ما هو افضل اختيار لفرق العمر بين الاطفال


فارق العمر المثالي للاخوة










فرق العمر بين الاطفال



عندما حملت في إبنتي الثانية بينما كان إبني الكبير عمره عام واحد، هاجمني الكثير من الناس بأراء ونصائح عن حملي. ولكن عندما حملت في إبنتي الثالثة بينما الأكبر عمرها سانتين ونصف، لن أستطيع وصف مما مررت به من تعليقات ونظرات وحتى همسات من وراء ظهري يزعمون أنهم يعرفون أكثر مني في إختياراتي في تنظيم أسرتي






في الواقع، هذه نقطة مهمة جدا، فبينما أعلم أن بعض الأسر ضد فكرة تنظيم الأسرة لسبب أو لأخر، إلا أن أرى ضرورة أن تفكر الأسر في مستقبلها مثل عدد الأطفال الذين يودون إنجابهم والفروق العمرية بينهم.






تحدثت مع هويدة شرباش، خبيرة في علم النفس، عن فرق السن المطلوب بين الأطفال فقالت أنه يعتمد تماما على الأم وما تراه الأسرة مناسب لها. "لا يوجد إجابة مثالية"، قالت ضاحكة، "وإلا لما إستطعنا تفسير حال التوائم".






فارق السن بين الأبناء ، سواء كبير أو صغير، له مزايا وعيوب. وعادة ، بإستثناء المفاجآت، يمكن للأسرة تنظيم المسافات بين أعمار الأبناء بإستخدام وسائل تنظيم الأسرة الحديثة.










الفروق الصغيرة في الأعمار



بينما الفروق في العمر سنة أو سنتين بين الأبناء تكون مرهقة للأم جسديا، تشعر معظم الأمهات ذات الفروق الصغيرة في أعمار أبنائهن أن الأطفال يكبرون مرتبطين بصورة أفضل عن الأطفال ذو الفروق الكبيرة في العمر.


الفروق الصغيرة في العمر تعني أن الأطفال سيكون لهم نفس الأصدقاء، وحفلات أعياد ميلاد متشابهة والأنشطة الثقافية والإجتماعية متماثلة، مما يجعله أسهل على الأهل أن يسعدوا كل الأطفال في نفس الوقت. سيكون للأطفال في أعمار متقاربة في نفس مراحل التطور العقلي والجسدي، مما يمكن الأهل من التركيز على متطلبات المرحلة مثل مواعيد المدارس، الملابس، الأنشطة والإهتمامات...إلخ. وكما تقول إحدى الأمهات لأطفال أعمارهم متقاربة، "نقوم بعمل كل شيء كفريق واحد كبير!"






من الجدير بالذكر أيضا، أن الأسر ذات أطفال متقاربة الأعمار، يقومون بعمل الأشياء المتعبة في فترة واحدة من حياتهم، فبالتالي يكون لديهم فرصة للراحة عندما يكبر الأبناء قليلا.












الفروق الكبيرة في الأعمار



بينما الفروقات الصغيرة في العمر لها مميزاتها، إلا أن بعض الأراء تؤيد الفروق التي تتراوح بين أربع إلى خمس سنوات أفضل. يرى بعض الأباء والأمهات أن الفروق الأكبر تمنح فرصة أفضل لقضاء وقت أطول مع والإستمتاع بكل طفل على حدى. فتستطيع الأسرة التركيز التام مع الطفل، خاصة في السنوات الأولى . بحيث يكون الطفل قادر على الإعتماد على نفسه قليلا قبل إنجاب طفل آخر.








الفرق الكبير بين أعمار الأطفال تتيح لهم أن يكبروا كأشخاص وليس كأعضاء في فريق. قد يكون ذلك محل خلاف، فيرى البعض أن الطفل يعتاد على مساحة كبيرة لنفسه فلا يتعامل بشكل جيد مع الأخوة.








هويدة شرباش، أم لثلاث أبناء بين كل منهم أربع سنوات فرق، تقول أن بينما بنتها الكبرى ذات طباع رقيقة وسهلة التعامل مع إخوتها إلا أن البنت الوسطى الولد الصغير دائمي الخلاف والخناق. فبالنسبة للبنت الوسطى، الطفل الصغير دائما مزعج!








تقول هويدة أن ما تفعله هي وزوجها هو دائما وضع نفسهم في حالة ذهنية تساعدهم على التركيز مع كل سن على حدى فالكبيرة مراهقة والثانية في سن ما قبل المراهقة، وما أصعبه، والصغير مازالت في الصف الأول.






بينما ترى هويدة أن القيام بكل مراحل الأمومة كاملة لمدة ١٢ عام عملية صعبة مقارنة بالأمومة المكثفة على أعوام قليلة، إلا أنها لا ترى أنه كان بإمكانها القيام بواجبها بأي طريقة أخرى.






تنظيم الفرق بين أعمار الأطفال يعتمد بصورة أساسية على كيف ترغبين في تربيتهم وقدراتك على تلبية مطالبهم المختلفة، فالطلبات والإحتياجات لا تنتهي في جميع الحالات. الشيء الوحيد المؤكد هو أن يجب أن يكون هناك صورة ما من التنظيم، على الأقل ليستعد الأهل ويكونوا مهيئين نفسيا لما ينتظرهم من صعاب.










كيف يكون الحال مع فارق السنّ القصير بين الأطفال؟



بوجه عام، كلما قَصُر الفارق الزمني بين أطفالك، ازداد المجهود الذي تبذلينه خلال الأشهر والسنوات الأولى من عمرهم. إذا كان هذا الفاصل قصيراً جداً (يكون لدى بعض الأسر طفلان في غضون سنة واحدة)، فستشعرين كما لو أن لديك توأماً مع كل المطالب التي يفرضها وجود طفلين صغيرين في آنٍ واحد. وهذا قد يجعل الحياة متعبة لفترة محددة من الزمن، وقد يمنعك من القيام ببعض الأمور مثل الخروج من المنزل والسفر والحصول على نوم هادئ.








لو نظرت بشكل إيجابي إلى المسألة، ستجدين أن قصر الفارق الزمني بين الأطفال يعني أن الطفل الأكبر لن يتذكر كيف كان شكل الحياة قبل وجود أخيه أو أخته، وهو أمر يعتقد بعض الأهل أنه يخفّف من التنافس بين الأطفال. كما تقول كثير من الأمهات إنهن سعيدات بتجمّع "سنوات الحفاضات" و"سنوات فوضى الأكل" في فترة قصيرة واحدة حتى يستمتعن حين يكبر أصغر الطفلين فتنتهي دفعة واحدة ويودّعن زمن الحفاضات والرضاعة والأطعمة المهروسة وجميع المظاهر الأخرى المرتبطة بعالم الطفولة.






هذا بالإضافة إلى مسألة رعاية الأطفال . إذا كنتِ امرأة عاملة، فقد يكون من الأسهل ترتيب وضعية رعاية طفلين أو ثلاثة أطفال من فئة عمرية متقاربة بدل التخطيط لترتيبات تتناسب مع مراحل عمرية متباعدة.








على المدى الطويل، قد يعني وجود فاصل زمني قصير بين الأطفال تسهيل عملية الترفيه عن الأطفال أثناء العطلات المدرسية لأنهم سيرغبون بالقيام بنفس الأنشطة. لكن لو نظرت إلى المستقبل، سيكون لديك تكاليف تعليم عالية أكثر في غضون فترة قصيرة من الزمن.








كيف يكون الحال مع فارق السنّ الكبير بين الأطفال؟



إن وجود فاصل زمني كبير بين الأطفال (ثلاث سنوات أو أكثر)، يعني أنك ستضطرين إلى رعاية طفل رضيع فور انتهائك من رعاية أخيه أو أخته الأكبر سنّاً، وقد يرى بعض الناس في ذلك ميزة. إذا كنتِ تحبين رعاية طفل رضيع وترغبين بالاستمتاع بكل لحظة منها، فإن وجود فاصل زمني أكبر بين الأطفال يعطيك المزيد من الوقت لتكريسه للطفل الجديد بينما يكون الطفل الأكبر سنّاً أو الأطفال الأكبر سنّاً في مكان اللعب أو في الحضانة أو في المدرسة. كما يسهّل الفارق الزمني الكبير مهمة إفهام الطفل الأكبر سنّاً ما يحدث وتحضيره لمجيء طفل جديد.








غالباً ما نسمع أهالي الأطفال الذين يفصلهم فارق عمري كبير يقولون إنهم "يستمتعون بالأطفال أكثر" لأن هذا الفاصل مكّنهم من التركيز على كل طفل من دون الشعور بالضغط المستمر. ولكن هناك أسر تتلذذ بالإحساس بالحرية حين تنتهي سنوات الرضاعة ولا يفرحون بالعودة إلى الرضاعة الطبيعية والنهوض ليلاً من أجل رعاية الطفل.








بالنسبة لبعض النساء، تكتسب استعادة الجسم لقوامه السابق قبل خوض غمار حمل جديد أهمية في حياتهن. في بعض الأحيان، يكون من الأسهل فقدان الوزن المكتسب خلال فترة الحمل والثبات عليه لو كان هناك فاصل زمني أكبر بين الأطفال. قد يكون لديك فرصة أفضل للعودة إلى صالة الألعاب الرياضية أو اتباع نظام للياقة البدنية إذا كبر طفلك قبل البدء بحمل آخر.










ما هي أفضل نصيحة؟


لا تمتلك العديد من الأسر خيار تحديد الفاصل الزمني بين أعمار الأطفال بسبب مشاكل الخصوبة، والظروف الصحيّة أو الحمل غير المتوقع. لذلك، إذا كنت تمتلكين فرصة تحديد وقت الإنجاب فمعناه أنك من الأشخاص المحظوظين.








ولكن أفضل نصيحة، إذا كان لديك الخيار، هي الانتظار حتى تشعري أنك قادرة على تلبية جميع مسؤولياتك قبل البدء بالتخطيط لزيادة الأعباء. في حال كنتِ تشعرين أنك بالكاد تستطيعين الإيفاء بالمتطلبات اليوم وأن الوقت في صفّك، فمن المنطقي أن تنتظري حتى تسيطري على الأمور قبل أن تضاعفي مسؤولياتك كأمّ.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق