كيف يكون التهليل والتكبير وما هو فضلهم

التهليل
التهليل هو اصل التوحيد في صياغته ولفظه ولا بد ان يجتمع في المسلم امران هما: التهليل لفظا والهم بافعال توافق لفظ التهليل والتوحيد وعدم الاشراك ثانيا ففي السُنة النبوية كمٌ كبير من الاحاديث المتناولة للتوحيد والتهليل ومن هذه الاحاديث ما حكمٌ عام مطلق ومنها ما هو حكم مقيد ولا يصح الاحتجاج والاستناد على حديث مطلق دون الاطلاع على الاحاديث المقيَدة الآخذة للموضوع نفسه فمثلا ما ورد في الحديث المطلق عن ابي ذر الغفاري -رضي الله عنه- ان النَبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "منْ مات لا يشْرِك بِاللهِ شيْئا دخل الْجنَة فقال أبو ذر وإِنْ زنى وإِنْ سرق قال: وِإِنْ زنى وِإنْ سرق" فلا يصح اخذ هذا الحديث دونما غيره من الاحاديث المقيَدة والمفصَلة كالذي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "منْ شهِد أنَ لا إِله إِلا الله وحده لا شرِيْك له وأنَ محمَدا عبْدهٌ ورسوله وأنَ عِيْسى عبْد اللهِ ورسوله وكلِمته ألْقاها إِلى مرْيم وروح مِنْه والْجنَة حقٌ والْنَار حقٌ أدْخله الله الْجنَة على ما كان مِنْ الْعملِ" وقيل في تفسير هذا الحديث اي من نطق بها -التهليل- وهو عارف لمعناها وعاملا باصلها ومقتضاها في ظاهره وباطنه متيقنا من مدلولها علما ويقينا والعمل



كيف يكون التهليل
التهليل هو قول: "لا اله الا الله" والتي معناها لا احد معبودٌ بحق الا الله -عز وجل- وهذه الكلمة هي مفتاح الجنة بلفظها واعتقادها فلا يصحُ مفهوم التهليل دون ان يستقر بالقلبِ اولا من محبة وخشية وتوكل ولا يصح دون عمل كالسجود والقربات والذبح لغير الله وليس من المنصف قول ان التهليل "لا اله الا الله" تعني فقط اقرار قائلها بان لا خالق الا الله لان المشركين كانوا معتقدين بان لا خالق الا الله ومعتقدين اعتقادا جازما بتفرده بخلق الخلق الا انهم لم يؤمنوا بِـ "لا اله الا الله" من ناحية تفرده بالعبادة واقاموا على اثر ذلك الحروب على الاسلام والمسلمين




فضل التهليل
ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في فضل التهليل والذكر العديد من الاحاديث وورد في الاثر عن الصحابة والتابعين والصالحين ايضا كمًا مماثلا وربما اكثر او اقل ومما ورد في فضل التهليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "منْ قال: لا إِله إِلاَ اللَه وحْده لا شرِيك له له الْملْك وله الحمْد يحْيِي ويمِيت وهو على كلِ شيْء قدِيرٌ عشْر مرَات على إِثْرِ الْمغْرِبِ بعث اللَه له مسْلحة يحْفظونه مِن الشَيْطانِ حتَى يصْبِح وكتب اللَه له بِها عشْر حسنات موجِبات ومحا عنْه عشْر سيِئات موبِقات وكانتْ له بِعدْلِ عشْرِ رِقاب مؤْمِنات"



التكبير
يكرر المسلم كلمة "الله اكبر" في اليوم الواحد ما يفوق الثمانين مرة في الانتقال بين حركات صلاته و"الله اكبر" تعني: الله تعالى بصفاته وكماله وقدرته ورحمته وغضبه اكبر من كلِ شيء في الوجود واكبر من الهم والحزن واكبر من الامنيات العالقة والمعجزات المستحيلة وعلى المسلم ان يستشعر هذا المعنى حقًا في دعائه وصلاته كي تناله بركة التكبير




كيف يكون التكبير
بالاضافة الى تكبير المسلم بين حركات الصلاة وتكبيره عقب الصلوات وتكبيره قبل النوم -ويقصد بهذا التكبير والتهليل والتسبيح والتحميد على حد سواء- هناك تكبيرات متعلقة بشعائر دينية معيَنة وما يعرف بتكبيرات العيد والتي يختص بها وقتي عيد الفطر وعيد الاضحى حيث يسن للمسلم التكبير بصيغة: "الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله الله اكبر الله اكبر ولله الحمد" ويبدا التكبير لعيد الفطر من غروب الشمس ليلة العيد الى خروج الامام لصلاة العيد اما في ايام ذي الحجة وايام عيد الاضحى والتشريق فان التكبير المقيَد يكون بعد الصلوات المكتوبة من صباح يوم عرفة -التاسع من ذي الحجة- الى غروب شمس آخر ايام التشريق -الثالث عشر من ذي الحجة- اما التكبير المطلق فيكون من وقت رؤية هلال شهر ذي الحجة الى آخر ايام التشريق




فضل التكبير
يقول شيخ الاسلام الامام ابن تيمية -رحمه الله- في فضل التكبير: "وجاء التكبير مكرَرا في الاذان في اوله وفي آخره والاذان هو الذِكر الرفيع وفي اثناء الصلاة وهو حال الرفع والخفض والقيام اليها" وروى انَ: "التكبير يطفيء الحريق فالتكبير شرِع ايضا لدفع العدو من شياطين الانس والجن والنَار التي هي عدو لنا وهذا كله يبين ان التكبير مشروع في المواضع الكبار لكثرة الجمْع او لعظمة الفعل او لقوة الحال او نحو ذلك من الامور الكبيرة ليبيَن ان الله اكبر ويستولي كبرياؤه في القلوب على كبرياء تلك الامور الكبار فيكون الدِين كلَه لله ويكون العباد له مكبرون فيحصل لهم مقصودان؛ مقصود العبادة بتكبير قلوبهم لله ومقصود الاستعانة بانقياد سائر المطالب لكبريائه ولهذا شرع التكبير على الهداية والرزق والنصر"




التحميد
هو الحمد او التحميد عادة ما يرتبط التحميد والتهليل والتكبير والتسبيح في صياغة واحدة مع اختلاف المعنى لكل من الكلمات الا انه على المسلم ان يعي كل صيغة من الصيغ بقلبه وفعله فالحمد مثلا يشمل الذكر باللسان وصدق الاقرار بفضل الله وحمده في السَراء والضَراء وفي الانفاق والصدقة من افعال وغيرها والحمد هو ذكر اهل الجنة فقد ورد الحمد على لسان اهل الجنة في عدة مواضع من القرآن الكريم منها: "وآخِر دعْواهمْ أنِ الْحمْد لِلهِ ربِ الْعالمِين" وقوله ايضا: "الْحمْد لِلَهِ الَذِي صدقنا وعْده"




كيف يكون التحميد
ياتي التحميد والتهليل والتسبيح والتكبير معا عادة في اغلب الصياغات الواردة في الاثر ويكون التحميد بصيغته العامة: "الحمد لله" وياتي ايضا على صيغة: "الحمد لله رب العالمين" و"ربنا ولك الحمد حمدا طيبا مباركا فيه" و"الله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا" وقد ورد في الحديث الشريف الذي رواه ابو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: "منْ سبَح الله فِي دبرِ كلِ صلاة ثلاثا وثلاثِين وحمِد الله ثلاثا وثلاثِين وكبَر الله ثلاثا وثلاثِين فتْلِك تِسْعةٌ وتِسْعون وقال تمام الْمِائةِ: لا إِله إِلَا الله وحْده لا شرِيك له له الْملْك وله الْحمْد وهو على كلِ شيْء قدِيرٌ غفِرتْ خطاياه وإِنْ كانتْ مِثْل زبدِ الْبحْرِ"




فضل التحميد
كما تم الاشارة اليه سابقا فان التحميد والتهليل والتسبيح والتكبير مرتبط فضلهن ببعض في كثير من الاحاديث منها ما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث سمرة بن جندب -رضي الله عنه- انَه -عليه الصلاة والسلام- قال: أحبُ الْكلامِ إِلى الله تعالى أرْبعٌ سبْحان الله والْحمْد للَه ولا إِله إِلَا الله والله أكْبر لا يضرُك بِأيِهِنَ بدأْت"  وروي في صحيح مسلم ايضا ان ابا هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لأنْ أقول: سبْحان الله والْحمْد لله ولا إِله إِلَا الله والله أكْبر أحبُ إِليَ مِمَا طلعتْ عليْهِ الشَمْس"  وقد ورد فضل وسنة الحمد على اي حال اي ان كان المسلم في سرَاء حمد الله على فضله وجزيل كرمه وان كان في ضراء حمد الله على ما قدر له موقنا بان الرضا والتسليم بقضاء الله لن ياتي الا بالخير سواء اكان على المستوى البعيد في الحياة الدنيا ام في الآخرة من جزيل الثواب والحمد والصبر على ما قدر الله
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق