تعرف على معبد أبو سمبل في مدينة اسوان وتاريخه

السياحة في اسوان
تعد مدينة اسوان بوابة المصريين القدماء الى افريقيا، وهي مدينة مريحة وهادئة للغاية، تمكن السياح من استكشاف المعابد والآثار السياحية فيها، ومعرفة الثقافة النوبية المختلفة، ومن اهم مناطق الجذب السياحية في اسوان، جزيرة الفنتين التي تتميز بكثرة مزارع اشجار النخيل فيها، والمنازل الملونة المبنية من الطوب الطيني، والمتحف النوبي وهو متحف تاريخي يوثق ثروات الثقافة النوبية، والذي يحتوي على مجموعة من القطع الاثرية الرائعة، ويعرض العديد من الحرف اليدوية النوبية والفنون الشعبية، ومعبد ابو سمبل وهو من اروع المعالم الاثرية التي بناها رمسيس الثاني، وهناك معبد فيلة وهو واحد من المعالم الاثرية الساحرة في صعيد مصر، والذي يشتهر بفن النقش الرائع وتناسق الهندسة المعمارية، ومعبد كلابشة ايضا وهو اصغر المعابد التي يعود تاريخها الى عهد الامبراطور الروماني اغسطس




معبد ابو سمبل
يقع معبد ابو سمبل على الضفة الغربية لبحيرة ناصر، على بعد 230 كم جنوب غرب اسوان، ويعد من احد مواقع التراث العالمي لليونسكو، المعروف باسم معبد الآثار النوبية، وتم نقل المعبد في الاصل من سفح الجبل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، خلال عهد رمسيس الثاني، وهم معبدان، معبد ابو سمبل الكبير ومعبد ابو سمبل الصغير، ان المعبد الكبير مخصص لرمسيس الثاني نفسه، والذي بدء بناءه عام 1244 واستمر 20 عاما، وهو من اروع واجمل المعابد التي تم التكليف بها في عهد رمسيس الثاني، ويعد من اجمل المعابد في مصر، ان مدخل المعبد الكبير يحيطه اربعة تماثيل ضخمة طولها 20 مترا، وهي تمثل رمسيس الثاني جالسا على العرش، مرتديا التاج المزدوج لمنطقتي مصر العليا والسفلى، وعلى يسار المدخل يوجد تمثال متضرر من الزلزال؛ مما تسبب من سقوط راسه والجذع، وتم وضعهم تحت قدميه، كما يوجد بجانب ساقي تمثال رمسيس عدد من التماثيل الاخرى، تمثل زوجته الرئيسية نفرتاري، والملكة الام موتاي، وابنائه امون هر خيبشف، ورمسيس، وبناته الستة وهم بنتاناث وبكتموت ونفرتاري وميريتامين ونيبتاوي واستنفورت


اما معبد ابو سمبل الصغير والمعروف ايضا باسم معبد حتحور ونفرتاري، وهو ثاني معبد في تاريخ مصر القديمة يخصص لملكة، حيث كان المعبد الاول مخصص للملكة العظيمة نفرتيتي، والذي خصصه لها زوجها اخناتون، وقد تم بناء المعبد الصغير على بعد حوالي 100 متر شمال شرق المعبد الكبير، وكان المعبد مخصص للالهة حتحور، ورمسيس الثاني وزوجته نفرتاري، كما زينت الواجهة المزخرفة بالصخور بمجموعتين من التماثيل العملاقة التي تفصلها البوابة الكبيرة، والتماثيل التي يزيد ارتفاعها قليلا 10 امتار عن التماثيل الاخرى هي للملك والملكة، واللافت للنظر هنا؛ انه من الحالات القليلة في الفن المصري، يكون تمثال الملك والملكة متساويان في الحجم، كما يوجد على جانبي البوابة تمثالان للملك رمسيس الثاني، يرتديا التاج الابيض لمصر العليا والتاج المزدوج، والتي يحيطهما تماثيل الملكة، وهناك ايضا تماثيل صغيرة للامراء والاميرات بجانب والديهم 



تاريخ معبد ابو سمبل
خلال فترة حكم رمسيس الثاني، شرع برنامج بناء واسع النطاق في جميع انحاء مصر والنوبة، وكانت النوبة مهمة للمصريين؛ لانها مصدر للذهب والعديد من السلع التجارية الثمينة، وقد بنى فيها العديد من المعابد الكبيرة، والمعبد الاكثر شهرة هو معبد ابو سمبل، والذي بدا بناءه في عام 1244 قبل الميلاد، واستمر تقريبا 20 عاما، حتى عام 1264 قبل الميلاد، والمعروف ايضا باسم معبد رمسيس، المحبوب من قبل الملك آمون، ولكن مع مرور الوقت اصبحت المعابد مهجورة وتغطيها الرمال، وفي القرن السادس قبل الميلاد غطت الرمال المعبد الرئيس حتى ركبهم، وفي عام 1813 أعيد استكشافه من قبل المستشرق السويسري جان لويس بوركهاردت، عندما وجد افريز المعبد الرئيس، وحينها تحدث بوركهاردت عن اكتشافه مع المستكشف الايطالي جيوفاني بيلزوني، واللذان سافرا معا الى موقع المعبد، ولكنهم لم يستطيعوا من الدخول اليه، وفي عام 1817 عاد بيلزوني ونجح في محاولته دخول المعبد



نقل معبد ابو سمبل
وضعت الحكومة المصرية وخبراء اليونسكو، قائمة بالآثار التي هددها سد اسوان من الغرق، وتضمنت المواقع قلعة بوهين في السودان، والذي لم يتمكنوا من انقاذها، ومعبد امادا ومعبد فيلة الذي تم انقاذهم، ومعبد ابو سمبل الذي انتهى من نقله بالفعل في عام 1968، والذي كان هناك تحدي كبير من انقاذه، وفي عام 1963 تقرر تقسيم معبد رمسيس الى اكثر من الف مبنى ونقله الى مكان آخر، حيث تم بناء سد مؤقت حول الموقع لابقائه جافا، وانشاء شبكة امدادات للطرق، وتثبيت محطة لتوليد الكهرباء، وتوفير اماكن لاقامة الآلاف العمال المشاركين في المشروع


وخوفا من غرق معبد ابو سمبل في النيل، قد تم تفكيكه ونقله عام 1968 الى هضبة الصحراء غرب موقعه الاصلي، والتي يبلغ ارتفاعها 180 مترا، كما كان نقل وتحريك المعابد عملا هائلا، حيث تضمنت عملية نقله من تقطيعه الى اجزاء يتراوح وزنها بين 3 الى 20 طنا، واعادة تجميعها بدقة كما كانت، وقد حققت عملية النقل نجاحا كبيرا، حيث استغرق نقله 5 سنوات، بتكلفة 42 مليون دولار
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق