نبذة عن دولة اسبانيا وثقافتها واقتصادها والسياحة فيها

تبلغ المساحة الكلية لاسبانيا بـ498.800 كيلو مترا مربعا اي ما يعادل 192.588 ميلا مربعا وهي اكبر البلدان الواقعة في الجنوب الاوروبي وثاني اكبر الدول في الاتحاد الاوروبيَ ورابع الدول في القارة الاوروبية من حيث المساحة، يبلغ اجمالي السكان وفقا لبيانات الامم المتحدة في 2019 بـ46.736.776 مشكلين ما نسبته 0.61% من اجمالي السكان في العالم، وبالمرتبة الثلاثين عالميا من حيث عدد السكان، كما تعد مدريد اكبر المدن الاسبانية وعاصمتها دون نسيان المدن الاخرى كبرشلونة وفالنسيا واشبيلية ومالقة وبلباو والتي تساهم جميعها برفد الدولة بالاموال من خلال السياحة في اسبانيا.




الثقافة في اسبانيا
ينتشر التراث الروماني وحضارته في انحاء اسبانيا وبارتباط قوي مع الكاثوليكية وشكلت جزءا من قيام الدولة وهويتها، فقد ظهرت الموسيقى والفن اضافة للهندسة عبر الغزوات المختلفة، كما ساهمت العولمة في وضع بصمتها على اللغة والثقافة الاسبانية، تاريخٌ قديمٌ جعل من اسبانيا مركزا للحضارات يضم اكثر من 47 موقع اثري بما فيها مناظر طبيعية منتشرة في عديد المناطق ومثالها مونتي بيرديدو في جبال البرانس ومواقع النحت الصخري في سيجا فيردي ووادي كوا.



باعتبار الفن احد عناصر السياحة في اسبانيا فقد كان للفنانين الاسبان الدور الكبير في التاثير عبر العصور والذي ظهر بشكل عام خلال فترة حكم اليونانيين والرومانيين دون نسيان التراث العربي والذي برز بشكل خاص في الاندلس، برع الرسامون الاسبان واشتهروا عالميا مثل جريكو وخوسيه دي ريبيرا ودييغو فيلاسكيز وفرانسيسكو غويا وبابلو بيكاسو وغيرهم الكثير، كما امتد فن النحت بشكل كبير في بدايات القرن السادس عشر فظهر النحات الشهير الونسو بيروجويت والذي لقب بامير النحت فنحت اكشاك جوقة الكاتدرائية في توليدو والمذبح في كنيسة سانتا اورسولا، من جهة اخرى حققت السينما جوائز الاوسكار ووصلت للعالمية، فانجبت المخرج الكبير لويس بونويل وبيدرو المودوفار دون نسيان الممثلين النجوم كانطونيو بانديراس.



احد اضلاع الثقافة هي الهندسة المعمارية التي ظهرت من خلال بناء المدن والبنية التحتية لها بما فيها الهندسة الاسلامية العربية التي تغلغلت في عهد الدولة الاموية والتي تطورت مع تعاقب الحضارات والممالك حتى وصلت الى الحداثة والتي تظهر في مدينة برشلونة، ولعل ابرز المهندسين الاسبان هم رافائيل مونيو وسانتياغو كالاترافا وريكاردو بوفيل.




الاقتصاد في اسبانيا
على الرغم من الركود الاقتصادي منذ عام 2008 في اعقاب الازمة المالية العالمية استطاعت اسبانيا من احتلال المركز الرابع عالميا من حيث النمو الاقتصادي خلال 2017 فتجاوز النشاط الاقتصادي ذروته قبل حدوث الازمة، فادى زيادة الاستهلاك الى انكماش اقتصادي استمر حتى 2013 الذي نجحت في نهايته الحكومة الاسبانية في تدعيم قطاعها المصرفي بمساعدة برنامج اعادة الهيكلة الممول من قبل الاتحاد الاوروبي اضافة الى الترويج الكبير للقطاع السياحي من خلال السياحة في اسبانيا.



ادى الانكماش الاقتصادي الناتج عن القروض وارتفاع معدلات البطالة الى تقييد كلا من الاستهلاك والاستثمار لتصل معدلات البطالة في 2013 الى اكثر من 26 % الا ان الاصلاحات المالية ساهمت في خفض هذه النسبة الى 16.4% في 2017 فبلغ العجز في ميزانية الدولة الاسبانية 11.4% من اجمالي الناتج المحلي في 2010 وخفض تدريجيا الى 3.3% في 2017، كما ساهم نمو الصادرات في دعم النمو الاقتصادي من خلال زيادة انتاجية العمالة وتخفيض القيمة المالية للعملة الداخلية مما ساعد على تحسين القدرة التنافسية وتوليد الاهتمام من قبل المستثمرين الاجانب




السياحة في اسبانيا
تساهم السياحة في اسبانيا بنحو 11% من اجمالي الناتج المحلي الاسباني فقد نمت منذ القرن العشرين بشكل ملحوظ لتصبح الوجهة السياحية الثانية عالميا حيث وصل عدد السياح في عام 2016 الى 75.3 مليون سائح كونها تعد وجهة سياحية جذابة تحتوي على عديد المواقع السياحية كقصر ريال مدريد ولا كونشا ورننج اوف بولز وقناة سيغوفيا وقونكة وجزيرة ايبيزا البليارية وساجرادا فاميليا في برشلونة وقصر الحمراء في غرناطة وغيرها من الاماكن ذات القيمة التاريخية والسياحية والطبيعية.



بعد سلسلة الهجمات الارهابية التي طالت بعض المدن الاوروبية كلندن وباريس ومع بعد اسبانيا عن هذه الاحداث وكونها وجهة آمنة زاد الاقبال والتوجه نحو السواحل الاسبانية لغايات الاستجمام، كما ان القدرة على تحمل التكاليف الخاصة بالسياحة في اسبانيا كان له الاثر الكبير في جعل السياحة في اسبانيا صناعة مهمة فهي وجهةٌ رخيصة التكاليف من حيث السفر والاقامة وممارسة الانشطة السياحية، فتستقبل شواطئ اسبانيا التي تمتد لما يزيد عن 5000 ميل السياح للاستمتاع باشعة الشمس والرمال الذهبية وهدوء المحيط.



اضافة الى ما سبق فان المناخ الدافئ الذي يميز اسبانيا يعد احد العوامل الجاذبة ايضا مما يسمح للزوار بالانتقال في ارجائها لزيارة متاحفها ومعالمها كقصر اسكوريال وتوليدو وساحل الزمرد وكوستا برافا في كاتالونيا اضافة لقصر الجنرال والكاتدرائية وغيرها الكثير، الى جانب ذلك فتعد كرة القدم الرياضة الاكثر شعبية في اسبانيا كما تمتلك فرقا عالمية على غرار اندية ريال مدريد وبرشلونة مما ساهم بشكل او بآخر في السياحة في اسبانيا من خلال السفر لمشاهدة المباريات والفعاليات الرياضية والتي من ضمنها ايضا رياضة مصارعة الثيران التي تصنف كاحد عوامل الجذب التقليدية.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق