قصة الاسد والبئر مكتوبة

في غابة كثيفة الاشجار وواسعة المروج كانت قصة الاسد والبئر فكان هذا الاسد سريعا وقويا ولكنه كان يتصف بالظلم وكانت جميع الحيوانات في الغابة تخاف منه بل وترتعد فرائصها ما ان تسمع صوته يقترب من بعيد فتختبا في جحورها ريثما يبتعد الاسد عن منطقتهم فقد كان هذا الاسد لا يصيد من اجل الطعام انما كان يصيد متعة بالصيد فكم من فريسة قتلها وتركها دون ان ياكلها


ضاقت الحيوانات ذرعا من تصرفات الاسد وبدات تتذمر ويعلو صوتها من تصرفات الاسد الخرقاء فاجتمعت جميع الحيوانات في مكان بعيد عن الاسد كي تتباحث هذا الامر فقال احد هذه الحيوانات: ان استمر الاسد بفعله هذا ستنقرض جميع الحيوانات بعد فترة وجيزة ولن يبقى احدٌ منا وبدات الحيوانات تعترض على هذا الفعل المشين بحق الاسد وتطالب بايجاد حل لهذه المهزلة التي يقوم بها الاسد


بعد نقاش وجدل استمر لفترة طويلة اذ بالحيوانات تتوصل لحل عادل فقال الفيل بصوت مرتفع: اسمعوا ماذا سنقول للاسد فسكتت جميع الحيوانات لمعرفة الحل الذي توصل اليه الحكماء فتابع الفيل قائلا: سنقدم للاسد كل يوم حيوانا كي ياكله ونريحه من عناء الصيد ولكن بشرط ان لا يصيد ابدا فاحتجت الحيوانات غاضبة فمن ذا الذي سيسلم نفسه كفريسة للاسد فقال الفيل لهم: لا تقلقوا سوف نجري قرعة كي يكون الحل عادلا


طرحت الحيوانات الفكرة على الاسد فرحب بها مسرورا؛ لانها ستريحه من عناء الصيد وبدات الحيوانات بتنفيذ خطتها بتقديم قربان للاسد كي تنجو بقية الحيوانات وكان من بين تلك الحيوانات التي وقع عليها القرعة الارنب فودعته الحيوانات حزينة على مصيره وهو بطريقه للاسد راى بئرا فوقف امامها يبكي حظه العاثر وعكست الماء صورة وجهه الحزين وما ان تذكرالاسد والبئر يعكس صورته بمائه حتى خطرت له فكرة ذكية تنجيه من الموت ذهب مسرعا الى الاسد وقد انهكه الركض والخوف معا فزمجر الاسد لرؤيته وقال له: من بعثك لي بحجمك الصغير وكيف لارنب هزيل حقير مثلك ان يكون وليمة لاسد ضرغام مثلي


اجاب الارنب وصوته يرتجف خوفا ارجوك اسمعني يا سيدي لقد ارسل الفيل لك ثلاثة ارانب واصابنا العطش اثناء سيرنا لعندك فوقفنا وشربنا الماء من البئر في طرف الغابة ولكن كان هناك اسدٌ التهم اصدقائي الآخرين رغم قولنا له اننا وليمتك غضب الاسد كثيرا فكيف يكون هناك اسدٌ اخر في مملكته يقاسمه صيده وفرائسه وطلب من الارنب اصطحابه الى هناك فرح الارنب بخططه التي اسماها الاسد والبئر؛ لانها ستقضي على هذا الاسد المتغطرس


وصل الارنب برفقة الاسد والبئر امامهم فقال الارنب للاسد: هناك يا سيدي بجانب البئر انا اخاف الاقتراب اقترب الاسد غاضبا ومصمما على مجابهة عدوه ونظر داخل البئر واذ بالماء تعكس صورته فزمجر غاضبا على انعكاس صورته ظنا منه انه ذاك الاسد فزمجرت الصورة المنعكسة ايضا لانها ما هي الا انعكاس لصورته فزاد غضب الاسد والبئر تعكس له نفس تصرفاته فانقض غاضبا على الاسد الذي بداخل البئر فلم يجد الا الماء الذي غرق فيه فكانت قصة الاسد والبئر تجسيدا لنهاية الظلم والغرور وان الظالم سيقضي عليه ظلمه عاجلا ام آجلا

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق