تعرف على جزر تاهيتي وتاريخها والسياحة فيها

وصل التاهيتيون الاوائل من بولينيزيا الغربية من حوالي عام 1000 بعد الميلاد بعد هجرة طويلة من جنوب شرق آسيا عبر ارخبيل فيجي وساموا وتونغا، وكانت هذه الهجرة عبر مئات الكيلومترات من المحيطات ممكنة باستخدام قوارب التجديف التي وصل طولها الى عشرين او ثلاثين مترا حيث تمكنوا من خلالها من نقل الكثير من العائلات والحيوانات الاليفة، وقبل وصول مواطني اوروبا كانت الجزيرة مقسمة الى اقاليم مختلفة، وهي اقاليم صغيرة للغاية تسيطر عليها عدة قبائل، وكانت هذه القبائل مرتبطة ببعضها البعض بالولاءات المبنية على روابط دماء قادتها وعلى قوتهم في الحرب، وكانت القبيلة الاكثر اهمية في الجزيرة هي قبيلة تيفا التي امتدت اراضيها من شبه الجزيرة في جنوب تاهيتي نوي، وكانت تيفا قبيلة مؤلفة من عشائر تيفا اي اوتا وتيفا آي تاي، وكان يقودها آمو وبوريا، وكانت القبيلة تتالف من رئيس ونبلاء ووكيل رؤساء.



اندلعت الحرب بين قبائل اتيهورو وبابارا في عام 1750 مما اجبر ابنة قائد بابارا على الفرار الى راياتيا، وقد تزوجت بعد ذلك من ابن تاماتوا الاول، وعندما قام محاربي بورابورا بقيادة بوني باجتياح راياتيا في عام 1763 اضطر قادة تابوتابواتيا توبايا الى الفرار الى تاهيتي، وبعد ذلك بسنوات كانت تاهيتي مع حدث فارق حين كان الملاح البرتغالي بيدرو فرنانديز الذي كان يخدم تاج اسبانيا في رحلة استكشافية الى تيرا اوستراليس هو اول اوروبي يستكشف جزيرة تاهيتي حيث شاهد بيدرو جزيرة تاهيتي في 10 فبراير 1606 واطلق عليها اسم جزيرة ساجيتاريا، وفي 26 اكتوبر 1788 هبطت السفينة الملكية باونتي بقيادة النقيب ويليام بليغ في تاهيتي بغرض نقل اشجار التاهيت الى البحر الكاريبي، وظل الطاقم في تاهيتي لمدة خمسة اشهر تقريبا وهو الوقت اللازم لزرع شتلات الاشجار، وبدا التوافد على الجزيرة بعد ذلك واستمر تكوين مستعمرات ماهولة بالسكان بها مما سمح بممارسة الكثير من الانشطة في تاهيتي.



جغرافيا جزر تاهيتي
تاهيتي هي اكبر جزيرة في وسط المحيط الهادي الجنوبي، واقرب جار لها هي جزيرة موريا على بعد 12 ميلا، اي حوالي 20 كيلو متر الى الشمال الغربي، وتتكون جزيرة تاهيتي من اثنين من الاقماع البركانية القديمة المتآكلة، واسمهما تاهيتي نوي وتاهيتي ايتي، وهما يوجدان بالقرب من مضيق تارافاوا، وتمثل الجزيرة التي تبلغ مساحتها 403 ميلا مربعا، اي حوالي 1043 كيلو متر مربع اي ما يقرب من ثلث اجمالي مساحة ارض بولينيزيا الفرنسية، ويبلغ اقصى اتساع لها بمنطقة الساحل الشمالي الغربي، وجزر تاهيتي هي العاصمة والمركز الاداري لبولينيزيا الفرنسية، وهي تتميز بجودة الكثير من اراضيها، حيث تحتوي على سهل ساحلي خصب بالاضافة الى كثير من اراضي الطمي الصالحة لاغراض متعددة، وتجدر الاشارة الى ان تضاريس تاهيتي خشنة وجبلية وتحتوي على مرتفعات مختلفة مثل جبل اوروهينا الذي يصل ارتفاعه الى 7339 قدما اي حوالي 2237 مترا، وبالاضافة الى ذلك ينحدر على تلك الجزر اكثر من نهر واكبرها هو نهر بابينو في الشمال، وتحتوي تاهيتي على الكثير من الشعاب المرجانية والبحيرات بالاضافة الى الكثير من النباتات الرائعة.




مناخ جزر تاهيتي
قبل توضيح اهم المعالم السياحية في جزر تاهيتي ينبغي توضيح ان تاهيتي تقع داخل حزام الرياح التجارية الشرقي، اذ تلعب الرياح دورا هاما في تغيير الطقس في الكثير من المواسم المناخية الموجودة بجزر تاهيتي، وهي مقسمة الى جزء جنوبي رطب يهطل عليه اكثر من 100 بوصة، اي حوالي 2500 مللي متر من المطر سنويا، وجزء شمالي اكثر جفافا يتلقى من المطر حوالي 70 بوصة، اي حوالي 1800 مللي متر، ويبدا موسم الامطار من ديسمبر الى مارس، ويتراوح متوسط ​​درجات الحرارة اليومية من 76 درجة فهرنهايت اي حوالي 24 درجة مئوية في شهري يوليو واغسطس الى 84 درجة فهرنهايت اي حوالي 29 درجة مئوية في شهري يناير وفبراير، وهذا المناخ يؤثر على كثير من انشطة جزر تاهيتي اذ يفسح المجال لزراعة جوز الهند وقصب السكر والفانيليا والقهوة، ويؤثر في مناخ تاهيتي عددا من المرتفعات والبحيرات المنتشرة بكثير من اجزائها.




السياحة في جزر تاهيتي
تعد جزر تاهيتي بمثابة جنة رائعة تمنح زائريها اجواءا ممتعة للغاية، وهناك الكثير من الاماكن الرائعة في تاهيتي والتي يزورها آلاف من السياح سنويا، فهي تحتوي على المتحف المحلي الشهير الموجود بعد بضعة اميال من وسط تاهيتي والذي يمكن الوصول اليه بالاتجاه يمينا من المطار او الانتقال يسارا من وسط تاهيتي اذ يؤدي ذلك الطريق على امتداده الى المتحف، وتحتوي تاهيتي على الكثير من الفنادق والمطاعم الرائعة لذلك يقصدها اعداد هائلة لقضاء النزهات والعطلات، بالاضافة الى عدد هائل من الحدائق وشلالات المياة الباردة، والطيران الشراعي هو احد الاشياء المفضلة التي ينبغي لزائر جزر تاهيتي القيام بها، وهو لا يتطلب ترخيصا للقيام بذلك، وهو يكلف حوالي 80 يورو وهو مبلغ جيد تماما، اذ يحصل السائح بتلك الرحلة الجوية على رؤية لتاهيتي افضل من اي مكان آخر، واذا كان السائح على اطراف تاهيتي فيمكنه ان يقوم برحلات بحرية بالعبارة الى موريلا وهي الجزيرة القريبة من تاهيتي وهي تتمتع برحلات ممتعة للغاية اذ توفر رياضات مائية تتيح للسائحين الغطس مع سمك القرش والشعاب المرجانية من خلال قوارب الكاياك وهي تجربة ممتعة اخرى لا تصدق.

لا تقتصر السياحة في تاهيتي على مكان واحد فقط؛ فهناك العديد من المزارات السياحية المختلفة التي يمكن للزوار ان يرتادوها ويتمتعوا بما توفره تلك المزارات من متعة وتشويق، ويمكن توضيح عددا من الاماكن السياحية في جزر تاهيتي فيما ياتي:

جزيرة رانجيروا اتول: وهي جزء من ارخبيل في بولينيزيا الفرنسية وهي ثاني اكبر جزيرة مرجانية في العالم، وهي تشتهر بمواقع الغطس والغوص المثيرة للاعجاب وهناك العديد من المنتجعات بتلك الجزيرة التي هي بمثاة جنة للزائرين.

جزيرة روروتو: وهي من اجمل جزر تاهيتي وهي تحتوي على الكثير من الكهوف الرائعة والشعاب المرجانية الجميلة وتتمتع بعدد من الشواطئ الرائعة وانواع مختلفة من اسماك القرش.

جزيرة هواهين: تقع جزيرة هواهين على بعد 40 دقيقة من تاهيتي وهي موطن للعديد من المزارع المختلفة وتضم الجزيرة اكبر تجمع للمعابد القديمة في بولينيزيا الفرنسية.

جبل اوتيمانو: وهو من اشهر مزارات جزر تاهيتي السياحية فالقمة الجبلية المثيرة للاعجاب تعطي رؤية كبيرة لكل مشاهد الجزر والتي تبدو من اعلى كواحدة من اجمل الاماكن في العالم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق