الحصبة وتداعياتها المرضية ودور فيتامين أ في الحد من مخاطرها

الحصبة وتداعياتها المرضية ودور فيتامين أ في الحد من مخاطرها

الحصبة (Measles (Rubeola مرض شديد العدوى، فيروسي، حاد، يصيبالجهاز التنفسي العلوي (الأنف والحلق والحنجرة)، والسفلي (الرغاميوالقصبات الهوائية والرئةبالتهابات حادةويصيب الأطفال في المقامالأول، غير أن الكبار لا يسلمون منه

ومن أبرز أعراض الحصبة وعلاماتها: ارتفاع درجة حرارة الجسم (حمى)، سعال،رشح (أنف سيال)، التهاب ملتحمة العين، ظهور بقع داخل الفم وطفح جلدي(سيأتي شرح كل ذلك لاحقاً).

والعامل المسبب للحصبة، هو فيروس الحصبة الذي ينتمي الى عائلة فيروسات Paramyxovirus. وتبلغذروة انتشار المرض في المناطق معتدلة المناخ في أواخر فصل الشتاء وبداية فصل الربيع.

طرق العدوى

تتم العدوى بالحصبة عن طريق الجهاز التنفسي العلوي، وذلك باستنشاق الرذاذ الحامل للفيروسالمتطاير من الشخص المريض، أثناء السعال أو العطس، أو أثناء التكلم مع المريض من مسافة قريبة جداًلا تتعدى الثلاثة أقدام.  كذلك يمكن أن تنتقل العدوى الى الإنسان السليم، إذا وصل الرذاذ الحاملللفيروس الى مقلة عينه. وقد تكون العدوى ممكنة أيضاً في حال استخدام مناشف شخص مريض، أونتيجة تلوث الأيدي بفيروس الحصبة ومن ثم وضع اليد الملوثة مباشرة على منطقة الوجه (العينينوالأنف والفم) قبل غسلها، إذ باستطاعة فيروس الحصبة العيش لمدة ساعتين خارج جسم الإنسانالمصاب.

وبعد دخول الفيروس الجهاز التنفسي يتكاثر في الخلايا الظهاريةCells  Epithelial للرغامي Tracheaوالقصبات الهوائية.  وبعد نحو 2-4 أيام يهاجم الفيروس النسيج اللمفاوي الموجود في المنطقة. وبعدالتكاثر مرة أخرى في العقد اللمفاوية المحلية يدخل الفيروس الدورة الدموية ويخترق كريات الدمالبيضاء اللمفاوية، ومن ثم ينتشر في جميع أنحاء الجسم، ما يؤدي الى ارتفاع درجة حرارة الجسم، ويعزلالفيروس نفسه في الدم وافرازات الأنف والبول. وكما ذكرت سابقاً فإن الفيروس في الدم يكون داخلكريات الدم البيضاء اللمفاوية، ويلي ذلك ظهور الطفح الجلدي المميز للحصبة. أما الأطفال، أو الأشخاصالذين يفتقدون الى جهاز مناعة فعال، فيصابون، نتيجة العدوى بفيروس الحصبة، بالتهاب رئوي عنيد،غالباً ما يؤدي الى الموت.

وهنا أود أن أشير الى نتائج دراسة أولية، قام بها العلماء العاملون في عيادة Mayo Clinic في الولاياتالمتحدة الأمريكية، والتي بينت أنه ليس شرطاً أن يتم تكاثر الفيروس في الخلايا الظهارية للجهازالتنفسي، حيث وجدوا أن التكاثر يحدث فقط في الخلايا اللمفاوية البيضاء Lymphocytes المناعية فيالدم. ومع ذلك فإن هذه النتيجة ما زالت قيد الدراسة والنقاش.

وقد تؤدي أحياناً الإصابة بفيروس الحصبة الى ضعف جهاز المناعة، وتسمى هذه الحالة “كبت المناعة” Immunosuppression، التي قد تدوم عدة أسابيع الى عدة أشهر، ما يعرض الطفل للإصابة بعدوىبكتيرية شديدة، وخصوصاً ذات الرئة القصبية Bronchopneumonia، التي تعتبر من الأسباب الرئيسيةلموت الأطفال.

وأما إذا مرت العدوى بالحصبة دون مضاعفات مميتة، فإن الطفل يكتسب مناعة دائمة (مدى الحياة) ضدمرض الحصبة، وذلك نتيجة تكون أجسام مضادة لفيروس الحصبة في الدم.

التاريخ الوبائي والانتشارية

يصاب نحو 29 مليون شخص سنوياً، على مستوى العالم بمرض الحصبة.  وأكثر هذه الحالات تسجل فيالقارة الإفريقية. وبالرغم من توفر طعم فعال وآمن ضد هذا المرض، تبقى الحصبة أحد الأسباب الرئيسيةلموت الأطفال على نطاق العالم. حيث توفي عام 2008 نحو 164 ألف شخص من هذا الداء، معظمهممن الأطفال تحت سن خمس سنوات.

وتسجل معظم الوفيات من هذا المرض في المجتمعات والدول محدودة الدخل، وذات المستوى الطبيالمنخفض.  وأريد أن أنوه هنا الى أن الدول التي تعرضت، وما زالت تتعرض من حين الى آخر للكوارثالطبيعية والحروب وعدم الاستقرار، يتفشى فيها المرض من حين الى آخر في شكل وباء (يعرف الوباءبأنه ظهور أي مرض بشكل مفاجئ، ويصيب الناس بأعداد كبيرة في وقت واحد).  وسبب ذلك أن الكوارثالطبيعية والحروب تؤدي الى تعطل الخدمات الصحية وخاصة الوقائية، إضافة الى أن تجمع ضحاياالكوارث والحروب في مخيمات مكتظة يؤدي الى سهولة انتشار المرض.

الصورة السريرية

تراوح فترة الحضانة للحصبة ما بين 8 – 12 يوماً (تعرف فترة الحضانة بأنها الفترة الممتدة من لحظةدخول الفيروس الى جسم الإنسان وحتى ظهور الأعراض والعلامات الأولى للمرض). وتكون بداية المرضحادة – فجائية، وتتمظهر في عدة أعراض وعلامات مميزة.

تعتبر الحمى من العلامات الأولى للمرض، حيث تراوح درجة حرارة الطفل ما بين 39,5 – 40,5 مئوية،وتدوم 4 – 8 أيام.  وأما الأعراض المبكرة للمرض، فهي: توعك، رشح، ارتفاع درجة حرارة الجسم، قهم(قلة الشهوة للطعام) Anorexia، احمرار العين بسبب التهاب الملتحمة Conjunctivitis وسعال. وعدمتحمل المريض للضوء (رهاب الضوء) Photophobia.

وبعدها بيومين أو ثلاثة أيام (في المراحل الأولى للمرض) تظهر بقع بيضاء صغيرة ضاربة للون الرماديداخل الفم في منطقة الخد.  وتظهر عادة قبل ظهور الطفح الجلدي بيومين، وتتلاشى بعد ظهورالطفح الجلدي بيومين أيضاً.  وتسمى هذه البقع البيضاء، التي تظهر في الغشاء المخاطي للخد، “بقعكوبليك” Koplik Spots. ومع أن هذه البقع تعتبر من العلامات المميزة لتشخيص الحصبة، غير أنها قد لاتظهر (أو لا تلاحظ) في بعض الحالات.

ويظهر على الجلد طفح حمامي Erythematous وبقعي حطاطي Maculopapular وذلك بعد التعرضللعدوى بأسبوعين تقريباً (أو بعد ظهور بقع كوبليك بيومين). وعادة يبدأ الطفح بالظهور في المنطقةتحت أو أمام الأذن، وما يلبث أن ينتشر بالتوالي على الوجه والرقبة والصدر والظهر والأطراف، وخصوصاًفي راحة اليد (الكف) وأخمص القدم (السطح السفلي للقدم).  وبعدها يندمج الطفح الحمامي والبقعيمع بعض.  ويبقى الطفح ظاهراً على الجلد لمدة خمسة أيام تقريباً.

وعادة لا يسبب الطفح هرشاً (حكة) وإن حصل ذلك تكون الحكة خفيفة.  غير أن الجلد قد يتسلخ (يتقشر)عندما يبدأ الطفح بالتلاشي.

ومن الجدير بالذكر أن المريض يكون في ذروة الإرهاق والمرض بعد ظهور الطفح بيوم أو يومين. وقديصاب باعتلال غدي لمفاوي Lymphadenopathy شامل، وتضخم بسيط في الطحال والتهاب الزائدةالدودية، وذلك بسبب الالتهاب الشامل الذي يصيب النسيج اللمفاوي.

وتراوح مدة المرض (منذ بدء العلامات والأعراض المبكرة للمرض حتى تلاشي الطفح الجلدي والحمى)غير المصحوب بمضاعفات بين أسبوع وعشرة أيام. وفي معظم الحالات يمثل السعال آخر أعراض وعلاماتالحصبة.

ويكون المريض قادراً على نقل العدوى الى الشخص السليم ابتداء من يومين، قبل ظهور الأعراضوالعلامات الأولى للمرض، أو ابتداء من أربعة أيام قبل ظهور الطفح الجلدي، وحتى أربعة أيام بعد ظهورهذا الطفح. ويختفي الفيروس من إفرازات الأنف والفم في لحظة تلاشي الطفح الجلدي.

مضاعفات المرض

ومن مضاعفات الحصبة: التهاب الأذن الوسطى البكتيري، والتهاب الرئة الفيروسي المصحوب بالتهابرئوي بكتيري، والتهاب الدماغ الحاد Encephalitis والخانوق Croup، والتهاب الدماغ والحبل الشوكيEncephalomyelitis، وإسهال شديد وفقدان حاسة البصر (العمى الدائم) واشتداد مرض السلTuberculosis (إن وجد).

ومن المضاعفات نادرة الحدوث: التهاب الكبد Hepatitis والحصبة النزفية Hemorrhagic Measlesوالفرفرية الخاطفة Purpura fulminans والتجلط المنتشر داخل الأوعية الدموية Disseminated Intravascular Coagulation، والتهاب الدماغ التصلبي تحت الحاد Subacute Sclerosing Panencephalitis.

وما زالت الحصبة حتى يومنا هذا، من أسباب الوفيات الرئيسية في سن الطفولة (بالرغم من توفر الطعمالفعال ضد الحصبة).  وتعتبر المضاعفات التي تصيب الرئة والجهاز العصبي المركزي (الدماغ والحبلالشوكي) من أبرز أسباب الوفاة، إذ توفي في عام 2007 نحو 197 ألف شخص على نطاق العالم، أما فيعام 2008 فقد توفي نحو 164 ألف شخص.

وفي حال تعرض المرأة الحامل للعدوى بفيروس الحصبة، وتحديداً في حال كونها تفتقد المناعة ضدالحصبة، فإنها قد تجهض جنينها، أو قد تلده قبل الأوان (غير أن الجنين لا يصاب بتشوهات خلقية).

ومعروف أن الحصبة تكون أشد وقعاً على الأشخاص الذين لديهم جهاز مناعة ضعيف، مثل الأطفالالذين يعانون من سوء التغذية ونقص فيتامين “A” والإيدز، وغير المطعمين ضد الحصبة.  وأشارتالدراسات العديدة الى أن مضاعفات الحصبة أكثر شيوعاً عند الأطفال تحت سن خمس سنوات، والأشخاصفوق سن 21 عاماً.

تشخيص المرض

يتم تشخيص المرض، عادة، من طبيعة الصورة السريرية له، غير انه للتأكد من التشخيص يمكن إجراءالفحوصات المخبرية التالية:

  • غلوبولين مناعي M: يعتبر التحري عن الأجسام المضادة Immunoglobulin M في دم المريض (ويرمز لها IgM) بأنها أسرع طريقةللكشف عن الحصبة. ويفضل فحص الدم في اليوم الثالث لظهور الطفح الجلدي، او بعد شهر من ذلك (إذ قد لا تتكون الأجسام المضادةفي اليومين الأولين لظهور الطفح الجلدي).
  • غلوبولين مناعي G: يفضل التحري عن الأجسام المضادة Immunoglobulin G في دم المريض (ويرمز لها IgG) بعد اسبوع منظهور الطفح الجلدي. ويعاد الفحص بعد اسبوعين من ذلك. وفي حال اصابة الشخص بالحصبة تلاحظ زيادة معيار هذه الأجسامالمضادة بأربع مرات.
  • مسحة انف بلعومية: يمكن عزل فيروس الحصبة بواسطة اخذ مسحة Swab من الغشاء المخاطي للانف والحلق (البلعوم). وتستخدمهذه الطريقة في حال عدم اكتشاف الأجسام المضادة في دم المريض، وخصوصاً عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهازالمناعة.
  • كريات الدم البيضاء: يقل عدد الكريات البيض leucopenia، غير انه في المراحل الأخيرة لتواجد الفيروس في الدم يرتفع عدد الكرياتاللمفاوية Lymphocytosis ارتفاعاً نسبياً.
  • التهاب الدماغ والكبد: في حالة الشك بالتهاب الدماغ، يمكن فحص الدم والسائل الدماغ-شوكيCerebrospinal Fluid للتحري عن وجودالأجسام المضادة للفيروس، وخصوصاً في حال التهاب الدماغ التصلبي تحت الحاد. واما في حال التهاب الكبد فيمكن ان يكون هنالكارتفاع في مستوى انزيمات Transaminase  (SGOT-SGPT).

أسباب الحصبة

وكما ذكرنا، فإن العامل المسبب للحصبة هو فيروس الحصبة، الذي ينتقل من الشخص المريض الىالشخص السليم عن طريق الرذاذ المتطاير جراء السعال والعطس، او عن طريق استخدام ادوات ملوثةبهذا الفيروس، لأن بإستطاعة فيروس الحصبة العيش خارج الجسم مدة ساعتين تقريباً (وذلك في حالعدم غسل هذه الأدوات، أو الأيدي ومن ثم وضعها في الفم أو القيام بفرك الأعين بالأيدي الملوثة).

ومن أبرز أسباب الاصابة بالحصبة هي:

  • معروف ان التطعيم ضد الحصبة يعطي للانسان السليم مناعة، من 85-95 في المئة وليس مئة في المئة.
  • عدم صلاحية الطعم.
  • عدم التطعيم ضد الحصبة مطلقاً، او التطعيم بالجرعه الاولى فقط، التي تعطي مناعة بنسبة 85 في المئة (سيأتي شرحه لاحقاً).
  • ضعف جهاز مناعة الانسان، بسبب الايدز وسرطان الدم (اللوكيميا) والعلاج بالاستيرويدات القشرية Corticosteroids وعامل الكلهAlkylating Agent (علاج ضد الأورام). وذلك بالرغم من كون المريض مطعماً ضد الحصبة.
  • عادة يتم اعطاء الجرعة الاولى للطفل ضد الحصبة في سنته الأولى، ومعروف ان الطفل يفقد مناعته المكتسبة من والدته في الشهرالسادس من عمره، لذلك نرى ان الاطفال بين سن ستة اشهر و12 شهراً يكونون معرضين للاصابة بالحصبة.
  • كذلك فان سوء التغذية ونقص فيتامين “A” تجعل الشخص معرضاً للاصابة بالحصبة.

العلاج والوقاية

وبما ان العامل المسبب للحصبة هو فيروس، فإنه لا يوجد علاج خاص به، وهنا يتمثل العلاج في الوقايةمن المرض وتخفيف الاعراض ومعالجة المضاعفات ان وجدت.

ويجب تناول الادوية الخافضة للحرارة (ما عدا الاسبيرين) في حال معاناة المريض من الحمى، وكذلكالأمر بالنسبة للصداع. ويفضل اعطاء السوائل قدر المستطاع، لتجنب الجفاف، ويجب إنارة غرفة الطفلبضوء خافت وعزله لمدة عشرة ايام ابتداء من ظهور الطفح الجلدي.

واما المضادات الحيوية Antibiotics فتعطى في حال حدوث مضاعفات والتهابات بكتيرية، مثل: التهابالاذن الوسطى والتهاب الرئة البكتيري.

وقد اشارت الدراسات والابحاث العديدة الى ان تناول المريض لفيتامين “A” يخفف من شدة المرض، ومنإمكانية تعرضه للموت، وذلك بنسبة 52 في المئة.

واستطيع القول إن إعطاء الاطفال (الذين تم ادخالهم للمستشفى بسبب اصابتهم بالحصبة) جرعتينمتتاليتين من فيتامين “A” تبلغ كل منهما 200,000 وحدة، ويفصل بينهما 24 ساعة، كفيلة بأن تحميالطفل من الموت بنسبة 52 في المئة.

وقد اشارت دراسات عديدة الى ان فيتامين “A” ضروري للحفاظ على الخلايا الظهارية Epithelial cells فيجميع انحاء الجسم (وهنا يعنينا الجهاز التنفسي والبصري)، لأن الاصابة بالحصبة تؤدي الى تلف هذهالخلايا، ناهيك عن أن الحصبة تؤدي الى انخفاض نسبة فيتامين “A” في الجسم اصلاً.

ويعطى فيتامين “A”، في شكل عام في الحالات التالية:

  • أطفال البلاد الفقيرة.
  • الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
  • الأطفال الذين يعانون من ضعف امتصاص الغذاء من الأمعاء.
  • الأشخاص ذوو المناعة المنخفضة.
  • الأطفال الذين يتراوح عمرهم بين 6و24 شهراً، وتحديداً الذين تم إدخالهم للمستشفى لمعالجة المضاعفات الناتجة عنالحصبة.

وتتمثل الوقاية من الحصبة بالتطعيم حسب المعايير التالية:

  • في حال تعرض المحيط الذي يعيش فيه الفرد لانتشار العدوى بالحصبة، يجب تطعيم الأفراد الذين على اتصال مباشر مع المريض،والذين لديهم القابلية للإصابة بالحصبة (سيأتي ذكرهم لاحقاً) بمصل غلوبولين مناعي Immunoglobulin (ويرمز له Ig)، يحتوي علىأجسام مضادة لفيروس الحصبة، شريطة أن يعطى خلال الستة أيام الأولى من الاختلاط مع المريض.

وأستطيع تصنيف الأفراد الذين يجب تطعيمهم بمصل Ig، كما يلي:

  • الأطفال في سن ستة أشهر حتى 12 شهراً.
  • أطفال تحت سن ستة أشهر، لأمهات ليس لديهن مناعة ضدالحصبة.
  • النساء الحوامل اللواتي ليس لديهن مناعة ضد فيروسالحصبة.
  • الأشخاص ذوو المناعة المنخفضة.
  • أما التطعيم الروتيني للأطفال، فيتمثل بتطعيم الطفل بلقاح Vaccine يحتوي على فيروسات ضعيفة غير قادرة على إحداث المرض، إلاأنها تحث الجهاز المناعي على انتاج أجسام مضادة للفيروس نفسه.

ويحتوي اللقاح المذكور سابقاً على فيروسات الحصبة Measles والنكاف Mumps والحصبة الألمانيةRubella (ويرمز له MMR).

ويعطى هذا اللقاح في جرعتين: الجرعة الأولى في السنة الأولى من عمر الطفل (12 شهراً)، وهذهتمنح الطفل مناعة ضد فيروس الحصبة بنسبة 85 في المئة.  وأما الجرعة الثانية فتعطى لدى دخولالطفل المدرسة (4-6 سنوات)، وهذه تمنح الطفل مناعة ضد فيروس الحصبة بنسبة 95 في المئة.  وهذايشير الى أن نحو خمسة في المئة من الناس يبقون معرضين للإصابة بالحصبة في حال تعرضهمللعدوى.

وأشير هنا الى أن الأطفال في سن صفر حتى سن ستة أشهر يكون لديهم مناعة مكتسبة من والدتهم(هذا في حال كون الأم تملك المناعة ضد فيروس الحصبة، سواء كان ذلك نتيجة تلقيها التطعيم فيصغرها، أو نتيجة لإصابتها بالحصبة في صغرها).

وأنوه هنا الى أنه يمنع منعاً باتاً إعطاء اللقاح المضاد للحصبة MMR للفئات التالية:

  • النساء الحوامل.
  • الأطفال المصابون بنقص المناعة.
  • الأطفال المصابون باللوكيميا (سرطان الدم) Leukemia، أو الأنواع الأخرى من السرطان.
  • الأطفال المصابون بداء السل Tuberculosis.
  • الأشخاص الحساسون من المضاد الحيوي Neomycin، وذلك لكون هذا المضاد الحيوي يدخل في تركيبة لقاحMMR.

الحصبة والحمل

في حال كانت المرأة الحامل على اتصال مباشر مع شخص مصاب بالحصبة، وهي على علم بأنها لا تملكالمناعة ضد الحصبة، يجب مراجعة طبيب العائلة في أسرع وقت ممكن، لأن هذا قد يعطيها مصل Ig (والذي يجب أن يعطى خلال مدة تراوح بين 3و6 أيام) وهذا قد يخفف من شدة الحصبة في حال إصابةالحامل به، غير أنه ليس من المؤكد إن كان هذا المصل يمنع الإجهاض أو يمنع ولادة طفل قبل الأوان.

وأما في حال كون المرأة تخطط للحمل، غير أنها ليست متأكدة من كونها قد أصيبت بالحصبة فيصغرها، أو قد تلقت اللقاح ضدها، فإننا ننصح بأن تتلقى لقاح MMR.  غير أنه يجب عليها أن لا تحمل قبلمرور مدة تراوح بين شهر إلى شهرين من تلقيها للتطعيم.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق