نبذة عن نهر التيبر في ايطاليا وتاريخه

ينبع نهر التيبر من ينبوعين يقعان في جبال فومايولو ويبعدان عن بعضهما مسافة 33 قدما، ويقع هذين الينبوعين في غابة الزان التي ترتفع حوالي 4،160 قدما فوق سطح البحر، وخلال ثلاثينيات القرن العشرين ؛ شيد بينيتو موسوليني في المكان الذي يرتفع فيه النهر عمودا رخاميا عتيقا يحمل نسرا في اعلاه، هذا وتتدفق الاميال القليلة الاولى من التيبر عبر "فالتيبرينا" قبل ان يدخل النهر ليجري عبر منطقة اومبريا.




تاريخ نهر التيبر
تاسست روما في العام 753 قبل الميلاد على ضفاف التيبر وعلى بعد 16 ميلا تقريبا من البحر التيراني في اوستيا، وكانت جزيرة التيبر التي تقع في نهر التيبر وفي وسط روما مباشرة بين المركز و"التراستفير" موقعا مهما لمعبر النهر القديم، ووفقا للاسطورة؛ تم انقاذ الاخوين التوام -اللذين اسسا روما- ريموس ورومولوس من قبل ذئب بعد ان تركا على نهر التيبر، هذا وشكل التيبر حاجزا بين قبائل اللاتينيين والسابيون والحضارة الاتروسكانية، وعدل موسوليني الحاجز بين اميليا-رومانيا وتوسكانا بحيث تقع ينابيع "لي فيني" في رومانيا، وفي الوقت الحالي؛ يقع التيبر بين السدود الحجرية العالية التي بدا بناؤها في العام 1876، واعتبر هذا النهر مهما للتبادل التجاري ولتجارة الرومان نظرا لقدرة سفنهم على الابحار 60 ميلا في اتجاه النهر[٢]، وعلى الرغم من بذل الرومان بعض الجهد للسيطرة على الجزء السفلي من مجرى النهر؛ الا ان جهلهم بالمبادئ الهيدروليكية حال دون تطوير وسائل حماية كافية ضد الفيضانات، حيث لم يتدفق النهر عبر روما بين السدود الحجرية العالية الا في العصور الحديثة.




تاريخ الملاحة على نهر التيبر
يتفاوت عمق النهر بين 7 و20 قدما، وعلى الرغم من ذلك كان هناك ادلة على ان الملاحة باتجاه اعلى النهر اي باتجاه "فالتيبرينا" كانت مهمه منذ زمن بعيد في القرن الخامس قبل الميلاد، وفي وقت لاحق؛ اصبحت عمليات شحن حجارة البناء والاخشاب ايضا مهمة، بالاضافة الى ان روما القديمة في اوجها، كانت تزود بالخضراوت المزروعة في حدائق الفلل الواقعة على ضفاف النهر، هذا وبرزت اهمية الجزء السفلي من نهر التيبر في القرن الثالث قبل الميلاد عندما اصبحت اوستيا قاعدة بحرية خلال الحروب البونيقية، والآتية توضح تاريخ الملاحة على التيبر والمحاولات المتكررة للحفاظ عليها وتطويرها عبر العصور المتتالية:


اصبحت اوستيا مركزا تجاريا لاستيراد القمح والزيت والنبيذ، ثم هزمت المحاولات المتتالية للحفاظ عليها -على فيومارا- وللحفاظ على ميناء الامبراطور كلاوديوس وتراجان -على فيوميتشينو- بفعل عمليات تراكم الطمي وترسب الحواجز الرملية عند مصب النهر.


حاول العديد من الباباوات في القرون اللاحقة تحسين الملاحة على التيبر السفلي، ثم بنيت الموانئ في روما في الاعوام 1692 و 1703 و 1744.


ازدهرت الملاحة والتجارة على الجزء السفلي من التيبر مرة اخرى في اواخر القرن الثامن عشر ومنتصف القرن التاسع عشر عندما حصل المزيد من الحفر والتجريف على المجرى السفلي للنهر.


استمر تراكم الطمي في مجرى النهر؛ الامر الذي جعل النهر في قرن آخر صالحا للملاحة فقط في روما، وفي هذه الاثناء؛ تقدمت دلتا التيبر حوالي ميلين باتجاه البحر منذ العصر الروماني.



جسور نهر التيبر
لنهر التيبر العديد من الجسور الحديثة الممتدة فوقه في روما، بالاضافة الى عدد من الجسور القديمة التي ما زالت مستخدمة من قبل المشاة، ومن الجسور القديمة القائمة الى هذا اليوم: جسر "سانت انجيلو"، وجسر "فابريسيوس"، وجسر "ميلفيو"، ويعد جسر فابريسيوس الجسر الروماني الاقدم حيث شيد في العام 62 قبل الميلاد ليصل جزيرة التيبر بمخيم "مارتوشي"، وبالاضافة الى الجسور التي تمتد عبر النهر هناك العديد من الانفاق التي استخدمت من قبل قطارات المترو



الصرف الصحي عبر نهر التيبر
تم ربط نهر التيبر مع نظام الصرف الصحي الخاص بمدينة روما والمسمى ب "كلوكا ماكسيما" والذي بني لاول مرة من قبل الملك تاركوينيوس بريسكوس في الفترة الواقعة بين 616 و 579 في القرن السادس قبل الميلاد، وقام تاركوينيوس بتوسيع المجرى الحالي وتبطينه بالحجارة في محاولة للسيطرة على مياة الامطار التي تتدفق الى اسفل نهر التيبر عبر ال "كلوكا" وتتسبب بفيضانه بانتظام، وفي القرن الثالث قبل الميلاد؛ تم تبطين القناة المفتوحة بالحجارة وتغطيتها بسقف حجري مقبب، هذا وظلت ال "كلوكا" نظاما للتحكم بالماء حتى عهد القيصر اغسطس الذي حكم في الفترة من 27 قبل الميلاد الى 14 للميلاد، حيث اجرى اصلاحات جذرية على النظام، وقام بربط الحمامات العامة والمراحيض، وحول ال "كلوكا" الى نظام لادارة مياه الصرف الصحي، واليوم لا تزال ال "كلوكا" موجودة وتدير كمية صغيرة من مياه روما، كما تم استبدال معظم الحجارة الاصلية التي بنيت منها بالخرسانة
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق