معلومات عن القضاء والقدر والفرق بينهم

تعريف القضاء
قبل الخوض في اظهار الفرق بين القضاء والقدر يمكن تعريف القضاء على انَه الحكم او الحتم قضى بالشيء اي حسمه وبتَ في الامر ويكون القضاء بمعنى الخلق ايضا ويقال قضاء الشيء اي الفصل به تماما وقد اطلق القرآن الكريم لفظ القضاء بمعان عديدة وفيما ياتي ابرز معاني القضاء التي تناولها القرآن الكريم:

معنى الوصية والامر: قال تعالى في سورة الاسراء: {وقضىٰ ربُك ألَا تعْبدوا إِلَا إِيَاه وبِالْوالِديْنِ إِحْسانا}

معنى الانتهاء والفراغ من الشيء: قال تعالى في سورة البقرة: {فإِذا قضيْتم مَناسِككمْ فاذْكروا اللَه كذِكْرِكمْ آباءكمْ أوْ أشدَ ذِكْرا}

معنى الاعلام بالشيء والاخبار به: قال تعالى في سورة الاسراء: {وقضيْنا إِلىٰ بنِي إِسْرائِيل فِي الْكِتابِ لتفْسِدنَ فِي الْأرْضِ مرَتيْنِ ولتعْلنَ علوًا كبِيرا}

معنى حسم الشيء: قال تعالى في سورة يوسف: {قضِي الْأمْر الَذِي فِيهِ تسْتفْتِيانِ}

معنى الخلق: قال تعالى في سورة فصلت: {فقضاهنَ سبْع سماوات فِي يوْميْنِ وأوْحىٰ فِي كلِ سماء أمْرها}







تعريف القدر
انَ القدر في اللغة مصدر للفعل قدر يقدر امَا الاصطلاح القدر هو خروج او انتقال الممكنات من العدم الى الوجود وهو التنفيذ العملي لما جاء في القضاء فالقضاء كتب في الازل والقدر هو الذي لم يزل قيد التنفيذ وقد وردت كلمة القدر ايضا في القرآن الكريم بمعان عدة من ابرز هذه المعاني:

معنى التضييق: قال تعالى في سورة الفجر: {وأمَا إِذا ما ابْتلاه فقدر عليْهِ رِزْقه}

معنى التعظيم والتقديس: قال تعالى في سورة الزمر: {وما قدروا اللَه حقَ قدْرِهِ}

معنى التدبير واختيار الافضل: قال تعالى في سورة المرسلات: {فقدرْنا فنِعْم الْقادِرون}

معنى القضاء والحكم: قال تعالى في سورة الواقعة: {نحْن قدَرْنا بيْنكم الْموْت وما نحْن بِمسْبوقِين}






الفرق بين القضاء والقدر
كثير من الناس يسال عن الفرق بين القضاء والقدر في الاسلام وقد جاءت في الاجابة عن هذا السؤال اقوال كثيرة للعلماء فذهب بعضهم الى انَ القضاء والقدر مترادفان في المعنى فقد فسَر علماء اللغة معنى القدر بالقضاء والعكس بالعكس فقيل: القدر هو القضاء والحكم وقد سئل الشيخ ابن باز -رحمه الله- عن الفرق بين القضاء والقدر فاجاب: "القضاء والقدر هو شيءٌ واحدٌ الشيء الذي قضاه الله سابقا وقدَره سابقا يقال لهذا: القضاء ويقال له: القدر" ويرى علماء آخرون انَه هناك فرق بين القضاء والقدر فالقضاء يسبق القدر من حيث الحدوث ويفسرون هذا في انَ القضاء هو ما كتب الله تعالى على الناس منذ الازل امَا القدر فهو التنفيذ العملي لما كتب الله تعالى وموافقة ما اراد الله للناس جميعا قبل بداية الخلق وقد قال ابن حجر في كتابه فتح الباري: "قال العلماء: القضاء هو الحكم الكلِي الاجمالي في الازل والقدر جزئيات ذلك الحكم وتفاصيله" وقال ابن حجر ايضا: "القضاء: الحكم بالكلِيات على سبيل الاجمال في الازل والقدر الحكم بوقوع الجزئيات التي لتلك الكليات على سبيل التفصيل" وقد اظهر الجرجاني الفرق بين القضاء والقدر بتعريفهما على النحو التالي: القدر هو خروج الممكنات من العدم الى الوجود واحدا بعد واحد مطابقا للقضاء" والقضاء هو ما جاء منذ الازل والقدر هو الذي يحدث ولم يزل قيد الحدوث فيرى كسابقه انَ القضاء ما كتب في اللوح المحفوظ ولم ينفذ والقدر هو التنفيذ العملي للذي كتب في اللوح المحفوظ ويرى بعض العلماء ايضا انَ القدر يسبق القضاء فالقدر هو ما حكم الله به منذ الازل والقضاء هو التنفيذ العملي والخلق الفعلي قال الاصفهاني: "والقضاء من الله تعالى اخص من القدر؛ لانَه الفصل بين التقدير فالقدر هو التقدير والقضاء هو الفصل والقطع" والله تعالى اعلم

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق