نبذة عن مدينة نيسابور ومعلومات عنها

تاريخ مدينة نيسابور
تاسست مدينة نيسابور خلال السلالة الساسانية، وفي القرن التاسع اصبحت عاصمة السلالة الطاهرية، وفي القرن العاشر كانت تحت الحكم الساماني، اصبحت المدينة مركزا اداريا مهما وسليما في عهد السمانيين، وفي عام 1037م حكمها السلاجقة واول سلطان سلجوقي جعل مدينة نيسابور مقر اقامته، لكنه تراجع بعد ذلك، وعلى الرغم من سيطرة الاتراك الاوغوز في عام 1153م ومعاناة العديد من الزلازل، استمرت نيسابور كمركز حضري مهم حتى تم تدميرها من قبل جنكيز خان والمغول في عام 1221م بعد مقتل زوج ابنة جنكيز خان في نيسابور، فطلبت ابنته ان يموت كل من في المدينة ثارا لزوجها، وعلى مدار 10 ايام قتلت قوات خان سكان نيسابور وقطعت رؤوسهم بالكامل، حتى قيل ان جماجم السكان كانت مكدسة فوق بعضها على شكل اهرامات، وبعد هذه المذبحة، تم انشاء قرية صغيرة، وما تبقى من نيسابور هو منطقة كوهندة التي تبلغ مساحتها 3500 هكتار جنوب نيسابور الحالية




قام جنكيز خان بغزو كامل دولة ايران منذ عام 1218، وذبح اكثر من نصف سكان البلد وتم تجريد القرون الستة من النفوذ الاسلامي بعد ان دمر المغول الثقافة واحرقوا المكتبات واستبدلوا المساجد بالمعابد البوذية، وواصل قادة المغول حكم ايران حتى بعد وفاته في 1227م، وحتى الزعيم تيمور الذي قضى على المغول وغزا ايران كان معروفا عنه وحشيته في الحصول على ما يريد، اما حاليا فتعد مدينة نيسابور من اهم مدن دولة ايران التي تعد ثاني اكبر دولة في الشرق الاوسط، وعرفت ايران باسم فارس حتى عام 1935م، وقد كان دخول الاسلام نقطة تحول في تاريخهم، واصبحت السياسة الاسلامية الجديدة تنخرط تدريجيا في الحضارة الفارسية



كانت السنة هي الشكل السائد للاسلام في معظم ايران، لكن مع نمو الدولة الصفوية في المنطقة، بداوا سياسة دينية للاعتراف بالاسلام الشيعي باعتباره الديانة الرسمية لايران، وقد قال الكثير منهم الماركيز جورج كرزون ان ايران وتحديدا نيسابور قد دمرت واعيد بناؤها اكثر من اي مدينة اخرى في التاريخ، وتعرضت نيسابور للنهب منذ نصف قرن من الزمان خلال الحرب العالمية الثانية، حيث نهبت الكثير من الاعمال الفنية الاسلامية المبكرة



مدينة نيسابور
نيسابور او نيشابور باللغة الفارسية، وهي مدينة في مقاطعة خراسان تقع على ارتفاع 3980 مترا في سهل واسع وخصب عند سفح جبال بنيد الجنوبية، وهي عاصمة مقاطعة نيشابور، والعاصمة السابقة لمقاطعة خراسان، في شمال شرق ايران، وتقع بالقرب من مناجم الفيروز التي زودت العالم بالفيروز لما لا يقل عن الفي عام، واشتق اسم مدينة نيشابور من مؤسسها المزعوم، الملك الساساني شايبر الاول المتوفي في سنة 272 ، كانت ذات يوم واحدة من المدن الاربعة الكبرى في منطقة خراسان[١]، تطورت المدينة الى مركز ثقافي وتجاري وفكري مهم في العالم الاسلامي، وهي واقعة على الطرق التجارية من الصين والعراق ومصر، وبلغت نيسابور ذروة ازدهارها في عهد السامانيين في القرن العاشر





اهمية مدينة نيسابور
كان لمدينة نيسابور اهمية زراعية وتاريخية وحضارية، حيث كانت تشتهر بزراعة القطن والفواكه والحبوب، ويشمل مجال الصناعة فيها المصنوعات والمنتجات الغذائية والسلع الجلدية، وتم تاسيس العديد من الكليات عن طريق نظام الملك، حيث ان الغزالي درس فيها، وولد العالم والفيلسوف والشاعر الفارسي عمر الخيام في مدينة نيسابور وتوفي فيها[٤]، ويقع ضريحه فيها بالاضافة الى ضريح قدمكاه وهو ضريح ذو قبة رائعة، وايضا قبر الشاعر والصوفي فريد الدين عيار، وكشفت الحفريات الامريكية في عام 1934-1940 عن بقايا غنية لكل من فترات السلاجقة وما قبل السلاجقة في المنطقة[١]، وتحتل مدينة نيسابور موقعا استراتيجيا مهما على طول طريق الحرير القديم الذي ربط الاناضول والبحر الابيض المتوسط بالصين، وسيتم ذكر بعض من اهم الحِرف التي برعوا بها


صناعة الفخار: كانت نيسابور خلال العصر الذهبي الاسلامي واحدة من اكبر مراكز الفخار والفنون، ويتم الاحتفاظ بمعظم القطع الاثرية المكتشفة في نيسابور في متاحف طهران ومشهد، واظهر السيراميك المنتج في نيسابور روابط مع الفن الساساني وآسيا الوسطى، وحاليا توجد اربعة ورش عمل للفخار في نيسابور.


نسج السجاد: نسج السجاد والبسط شائع في اكثر من 470 قرية في محافظة نيسابور، ونسجت ورش نيسابور اكبر سجاد في العالم، مثل سجاد مسجد الشيخ زايد، مسجد السلطان قابوس الكبير، قصر الرئاسة الارمني، سفارة فنلندا في طهران ومسجد محمد الامين في عمان.


الفيروز: ظلت ايران على مدار الفي عام مصدرا مهما للفيروز، واستخدم في الفن المعماري الايراني، حيث تم استخدام الفيروز لتغطية قباب القصور الايرانية لان لونه الازرق المميز كان ايضا رمزا للسماء، ويتم استخراجه من قمة جبل علي مرسي على بعد عشرات الكيلو مترات من مشهد عاصمة خراسان.



جيولوجيا مدينة نيسابور
تقع مدينة نيسابور على سهل هولوسيني غريني، في الجزء الجنوبي الغربي من جبال بينالود، وتتكون هذه الجبال في جزئها الممتد من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي من الصخور من العصر الجوراسي والترياسي، وفي بعض الاجزاء الجنوبية من الجهة الشمالية الغربية تتكون من الصخور البركانية، وتقع مناجم الفيروز التانج من الصخور البركانية المتكسرة في هذه الجبال على بعد 50 كيلومتر شمال غرب مدينة نيسابور، وتقع هذه المدينة في منطقة فيها مخاطر زلزالية بدرجة عالية،/ حيث الحقت اضرارا جسيمة بالمدينة، وتتمتع مدينة نيسابور بمناخ معتدل بشكل عام ومواسم الامطار معظمها في فصل الشتاء، وعلى الجانب الغربي من المدينة يتغير الطقس تدريجيا الى مناخ شبه صحراوي بارد



مدينة نيسابور المعاصرة
يعيش في مدينة نيسابور الكثير من الناس في الوقت الحاضر، ويتكلم غالبيتهم اللغة الفارسية ويتبعون الشيعة الاثني عشر على الرغم من ان مدرسة الحنفية والاسلام السني هو اول مذهب تواجد في نيسابور، ويوجد فيها العديد من المدارس والكليات والجامعات مثل جامعة نيسابور، والفرع الرئيس لجامعة آزاد الاسلامية التي تم تاسيسها عام 1985، ولديها كليتان؛ كلية للزراعة وللهندسة وتقدم درجة البكالوريوس والماجستير، ولديها مكتبة كبيرة تسمى مكتبة الغدير في شارع المعلم، ولديها فريق كرة قدم محترف يتنافس في الدوريات الاقليمية في خراسان، وفيها مركز رياضي اسمه مجمع انغيلاب الرياضي وهو حلبة داخلية في نيسابور، وتضم فرق كرة السلة وكرة الطائرة وكرة الصالات، ولديها مصنع لانتاج الفولاذ الصلب
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق