ما هي صفاة الشخص الانطوائي و هل الشخصية الانطوائية تعد مرض نفسي ام لا

في سياق الحديث حول الشخصية الانطوائية في علم النفس عندما يستعمل الناس كلمة "المنفتح" فانهم يعنون بذلك الشخصية الاجتماعية الانيسة التي تسعى وراء الاشخاص والاشياء الظاهرة والمثيرة بينما تستعمل كلمة "المنطوي" لتعني الشخصية الاستبطانية الهادئة غير الاجتماعية وبعكس الصورة النمطية الشائعة فهي ليست بالضرورة تتصف بالاضطراب ولا العزلة الاجتماعية ولكنها شخصية لها عدد قليل من الاصدقاء ولا ينتج هذا عن صعوبات اجتماعية لدى الشخص بل من تفضيلاته الاجتماعية؛ فقد لا يكون خجولا ولكنه يفضل نشاطا اجتماعيا اقل وبهذا فهي نوع طبيعي من الشخصيات[٢] وقد تناولت الباحثة سوزان كين هذا الموضوع بعمق في كتابها "الهدوء" وبطريقة قلبت الموازين وخلصَت الى ان الشخصية الانطوائية ليست شخصية معقدة بل هي من اسباب كثير من الابتكارات والاختراعات الباهرة والفنون الجميلة حيث كان كثير منها نتاجَ عزلة مع تدعيم ذلك باقوال لاصحاب هذه المنجزات اضافة الى ابحاث علمية ونفسية رصينة في هذا الشان فالشخصية الانطوائية في علم النفس حسب رايها هم كنوز مدفونة ينظر اليهم المجتمع نظرة خاطئة بانهم مليئون بالعقد النفسية




درجات الانطواء والانفتاح
ان الانطواء والانفتاح ليسا متناقضين ولكن لهما درجات حسب مقياس معين حيث ان معظم الناس حوالي 68% يقعون حول الدرجات المجاورة لمنتصف هذا المقياس وبالامكان ان تقع شخصية ما في الدرجة المنتصفة فلا تكون منطوية ولا منفتحة بل مزيج من الاثنين وتكون شخصية متوازنة ويمكن ان تقع شخصيات الناس على اقصى درجتي المقياس وهنالك حوالي 16% من الناس على كل من هاتين الدرجتين



ان الوصف الصحيح للشخصية الانطوائية في علم النفس مؤخرا ليس بانها مصابة بالاضطرابات النفسية ولكنها اكثر تحفظا واقل صراحة في وجود مجموعة من الاشخاص وتستمتع بالنشاطات الفردية مثل القراءة والكتابة واستخدام الحاسوب وصيد السمك والتخييم والنشاطات العلمية والفنية بل انه من الشائع ان يكون الفنانون والعلماء والمخترعون والمؤلفون والادباء ذوي شخصية انطوائية وتستمتع الشخصية الانطوائية بالوقت الذي تقضيه منفردة ولا تجد نفس مقدار المتعة في الوقت المنقضي وسط مجموعة كبيرة من الناس الا انها تستمتع بالتفاعل مع الاصدقاء المقربين وتحمل الثقة وزنا ومكانة كبيرا لدى الشخصية الانطوائية وتلعب دورا اساسيا في اختيارها للرفاق والقرناء



وعلى خلاف الشخصية الانطوائية تزيد طاقة الشخصية المنبسطة او الاجتماعية بالتفاعل وتضمحل بالعزلة والاجواء الهادئة التي تخلو من كثرة التفاعلات وبالتالي ينشط المنبسط وسط الناس ويمل عند الانفراد بنفسه وعادة تكون دائرة معارف الشخص المنبسط واسعة فعلى عكس الشخصية الانطوائية التي تهتم بقوة صداقاتها قبل عددها تكون الشخصية المنفتحة مهتمة بعدد الصداقات اكثر فلا تكون بحاجة للتواصل العميق مع الاشخاص مثل الشخصية الانطوائية بل تكون لذة العلاقات الانسانية في منظورها في عدد الناس المتعامل معها
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق