نبذة عن بحيرة النطرون في تنزانيا ومعلومات عنها

تقع بحيرة النطرون شمال جمهورية تنزانيا الاتحادية وعلى الحدود من دولة كينيا، كما انها تقع شرق نظام افريقيا المتصدع، ويبلغ طول البحيرة حوالي 3556 كم ويصل عرضها الى 24 كم، وتحتوي البحيرة على رواسب الملح والصودا والمغنيسيوم، كما يقع على الحافة الجنوبية الشرقية من البحيرة والى الغرب منها بركانا، ومن ناحية اخرى اكتشف علماء الآثار في الجزء السفلي من البحيرة بقايا احفورية لكائنات بشرية، وقد تم الاحتفاظ بهذه العينة.



يتم تغذية بحيرة النطرون بشكل اساسي عن طريق نهر اواسو نغيرو الجنوبي الذي يرتفع وسط كينيا، وعن طريق ينابيع المياه الحارة الغنية بالمعادن، كما تتساقط امطار موسمية بشكل غير منتظم في المنطقة المحيطة فيها، وبشكل منتظم في الفترة الواقعة بين شهري كانون الاول وآيار باجمالي 800 ملليمتر خلال العام، وتصل درجات الحرارة في البحيرة غالبا الى ما يزيد عن 40 درجة مئوية اي 104 فهرنهايت، ونتيجة لذلك فان البحيرة تتعرض لمعدلات تبخر عالية جدا، وينتج عن ذلك مركبات راسبة مثل كربونات الصوديوم ديكاهيدرات وثنائي هيدرات سيسكو بيكربونات الصوديوم[٣]، كما يمكن ان تزداد القلويات في بحيرة النطرون مما يؤدي الى زيادة درجة الحموضة فيها، وتتكون القاعدة الاساسية المحيطة بالبحيرة من قشريات تشبه القصبات الهوائية والتي تتكون من الصوديوم وذلك منذ فترة العصر الجليدي، كما تحتوي الحمم على كميات كبيرة من الكربونات وتحتوي البحيرة على مستويات منخفضة جدا من الكالسيوم والمغنيسيوم، ونتيجة لذلك اصبحت البحيرة عبارة عن محلول ملحي قلوي مركز.





الثروة النباتية والحيوانية في بحيرة النطرون
يسبب تعرض بحيرة النطرون الى معدلات تبخر عالية خلال موسم الجفاف وزيادة الملوحة كما ذكر سابقا احتواءها على الكائنات المحبة للملوحة مثل البكتيريا الزرقاء، والتي تزداد كلما زادت الملوحة في البحيرة، كما انها تقوم بصنع غذائها عن طريق البناء الضوئي مثل النباتات، وينتج الصباغ الضوئي التبعي الاحمر في البكتيريا الزرقاء اللون الاحمر العميق للمياه المفتوحة للبحيرة والالوان البرتقالية للاجزاء الضحلة من البحيرة، وغالبا ما تكون قشرة الملح القلوية الموجودة على سطح البحيرة ملونة باللونين الاحمر او الوردي من الكائنات الحية المحبة للملح التي تعيش هناك، اما عن المستنقعات المالحة والاراضي الرطبة بالمياه العذبة حول حواف البحيرة فانها تدعم مجموعة متنوعة من النباتات ايضا.


تعد البحيرة موطنا لبعض الطحالب والطيور واللافقاريات، ولبعض الاسماك في المياه الاقل ملوحة كسمك البلطي القلوي، ويمكن لبعض الاسماك ان تستوطن في المياه عند حواف مداخل الينابيع الحارة، وتعد البحيرة منطقة التكاثر المنتظمة والآمنة في مناطق شرق افريقيا لطيور النحام بعدد 2.5 مليون طائر؛ لان ظروف بيئتها تشكل عائقا امام تواجد الحيوانات المفترسة التي تحاول الوصول الى اعشاش هذه الطيور، وتجتمع طيور النحام على طول البحيرة؛ لتتغذى على الطحالب الخضراء المزرقة المنتجة للاصباغ الحمراء.



التهديدات التي تواجه بحيرة النطرون
تعد المنطقة المحيطة بالبحيرة المالحة غير ماهولة بالسكان، ويعود السبب الرئيس في ذلك الى التهديدات التي تواجه البحيرة منها زيادة تدفقات الغرين مع قطع الاشجار المسقطة في مستجمعات المياه فيها، ومن محطة الطاقة الكهرومائية الموجودة على نهر اواسو نغيرو؛ بسبب عدم وجود حماية للبحيرة، على الرغم من ان خطة تطوير المحطة تتضمن بناء سد في الطرف الشمالي منها؛ لاحتواء المياه العذبة، ومن التهديدات الاخرى التي تواجه البحيرة هو التطوير المقترح لمصنع الصودا الموجود على شواطئها، ويعود السبب في ذلك الى ان المصنع سوف يقوم بضخ مياه البحيرة، لاستخراج كربونات الصوديوم وتحويلها الى مسحوق غسيل ومن ثم تصديره، وسيرافق ذلك تواجد اكثر من 1000 عامل ومحطة كهرباء تعمل بالفحم؛ لتوفير الطاقة للمصنع، ويضاف الى ذلك امكانية قيام احد المطورين بادخال محلول ملحي هجين للبحيرة؛ لزيادة كفاءة الاستخراج.




اجمل البحيرات في تنزانيا
تضم جمهورية تنزانيا الاتحادية بحيرات المتنوعة، بداية من المياه الزرقاء الصافية التي تنقلب على الشواطئ الرملية وحتى البحيرات المخروطية التي تهددها الغابات المورقة، كما تضم المنطقة بعضا من اقدم واعمق البحيرات في العالم، بالاضافة الى التنوع البيئي المذهل والمعالم الطبيعية الرائعة فيها، وسيتم التطرق لبعض خصائص هذه البحيرات فيما ياتي:




بحيرة فكتوريا
تعد بحيرة فكتوريا من اكبر البحيرات الاستوائية في العالم، والتي تحدها كلا من تنزانيا واوغندا وكينيا، كما ان شواطئها تمتد لما يزيد عن 300 كيلومتر من الشمال الى الجنوب، وتضم البحيرة العديد من الارخبيلات والعديد من الجزر ذات المناظر الخلابة، بما في ذلك جزيرة روبوندو، كما تتمتع القرى الموجودة على الخط الساحلي بطبيعة سحرية هادئة



بحيرة مانيارا
تتميز بحيرة مانيارا بالحياة البرية المتنوعة كما يغطي ثلثي حديقة البحيرة مجموعة متنوعة من الموائل الخضراء، وتحتوي البحيرة من حولها على غابات دائمة الخضرة، اما عن مياه البحيرة فتكون قلوية في الغالب ممتلئة بالاسماك والبجع والطيور النحاسية



بحيرة روكوا
تعد بحيرة روكوا رابع اكبر بحيرة في جمهورية تنزانيا، وتتميز الاراضي العشبية الموجودة في الوادي المحيط بالبحيرة بانها مكان رائع للرعاة، في حين تضم مستنقعات البردي طيورا نادرة مثل طائر اللقلق وشوكة الحياكة التنزانية، ويتواجد داخل الحديقة الوطنية التابعة للبحيرة مجموعة كبيرة من التماسيح وافراس النهر والطيور المائية وعدد قليل من الفلامنغو
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق