كلمات رائعة وشعر عن الاخ

شعر عن الاخ

ومما قيل في حق الاخ ايضا قول الشاعر:
اخِي انْ شقتِ الدنيا           طرِيق الغربةِ القاسي

وفرق بيننا موجٌ                   مِن الإِعسارِ والباسِ

ولاحتْ عودة المشْتا             قِ بين (الطورِ) و(الناسِ)

فلا تنْس الذي ولى              فليس اخوك بِالناسي

اخِي قد هدت الأسفا          ر جِسْم الشامخِ الراسِي

وعادتْ عادِيات الشيْ          بِ فوق الفوْدِ والراسِ

ومِرآتِي تطالِعنِي                بوجْه متعب قاسِ

ترِينِي اذْ أقلِّبها                   بقايا عدِّ انفاسي

اخِي قدْ مرتِ الأيا              م بيْن الموْجِ والماسِ

ولمْ أمسِكْ سِوى زبد          ورمْل بيْن أرْماسِ

وأفكار تسلِّمنِي                 لِوسْواس وخناسِ

وعدْت بِغيرِ أجنِحة              كعباسِ بنِ فِرناسِ

اخِي انْ ودع الدنْيا            شِتاءٌ بعْد أقْراسِ

وزين عشه الحسو             ن بيْن الندِّ والآسِ

ومال الغصن منْثنِيا             بأكمام وأجراسِ

ترقبْ عودتِي فجْرا             فقدْ اسرجْت أفْراسِي

اخِي انِّي على شوق        لِلقْيا الاهلِ والناسِ

لِلثْمِ الأرضِ في وطن          يرافِقنِي كاحساسِي

الى أمِّي ووجْهِ أبِي          وزيتونِي وأغراسِي

اتحْسب أننِي أنْسى          ويحْصِي الله أنفاسِي؟












لعل من ابلغِ ما قيل من ابيات شعر عن الاخ وقصائد تعبِّر عن شدِّةِ حبِّ الاخ في الشعر العربي هي قصائد الخنساء لاخيها صخر التي رثتْه خير رثاء والتي تقول في احدى قصائدها:

ذكرْت اخي بعد نوْمِ الخلي               فانحدر الدمع مني انحِدارا

وخيل لبِست لابطالِها                     شليلا ودمرت قوما دمارا

تصيد بالرمحِ ريعانها                        وتهتصر الكبش منها اهتصارا

فالحمْتها القوْم تحت الوغى              وارْسلْت مهْرك فيها فغارا

يقين وتحسبه قافلا                        اذا طابقتْ وغشين الحِرارا

فذلك في الجدِّ مكروهه                   وفي السلم تلهو وترْخي الازارا

وهاجِرة  حرها صاخِدٌ                      جعلْت رِداءك فيها خِمارا

لتدْرِك شاوا على قرْبِهِ                    وتكسب حمدا وتحمي الذمارا

وتروي السنان وتردي الكمي            كمِرْجلِ طباخة  حين فارا

وتغشي الخيول حياض النجيعِ          وتعطي الجزيل وتردي العِشارا

كان القتود اذا شدها                      على ذي وسوم تباري صوارا

تمكن في دفءِ ارطائهِ                    هاج العشِي عليْهِ فثارا؟

فدار فلما راي سربها                      احس قنيصا قريبا فطارا

يشقق سرباله هاجرا                     من الشد لما اجد الفِرارا

فبات يقنص ابطالها                        وينعصر الماء منه انعصارا










كلام عن الاخ الكبير
بعد ما ورد سابقا من شعر عن الاخ لا بد من الاشارةِ الآن الى ان علاقة الاخوة لا تقاس ولا تتغير بين الاخ الاكبر والاصغر ولكن من الجدير بالذكرِ ان الاخ الكبير هو الاب الروحي والقدوة الثانية بعد الاب والمنارة التي يتجِه الاخ الاصغر الى ضوئِها عندما يشتد عليه معترك الموج في هذه الحياة وهو جدولٌ من عِطر وغابةٌ من نعناع تلجا اليها فتقابلها على ريح طيبة ودفء كدفء الامومة وعناية كعناية الابوة فهو حامل مسؤولية العائلة على كاهلِهِ بعد الاب وهو مربّ وراع مسؤولٌ عن رعيتِهِ امام نفسِهِ وامام الناس وقد قيْل عن الاخ: "انْ ظفرْت باخ صالح يجرك الى الخيرِ جرًا ويسوقك اليه سوقا فامسكْ عليه قلبك فالصاحب الصالح يشفع لك حتى تجد نفسك قدْ رافقتْه فِي جنةِ اللهِ تعالى" وهكذا هو طبع الاخ الحقيقي يدفع اخوته دفعا الى الخير ويحضهم عليه ويساندهم ليصلوا الى بر الامان ويرى ضحكاتِهم المخملية تملا وجوههم والحب يعمر بيوتهم ورحم الله الشاعر الذي قال:

وليس اخِي من ودني بلسانهِ            ولكنْ اخِي منْ ودنِي فِي النوائبِ

ومنْ ماله مالِي اذا كنْت معدما           ومالِي له انْ عض دهرا بغارِبِ





فكلمة الاخِ كلمة معناها السند والاحساس المتبادل بالفرح والحزن وهي المكان الذي الجا اليهِ وارتاح فيه فالاخ هو الوحيد الذي يؤتمن على اسرار النفس في هذه الحياة وبعبارة اخرى هو ادخار لمتاعبِ الزمان وصعوبة وقسوة الحياة




خواطر عن الاخ
بعد ما ورد من شعر عن الاخ وكلام عن الاخ الكبير والاخ الحنون لا بد من وجود خاطرة تتحدث عن عظمة الاخ وتجلي مشاعر الاخوة بين البشر:

عندما تاخذ الحياة منحى ثابتا كشحرور لا يبرح ان يغادر الغصن حتى يعود اليهِ وكطاحونة على كتفِ نهر وحيد حفظ النهر دورتها وآنس وحشتها واستطاع ان يمنحها ضحكة عابرة في رتابتِها الموجعة هكذا يجيء اخي رطْبا كايلول هادئا كنسمة اندلسية وخفيفا كضوء ما يحمل ما يكفيهِ ويزيد من همومِ الانسان الصاعد ولكنه يابى ان ينحني معلِّلا هذا الانفة بمروءة العرب فكان ولما يزلْ فانوسا اعبر بهِ جدران ذاكرتي الكهلة الى بستان الحاضر الجميل ومن خِضمِ بحرِ الماضي الى نور منارتِهِ المضيء على شاطئ الاحلام القريب يمد لي حبلا من امل وسربا من احلام عالية لا تقبل الا ان تكون عالية فيحدوها حدو شاعر اندلسي لنسماتِ غرناطة وقرطبة ويغنِّيها غناء فيروزيا في صباحٌ مترع بالدهشة هكذا اخي وهذا اجمل هدايا الله واسمى عطاياه








كلام عن الاخ الحنون
اذا ضاقتْ على صدرِ احدهم ليس له الا اخوه يربت على كتفِهِ ويحمل عنه اثقاله فان حنان الاخ ليكاد انْ يطاول حنان الام وقلبه ليكاد انْ يكون باتِّساع قلبِها فالاخ الحنون هو عازف النايات وحادي المطر وسادن القبلات الانقى دافئا كالحب رقيقا كنسمة عطوفا كغيمة آثرتْ ان تمطر على قفر وقد صدق الشاعر حين قال:

اخوك الذي يحميك فِي الغيبِ جاهدا                  ويستر ما تاتي من السوءِ والقبحِ

وينشر ما يرضيك في الناسِ معلنا                     ويغضي ولا يالو من البرِّ والنصحِ




وهذا هو طبع الاخ الذي جبله عليه الله تعالى يستر عن اخاه ويحميه بظهر الغيب ويصونه ويحفظ قبح اخيهِ وسوءه ولا يكف عن نصحِهِ وارشادِهِ لانه خلِق ليكون سعيدا عندما يرى اخاه ناجحا ذا خلق كريم ولعل من اجمل العبارات التي قِيلتْ عن الاخوة هي:



"اذا كنت ساتحدث عنْ نعيمِ الحياةِ سابدأ باخِي"

الاخ الصالح خيرٌ منْ نفسِك لان النفس امارةٌ بالسوء والاخ الصالح لا يامر الا بالخيرِ

ان اخاك منْ يسْعى معك ومن يضر نفسه لينفعك ومن اذا ريب الزمان صدعك شتت فيك شمله ليجمعك

اخوان الصفاءِ خير مكاسبِ الدنيا فهم زينة في الرخاء وعدةٌ فِي البلاء ومعونةٌ على الاعداء




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق