معلومات عن منظمة أوبك المصدرة للنفط وسياستها

عندما تشكلت منظمة اوبك المصدرة للنفط عام 1960م كان هدفها الرئيس هو منع اصحاب الامتياز "اكبر منتجي ومسوقي النفط" من خفض اسعار النفط والتي كانت محددة دائما فقد سعى اعضاء منظمة اوبك المصدرة للنفط لِنيْل اكبر سيطرة على اسعر النفط من خلال سياساتهم الخاصة بالانتاج والتصدير رغم احتفاظ كل عضو بسيطرته المطلقة على سياساته الخاصة وقد نجحت منظمة اوبك المصدرة للنفط من منع انخفاض اسعار النفط خلال فترة الستينات لكن نجاح منظمة اوبك في منع انخفاض الاسعار شجَع على زيادة الانتاج مما ادى الى هبوط تدريجي في الاسعار الاسمية "غير مكيَفة للتضخم" من 193 دولار للبرميل في عام 1955م الى 130 دولار للبرميل في عام 1970م وخلال هذه الفترة فترة السبعينات كان الهدف الرئيسي لاعضاء منظمة اوبك هو احكام السيادة الكاملة على مواردهم النفطية وبناء على ذلك قام العديد من اعضاء منظمة اوبك بتاميم احتياطهم النفطي وتعديل عقودهم مع شركات النفط الكبرى




وفي تشرين الاول عام 1973م قامت منظمة اوبك برفع الاسعار بنسبة 70% وبعد شهرين من حرب يوم الغفران "حرب اوكتوبر" في ذات العام ارتفعت اسعار النفط 130% اضافية فقام اعضاء المنظمة العرب الَذين شكلوا في عام 1968م منظمة الدول العربية المصدرة للنفط OAPEC وهي اختصار للمفردات الانجليزية Organization of Arab Petroleum Exporting Countries بتقليص الانتاج وفرض الحظر على شحنات نفط الولايات المتحدة وهولندا لسياستهما الداعمة لاسرائيل خلال الحرب حيث ادى خفض الانتاج والحظر الى نقص حاد في النفط لدى الغرب وتصاعد في التَضخم ومع استمرار منظمة اوبك برفع الاسعار خلال بقية العقد والذي ادى الى ارتفاع الاسعار 10 اضعاف زادت قوتها الاقتصادية والسياسية فقام العديد من اعضاء منظمة اوبك المصدرة للنفط بالبدء ببرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية المحلية كما وانشات منظمة اوبك صندوقا دوليا لمساعدة الدُول النامية



وردا على منظمة اوبك قامت الدول المستوردة للنفط والتي استجابت بشكل بطيء لزيادة الاسعار بتخفيض استهلاكها الكلي للطاقة وطورت مصادر بديلة لها مثل الفحم والغاز الطبيعي فقام اعضاء منظمة اوبك المصدرة للنفط وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الكويت بخفض مستويات الانتاج في اوائل الثمانينات وقد ثبت ان مساعي المنظمة للدفاع عن الاسعار كانت بلا جدوى واستمر انخفاض الانتاج والاسعار وتقلصت عائدات المملكة العربية السعودية والتي كانت تتحمل العبء من تخفيض الانتاج بمقدار اربعة اخماس في عام 1986م كما ان ايرادات جميع المنتجين بما في ذلك الدول غير الاعضاء في منظمة اوبك انخفضت حوالي الثُلثيْن بنفس الفترة عندما انخفض سعر البرميل لاقل من 10 دولارات وادى انخفاض العائدات وحرب الخليج الاولى "ايران والعراق" في الفترة بين 1980م - 1988م والتي اثارت عضوين من منظمة اوبك ضد بعضهما البعض الى هدم وحدة المنظمة وعلى اثر البلبلة والفوضى التي شهدتها منظمة اوبك قامت المملكة العربية السعودية بتغيير كبير في سياستها وقررت عدم الدفاع عن سعر النفط لكنها ستدافع عن حصتها في السوق




وعلى اثر قرار المملكة العربية السعودية قرر باقي اعضاء منظمة اوبك الحفاظ على حصص الانتاج وكان تاثير المملكة العربية السعودية داخل منظمة اوبك المصدرة للنفط واضحا ايضا خلال حرب الخليج الثانية "غزو العراق عضو اوبك للكويت عضو اوبك "في الفترة 1990م - 1991م عندما وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة الانتاج لتحقيق الاستقرار في اسعار النفط وتقليل اي ارباك في سوق النفط العالمي خلال التسعينات واصلت منظمة اوبك التشديد على حصص الانتاج وبدات اسعار النفط التي انهارت في نهاية العقد في الارتفاع مجددا في اوائل القرن 21 بسبب زيادة الانسجام والتماسك بين اعضاء المنظمة بالاضافة لتعاون افضل مع غير الاعضاء والازمة السياسية في فنزويلا والتوترات المتزايدة في الشرق الاوسط ومن المحتمل ان ينخفض الطلب العالمي على النفط بسبب الجهود الدولية للحد من حرق الوقود الاحفوري الذي ساهم بشكل كبير في ظاهرة الاحتباس الحراري وردا على ذلك قامت منظمة اوبك بتطوير سياسة بيئية متماسكة





سياسات منظمة اوبك المصدرة للنفط
تتمثل المهمة الرسمية لمنظمة اوبك في تنسيق وتوحيد السياسات البترولية للدول الاعضاء في المنظمة وضمان استقرار اسواق النفط من اجل تامين امدادات فعالة واقتصادية ومنتظمة لتزويد النفط للمستهلكين وايراد منتظم للمنتجين وعائد منصف على راس مال المستثمرين في الصناعة البترولية وقد تمَ انتقاد تاثير منظمة اوبك على السوق بشكل واسع لان الدول الاعضاء في المنظمة تمتلك الغالبية العظمى من احتياط النفط الخام حوالي 82% بالاضافة الى ما يقدر بنصف احتياطي الغاز الطبيعي في العالم وللمنظمة قوة كبيرة في هذه الاسواق وبحسب اتفاق كارتل "اتفاق بين مؤسسات او منتجين يرمي الى احتكار اصناف معينة من البضائع او تنظيم المنافسة التجارية" فان لدى اعضاء OPEC حافز قوي للحفاظ على اسعار النفط مرتفعة قدر الامكان مع الحفاظ على مركزهم واسهمهم في السوق المالية




وللتطوُر التكنولوجي وخاصة fracking "طريقة للحصول على النفط او الغاز من الصخر تحت سطح الارض من خلال صنع شقوق كبيرة فيه" في الولايات المتحدة الامريكية تاثير كبير على اسعار النفط في جميع انحاء العالم الذي قلل من تاثير منظمة اوبك على الاسواق ونتيجة لذلك زاد الانتاج العالمي للنفط وهبطت الاسعار بشكل حاد ما وضع منظمة اوبك في موقف ضعيف وفي اواخر حزيران 2016م قررت OPEC الابقاء على مستويات انتاج مرتفعة ما دفع الاسعار الى الهبوط لاخراج المنتجين اصحاب التكلفة الاعلى من السوق واستعادة حصتها ومكانتها في السوق





اعضاء منظمة اوبك
في كانون الثاني 2019 بلغ عدد اعضاء منظمة اوبك 14 عضوا خمس اعضاء في الشرق الاوسط "غرب آسيا" وسبع اعضاء في افريقيا وعضوين اثْنين في امريكا الجنوبية ويتطلب انضمام عضو جديد للمنظمة موافقة ثلاثة ارباع الاعضاء الحاليين في المنظمة بالاضافة لجميع الاعضاء الخمسة المؤسسين وكما سبق ذكره فان عدد الاعضاء مرجَح للزيادة او النقصان والاعضاء ال 14 الحاليين لمنظمة اوبك هم المملكة العربية السعودية دولة الكويت الامارات العربية المتحدة العراق وايران اعضاء الشرق الاوسط والجزائر انجولا ليبيا غينيا الاستوائية الغابون نيجيريا والكونجو اعضاء افريقيا واخيرا فنزويلا والاكوادور اعضاء منظمة اوبك في امريكا الجنوبية


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق