ وغدا امرٌ" ونهض من غدِهِ فلم يزلْ محاولا ان يثار لابيهِ من بني اسد طيلة حياتِهِ







اجمل ما كتب امرؤ القيس
يعد امرؤ القيس اشهر شعراء الجاهلية واذيعهم سِيطا وصاحب اعظم معلقاتِهِم واول معلقاتِهم وهو اول من وقف واستوقف وبكى واستبكى ويظهر هذا الوقوف والبكاء جليا واضحا في معلقتِهِ الشهيرة والتي نظمها على البحر الطويل وهي قصيدة رومنسية تحوي من الغزل الفاحش الكثير وهذا الذي اشتهر به امرؤ القيس





يقول في مطلعِها:
قِفا نبكِ مِن ذِكرى حبيب ومنزِلِ           بِسِقطِ اللِوى بين الدخولِ فحوملِ

فتوضِح فالمِقراةِ لم يعف رسمها          لِما نسجتها مِن جنوب وشمألِ

ترى بعر الآرامِ في عرصاتِها                وقيعانِها كأنَه حبُ فلفلِ

كأني غداة البينِ يوم تحمَلوا              لدى سمراتِ الحيِ ناقِف حنظلِ

وقوفا بِها صحبي عليَ مطِيهم            يقولون لا تهلِكْ أسى وتجمَلِ

وإِنَ شِفائِي عبرةٌ مهراقةٌ                  فهل عِند رسم دارِس مِن معوَلِ

كدابِك مِن أمِ الحويرِثِ قبله                وجارتِها أمِ الربابِ بِماسلِ

ففاضت دموع العينِ مِني صبابة          على النحرِ حتى بلَ دمعِي مِحملي

ألا ربَ يوم لك مِنهنَ صالِحٌ                 ولا سِيَما يوم بِدارةِ جلجلِ

ويوم عقرت لِلعذارى مطِيَتي              فيا عجبا مِن كورِها المتحمَلِ

فظلَ العذارى يرتمين بِلحمِهِ               وشحم كهدابِ الدِمقسِ المفتَلِ

ويوم دخلت الخِدر خِدر عنيزة             فقالتْ لك الويلات إِنَك مرجِلي

تقول وقد مال الغبيط بِنا معا              عقرت بعيري يا اِمرأ القيسِ فاِنزلِ









ولعل من اجمل ما كتب امرؤ القيس ايضا قصيدته التي يقف في مطلعِها محييا الطلل البالي فيقول:
ألا عِمْ صباحا أيُها الطلل البالِي            وهلْ يعِمن منْ كان فِي العصرِ الخالي؟

وهل يعِمنْ إِلا سعيدٌ مخلَدٌ                    قليل الهمومِ ما يبيت بِأوجالِ؟

وهل يعِمن منْ كان أحدث عهدِهِ             ثلاثين شهرا في ثلاثةِ أحوالِ؟

دِيارٌ لِسلمى عافِياتٌ بِذي خالِ               ألحَ عليها كلُ أسحم هطالِ

وتحسِب سلمى لا نزال كعهدِنا             بِوادي الخزامى أو على رسِ أوعالِ

ليالِي سلمى إِذ تريك منصَبا                وجِيدا كجيدِ الرِئمِ ليس بِمِعطالِ

ألا زعمتْ بسباسة اليوم أنَني              كبِرت وأنْ لا يحسِن اللهو أمثالي

كذبتِ لقد أصبى على المرءِ عِرسه        وأمنع عِرسي أن يزنَ بِها الخالي

ويا ربَ يوم قد لهوت وليلة                     بِآنِسة كأنَها خطُ تِمثالِ

يضيء الفِراش وجهها لِضجيعِهِ               كمِصباحِ زيت في قناديلِ ذبالِ







وهو القائل ايضا واقفا ومستوقفا في مطلع مشابه لمطلعِ معلقتِهِ:
قِفا نبكِ مِن ذِكرى حبيب وعِرفانِ              ورسم عفت آياته منذ أزمانِ

أتتْ حججٌ بعدي عليها فأصبحت               كخطِ زبور في مصاحِفِ رهبانِ

ذكرت بِها الحيَ الجميع فهيَجتْ               عقابيل سقم مِن ضمير وأشجانِ

فسحَت دموعِي في الرِداءِ كأنَه               كلى مِن شعيب ذات سح وتهتانِ

إِذا المرء لم يخزنْ عليهِ لِسانه                 فليس على شيء سِواه بِخزانِ

فإِما تريني في رِحالةِ جابِر                      على حرج كالقرِ تخفق أكفاني

فيا ربَ مكروب كررت وراءه                       وعان فككْت الغلَ عنه ففداني

وفِتيانِ صِدق قد بعثت بِسحرة                  فقاموا جميعا بين عاث ونشوانِ

وخرق بعيد قد قطعت نِياطه                     على ذاتِ لوث سهوةِ المشيِ مِذعانِ

وغيث كألوانِ الفنا قد هبطته                   تعاور فيهِ كلُ أوطف حنانِ

على هيكل يعطيك قبل سؤالِهِ                 أفانين جري غير كز ولا وانِ

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق