تعرف على مدينة سبتة وتاريخها والسياحة فيها


تاريخ مدينة سبتة
يسيطر مضيق جبل طارق على المنطقة الواصلة ما بين المحيط الاطلسي والبحر الابيض المتوسط، اذ يعد نقطة تفتيش مهمة على الجانبين العسكري والتجاري على حد سواء، الامر الذي ادركه الفينيقيون قديما وجعلهم ينشئون موقعا دفاعيا في بداية الالفية الاولى قبل الميلاد في مدينة سبتة؛ للدفاع عن الطريق البري الرئيس لشمال افريقيا، وكانت تعرف مدينة سبتة قديما باسم ابيلا كما سجلها الجغرافيون اليونانيون، وتعاقبت على هذه المدينة العديد من الحضارات في كل من العصور القديمة، والوسطى، والحديثة، الامر الذي سيتم تناوله بالتسلسل التاريخي لمدينة سبتة الاسبانية فيما ياتي:



تعد مدينة سبتة موقعا عسكريا مهما، وميناء حر على ساحل المغرب، بالقرب من مدخل البحر الابيض المتوسط لمضيق جبل طارق، وهي مدينة مستقلة تديرها دولة اسبانيا، حيث تعد هي ومدينة مليلية وغيرها من الجزر الصغيرة على طول ساحل شمال افريقيا من ضمن اقاليم شمال افريقيا الاسبانية، وكانت المدينة منذ قدم التاريخ محطا للنزاعات بشكل مستمر، اذ تم احتلالها من قبل القرطاجيين واليونانيين، والرومانيين، والبيزنطيين؛ نظرا لاهمية المدينة التجارية في العاج والذهب والعبيد، وسيطرت عليها البرتغال عام 1415 م، لتصبح تحت الحكم الاسباني فيما بعد عند توقيع معاهدة لشبونة عام 1688 م، ولم يتم منحها الحكم الذاتي الا في عام 1995 م، عندما وافقت الحكومة الاسبانية على قوانين الحكم الذاتي لسبتة.



سبتة في العصور القديمة
بعد تدمير قرطاج على اثر الحروب البونيقية، تم ترك معظم شمال افريقيا للولايات النيمية الرومانية، حيث استمرت الثقافة البونية في الازدهار والانتشار في مدينة سبتة، التي عرفت عند الرومان باسم سيبتيم، مما جعل سكان المدينة يستحدمون اللغة البونية في التحدث والكتابة، بالرغم من انضمامها الى المقاطعات الرومانية في شمال افريقيا على يد القيصر ووريثته بعد معركة تابسوس عام 46 قبل الميلاد، وانتقل حكم المدينة فيما بعد عندما تم الاستيلاء عليها في عام 42 م من قبل الملك الموريتاني كايجولا، الذي اغتال بطليموس، وقام بتنظيم مدينة سيبتيم ورفعها الى مستوى مستعمرة في مقاطعة تنغيتانا، ثم تحول الحكم فيما بعد الى الرومانيين، الذين ساهموا في ازدهارها في القرن الثالث ميلادي، حيث اصبحت حركة التجارة المشتركة مع اسبانيا في اوجها، واصبحت مدينة سبتة تشتهر باسماكها المالحة.




سبتة في العصور الوسطى
اجتاح المخربون شمال افريقيا الرومانية، حيث اهتم ملكهم حينها بالاستيلاء على الاراضي الغنية حول قرطاج، والتي كانت من ضمنها مدينة سيبتيم، ولكن سرعان ما فقدوا السيطرة عليها في سلسلة ثورات البربر، واصبحت المدينة فيما بعد العاصمة الاقليمية للبيزنطين، ليتم عزلها لاحقا بسبب الاوبئة المنتشرة وخطوط الامداد المنهكة فيها؛ بسبب ضعف الحكام الذين تراسوها في تلك الفترة، ليتم احياء المدينة من جديد بعد تكريم مملكة فيسغوث في اسبانيا لها، ليتوالى عليها فيما بعد حكم البربر، ثم حكم الاسلام، الذين اطلقوا عليها اسم سبتة، ثم الحكم الاندلسي المغاربي في عام 927 م مع ميليلا، واستمر تغيير السلطة على المدينة، اذ تعاقب عليها حكم الامويين الاسبان، ثم سيوتا، فالايبيرية المسلمة، فالبربر، فالحفصاء التونسيين، فالعزافيين، لتحتل اخيرا من قبل فاس عام 1387 م، الذي استمر طويلا حتى عام 1415 حينما اصبحت تحت الحكم البرتغالي.




سبتة في العصور الحديثة
في الاول من شهر كانون الثاني لعام 1668 اعترف الملك البرتغالي افونسو السادس بان الولاء الرسمي لمدينة سبتة يعود لاسبانيا، وتنازل وفق معاهدة لشبونة للملك الاسباني كارلوس الثاني، وتوالت عليها العديد من الحروب مع المغاربة، التي انتهت بمعركة تطوان، والحروب الاهلية الطويلة، وانتهت الحروب عندما تم الاعتراف باستقلال المغرب الاسباني عام 1956 م، مع بقاء مدينة سبتة مع غيرها من الاقاليم تحت الحكم الاسباني.




التركيبة السكانية لمدينة سبتة
تتمتع مدينة سبتة بموقع استراتيجي يفسر تركيبتها السكانية المتنوعة والمختلطة ما بين السكان الاثنيين والدينيين من المسلمين والمسيحيين، اذ بلغت نسبة السكان الذين يعتنقون الديانة المسيحية في عام 2006 م نسبة 50% من سكان مدينة سبتة الاسبانية، بينما بلغت نسبة المسلمين 48%، واظهرت احصائيات عام 2012 م ان نسبة سكان سيوتا، المعروفة بالكنيسة الرومانية الكاثولوكية، 68% بينما بلغت النسبة لمن يعتنقون الديانة الاسلامية 28.3%، والجدير بالذكر انه يتم استعمال اللغة العربية المغربية بشكل واسع في مدينة سبتة بالاضافة الى كل من اللغة البربرية والفرنسية، بالرغم من ان اللغة الاسبانية هي اللغة الاساسية والرسمية فيها.




السياحة في مدينة سبتة
تمتلك مدينة سبتة خصوصية عالية في اسبانيا، حيث انها احد المدينتين الوحيدتين بجانب مليلية التي تقع في القارة الافريقية، وهي محاطة بالمغرب من معظم الجهات باستثناء الساحل، وحيث انها تقع في مضيق جبل طارق، فتتمتع المدينة بطابع عربي مميز، واهمية عسكرية كبيرة، الامر الذي يظهر واضحا على مبانيها ومعالمها العسكرية كالجدران الملكية، وتضم المدينة العديد من الاماكن السياحية التي تستحق المشاهدة مثل مونتي آشو، الذي يوفر فرصة مشاهدة المدينة بمنظر بانورامي خلاب فريد من نوعه، وقصر التنانين بمبناه الاكثر غرابة وجمال على الاطلاق.




مناخ مدينة سبتة
تتمتع مدينة سبتة كغيرها من المدن الاسبانية والمغربية القريبة مثل: طريفة وطنجة والجزيرة الخضراء، بمناخ شبه استوائي بحري حيث يكون فصل الصيف في مدينة سبتة الاسبانية دافئا معتدلا وجافا دون هطول امطار فيه؛ نظرا لتاثرها بمناخ مضيق جبل طارق المعتدل، بينما يكون فصل الشتاء معتدل نسبيا، وبمعدل هطول امطار يبلغ 849 ملم سنويا، كما ويعتبر متوسط التغير في درجات الحرارة النهارية منخفضا وتتراوح متوسط درجات الحرارة السنوية فيها من 15.7 درجة مئوية كادنى حرارة الى 21.4 درجة مئوية.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق