ما هي علامات الساعة الصغرى

جاء في الحديث الصحيح من كتب السنة النبوية الشريفة عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: "انَ رسول اللهِ -صلَى الله عليه وسلَم- سئِل عنِ السَاعةِ قبل انْ يموت بشهر فقال: تسالوني عنِ السَاعةِ وانَما عِلمها عند اللهِ فهو الذي نفْسي بيدِه ما اعلم اليوم نفْسا منفوسة يأْتي عليها مِئة سنة" فعلم الساعة عند الله وحده عالم الغيب لا شريك له ولكنه -سبحانه وتعالى- كان من رحمته وحكمته ان اوحى لنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بعلامات الساعة الصغرى والكبرى




ان اشراط الساعة هي العلامات والاحداث التي تسبق قيام الساعة وتنذر بقرب وقوعها وقيامها وقد اخبر بها سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- لتدارك ما يمكن ادراكه من العمل الصالح والتي بها يمكن ان يعبر الانسان الى جنان الخلد في الآخرة وعلامات الساعة الصغرى منها ما وقع حدوثه فعلا ومنها ما يعايشه المسلم في هذه الايام ومنها ما هو مؤكدٌ حدوثها في المستقبل كما اخبر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- الصادق الامين وعلى خلاف علامات الساعة الكبرى التي حصرت في عدد محدد فان الصغرى منها كثيرة سيتم ذكرها تباعا فيما سياتي لاحقا وتفصيل البعض منها



ومن علامات الساعة الصغرى: "بعثة النبي وموته -صلى الله عليه وسلم- وانشقاق القمر فتح بيت المقدس واولى القبلتين كثرة المال والاستغناء عن الصدقات والزكاة كثرة انتشار الفتن وكثرة الهرد والمرج وانتشار الفواحش من الزنا والربا وغيرها من الفواحش ظهور مدعي النبوة كمسيلمة الكذاب ظهور نار الحجاز ضياع الامانة وانتشار الخيانة ظهور الكاسيات العاريات وظهور الخوارج" وغيرها من علامات الساعة الصغرى العديدة التي وردت في كتب الشريعة الاسلامية




بعثة النبي محمد وموته
بعدما نزلت الرسالة السماوية على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- اخبر المسلمين عن اشراط الساعة وعن علامات الساعة الصغرى والكبرى وقد ورد في الحديث الصحيح عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قال: "قام فينا رسول اللهِ صلَى الله عليه وسلَم فما ترك شيئا يكون في مقامِه الى انْ تقوم السَاعة الَا حدَث به حفِظه من حفِظه ونسِيه من نسِيه قد علِمه اصحابي هؤلاءِ وانَه ليكون الرَجل منه الشَيء قد نسِيه فاراه فاذكره كما يذكر الرَجل وجه الرَجلِ اذا غاب عنه فاذا رآه عرفه" وان قيام الساعة قريب كما قال الله تعالى في سورة المعارج: {إِنَهمْ يروْنه بعِيدا * ونراه قرِيبا}



وحول دلالة بعثته -صلى الله عليه وسلم- في علامات الساعة الصغرى جاء في الصحيح من الحديث عن جابر بن عبد الله قال: "كان رسول اللهِ -صلَى اللَه عليه وسلَم- اذا خطب احْمرَتْ عيْناه وعلا صوْته واشْتدَ غضبه حتَى كانَه منْذِر جيْش يقول: صبَحكمْ ومسَاكمْ ويقول: بعِثْت أنا والسَاعة كهاتيْنِ ويقْرن بيْن اصْبعيْهِ السَبَابةِ والْوسْطى"وعن دلالة موته روى عوف بن مالك: "أتيْت النبيَ -صلَى الله عليه وسلَم- في غزْوةِ تبوك وهو في قبَة مِن أدم فقال: اعْددْ سِتًا بيْن يديِ السَاعةِ: موْتِي " ثم اكمل الخمس الباقيات






انشقاق القمر
اما عن انشقاق القمر فهي احد اعظم معجزات سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وعلامات الساعة الصغرى وكان ذلك لما ساله اهل قريش للنبي -صلى الله عليه وسلم في ان يريهم آية او معجزة ليؤمنوا به ويصدقوه وقد روى عبد الله بن مسعود في ذلك فقال: "انشقَ القمر على عهدِ رسولِ اللهِ -صلَى الله عليه وسلَم- فقال المشركون: هذا سِحرٌ سحركم ابن ابي كبشة ولكن انظروا الى من يقدم من السِفارِ فسلوهم فقدِموا فسالوهم فقالوا: رايناه قد انشقَ" واما في دلالته على قرب قيام الساعة هو قوله تعالى في سورة القمر: {اقْتربتِ السَاعة وانشقَ الْقمر} فالساعة تدنو وتقترب منذ عهد خاتم المرسلين وحتى يومنا هذا في اقتراب مبين




كثرة الهرج والفتن
الهرج في اللغة هو القتل وهو من علامات الساعة الصغرى ومما تعاصره الشعوب على خلاف اديانها وجنسياتها في هذا الزمان وعن دلالة ذلك من السنة النبوية الشريفة احاديث مختلفة منها ما رواه ابو هريرة -رضي الله عنه- في صحيح مسلم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفْسِي بيدِهِ لا تذْهب الدُنْيا حتَى يأْتِي على النَاسِ يوْمٌ لا يدْرِي القاتِل فِيم قتل ولا المقْتول فِيم قتِل فقِيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرْج القاتِل والْمقْتول في النَارِ"[١٢] وروى ايضا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "لا تقوم السَاعة حتَى يكْثر الهرْج قالوا: وما الهرْج يا رسول اللهِ؟ قال: القتْل القتْل"


ومن علامات الساعة الصغرى اضافة الى كثرة الهرج انتشار الفتن بين المسلمين في ارجاء العالم باجمعه ورى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- فقال: "سئِل رسول اللهِ -صلَى الله عليه وسلَم- عن السَاعةِ فقال: عِلْمها عند ربِي لا يجلِيها لوقْتِها الَا هو ولكِنْ أخبِركم بمشاريطِها وما يكون بيْن يديها انَ بيْن يديها فِتْنة وهرْجا قالوا: يا رسول اللهِ الفِتْنة قد عرفْناها فالهرْج ما هو؟ قال بلسانِ الحبشةِ: القتل ويلْقى بيْن النَاسِ التَناكر فلا يكاد احدٌ انْ يعرِف احدا"







ظهور الخوارج
الخوارج هم فئة من الامة التي اتخذت مذهبا خاصًا بها متمسكة بظاهر النصوص من الكتاب والسنة وقد وصفهم النبي -صلى الله عليه وسلم- بشرار القوم وظهورهم يعد من علامات الساعة الصغرى وقد ورى انس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: "سيكون في أمَتي اختلافٌ وفرْقةٌ قومٌ يحْسِنون القِيل ويسِيئون الفِعْل يقْرؤون القرآن لا يجاوِز تراقِيهم يمْرقون مِن الدِينِ مروق السَهمِ مِن الرَمِيَةِ لا يرْجِعون حتى يرْتدَ على فوقِهِ هم شِرار الخلْقِ والخلِيقةِ طوبى لِمنْ قتلهم وقتلوه يدْعوْن الى كتابِ اللهِ وليسوا منه فِي شيء منْ قاتلهم كان أوْلى باللهِ منهم سيماهم التحليق"



اطلق الخوارج على انفسهم مسمى الجماعة المؤمنة وقد تعددت التسميات في خصوصهم على حسب الناظر لهم كان ظهورهم على ظهر الخلافات والمشاكل السياسية التي حدثت في عهد الخليفة والصحابي الجليل علي بن ابي طالب -رضي الله عنه- وبعد ان كانوا من شيعته -كرم الله وجهه- خرجوا عن نهجه واتخذوا نهجا يخصهم بحجة التوبة ودعوا عليًا بعد ذلك للتوبة على نهجهم وعندما ابى ذلك خرجوا عليه وخرج لهم فقاتلوه وقاتلهم وقد اتصفوا بالتعصب والتشدد لمنهاجهم الذي وضعوه ويعتبر ظهور الخوارج من علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت فيما مضى من التاريخ







ظهور نار الحجاز
جعل الله -سبحانه وتعالى- لقيام الساعة امارات كثيرة تدلُ على قربِ قيامها ومنها الآيات الصغْرى بعضها وقع منذ قرون وانقضى وبعضها نعاصره ونعايشه في حاضر الايام وبعضها لم يقع بعد وهذه الآيات الَتي تقع عبر القرون المتتابعة ما هي الا موعظة للمتقين ورحمة من الله -سبحانه وتعالى- للنَاس ليعودوا الى رشدهم ويفيقوا من غفلتِهم ويتوبوا الى بارئهم وظهور نار الحجاز من علامات الساعة الصغرى التي انقضى حدوثها في زمن ليس بقريب وهي واحدة من اشراط الساعة وعلاماتها الصغرى وهي ان تخرج نار ضخمة من الحجاز تضيء اعناق الابل ببصرى الشام



هذا ما اخبر به النبي -صلى الله عليه وسلم- وما رواه ابو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي في الصحيح من الحديث فقال: "لا تقوم السَاعة حتَى تخْرج نارٌ مِن ارْضِ الحِجازِ تضِيء اعْناق الابِلِ ببصْرى" وبالفعل ظهرت هذه النار في عام اربع وخمسين وستمائة للميلادي وهو ما يوافق منتصف القرن السابع للهجري وقد وصف العلماء ممن عايش هذه النار بانها كانت عظيمة وكبيرة فيقول الامام النووي فيها: "خرجت في زماننا نار بالمدينة سنة اربع وخمسين وستمائة وكانت نارا عظيمة جدا من جنب المدينة الشرقي وراء الحرة تواتر العلم بها عند جميع الشام وسائر البلدان واخبرني من حضرها من اهل المدينة"






ضياع الامانة
جبِل الانسان باصله على حفظ الامانة والخيانة على خلاف الامانة هي مخالفةٌ للاصل ومن رجز الشياطين فاذا ضاعت الامانة ورفِعت من قلوب الرجال فانتظر الساعة لانها ستنقلب الموازين وتفسد سرائر المسلمين وسيتولى مقاليد الامور غير الامناء فتسود الفوضى ويعم الفساد وهذا اكبر مقتل يفسد نظام الحياة التي تسير به على نهج العقيدة الاسلامية الصحيحة وقد روى ابو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إِذا ضيِعتِ الامانة فانْتظِرِ السَاعة قال: كيف اضاعتها؟ قال: اذا وسِد الامْر الى غيرِ اهْلِهِ فانْتظِرِ السَاعة" واسناد الامر لغير اهله هو اكبر مشاكل المجتمع الحالي في الكثير الكثير من جوانبه



واحد المظاهر التي قد توافق ضياع الامانة هي الايام الخداعات والتي فيها يعطى الشيء على خلافه فيصدق الكاذب ويؤتمن الخائن اضافة لانتشار الرويبضة بين العامة والرويبضة هم التافهون من الرجال وهي ايضا من علامات الساعة الصغرى وهو ما رواه ابو هريرة -رضي الله عنه- في الصحيح من الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: "سياتي على النَاسِ سنواتٌ خدَاعات يصدَق فيها الكاذِب ويكذَب فيها الصَادِق ويؤتمن فيها الخائن ويخوَن فيها الامين وينطِق فيها الرُويْبضة قيل وما الرُويْبضة قال الرَجل التَافِه في امرِ العامَةِ" وعلى ذلك فالمقاييس التي يقوم بها وعليها الرجال تختل قبل قيام الساعة وهي نذير لقرب قيامها







ظهور الكاسيات العاريات
واحدة من علامات الساعة الصغرى المنتشرة كما تنتشر النار في الهشيم بين نساء هذا الزمان وهي ظهور النساء الكاسيات العاريات وذلك بمعنى ان لباسهن لا يغني ولا يواري عوراتهن فهي اما ان تكون شفافة تبرز ما تحتها من جسد المراة او تكون ضيقة ترسم تفاصيل اجسادهن فيتبرجن ويتزين واذا مشين تمايلن بمشيتهن وقد جعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخبر المسلم ان هذا الصنف من النساء لا يكون ممن يدخل الجنة ولا حتى ممن يشم ريحها العطرة



وهو ما رواه ابو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- انه قال: "صِنْفانِ مِن اهْلِ النَارِ لمْ ارهما قوْمٌ معهمْ سِياطٌ كأذْنابِ البقرِ يضْرِبون بها النَاس ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ ممِيلاتٌ مائِلاتٌ رؤوسهنَ كأسْنِمةِ البخْتِ المائِلةِ لا يدْخلْن الجنَة ولا يجِدْن رِيحها وانَ رِيحها ليوجد مِن مسِيرةِ كذا وكذا" وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "سيكون في آخِرِ امَتي رجالٌ يركبون على سروج كاشباهِ الرِحالِ ينزِلون على ابوابِ المساجدِ نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ على رؤوسِهنَ كاسنمةِ البخْتِ العِجافِ الْعنوهنَ فانَهنَ ملعوناتٌ لو كان وراءكم امَةٌ مِن الاممِ خدمهنَ نساؤكم كما خدمكم نساء الاممِ قبْلكم"








انتشار الفحش والجهل والبخل
من علامات الساعة الصغرى انتشار الفواحش والزنا واستحلال الخمر والمعازف وانتشار الجهل ولقد روى ابو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تقوم السَاعة حتَى يقْبض العِلْم وتكْثر الزَلازِل ويتقارب الزَمان وتظْهر الفِتن ويكْثر الهرْج - وهو القتْل القتْل - حتَى يكْثر فِيكم المال فيفِيض" والمقصود بقبض العلم عن علوم الدين من الكتاب والسنة النبوية الشريفة وعن انس بن مالك قال: "انَ مِن اشْراطِ السَاعةِ انْ يرْفع العِلْم ويكْثر الجهْل ويكْثر الزِنا ويكْثر شرْب الخمْرِ ويقِلَ الرِجال ويكْثر النِساء حتَى يكون لِخمْسِين امْرأة القيِم الواحِد"



ومن علامات الساعة الصغرى الا تقوم الساعة الا على شرار الخلق ويكون شح النفوس والبخل في اشده وهو مارواه معاوية بن ابي سفيان -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يزداد الامر الَا شدَة ولا يزداد النَاس الَا شحًا ولا تقوم السَاعة الَا على شرارِ النَاسِ" ولقد ذم القرآن الكريم هذا الخلق السيئ وقال الله تعالى في سورة آل عمران: {ولا يحْسبنَ الَذِين يبْخلون بِما آتاهم اللَه مِن فضْلِهِ هو خيْرا لَهم ۖ بلْ هو شرٌ لَهمْ ۖ سيطوَقون ما بخِلوا بِهِ يوْم الْقِيامةِ ۗ ولِلَهِ مِيراث السَماواتِ والْأرْضِ ۗ واللَه بِما تعْملون خبِيرٌ} والبخل من الخصال التي لا يمكن ان تقبع في القلب السليم للانسان المسلم
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق