ماذا تعرفي عن العلاج الهرموني لمنع الحمل؟

إن موضوع تحديد النسل يعتبر حاجة ملحة وضرورية، حيث أن هذا التنظيم يحتاج إلى وعي كامل بكل الطرق الحديثة المتوفرة لتحديد الحمل والإنجاب، وفي المقال الحالي نخصص المقال في الحديث عن العلاج الهرموني لمنع الحمل، والتي تتمثّل في النقاط التالية:

أولاً: حبوب منع الحمل؛ حيث تعمل هذه الحبوب على إيقاف عملية الإباضة عن طريق إعطاء هرمونات الاستروجين والبروجيسترون بكميات وجرع بسيطة تساعد على تثبيط هرمونات الغدة النخامية. وبذلك يتم إيقاف عملية نمو البويضات ويتوفر العديد من أنواع حبوب منع الحمل يختلف فيها تركيز هرموني الاستروجين والبروجيسترون، وتقسم إلى نوعين:

–    الحبوب المختلطة، والتي تحتوي على الاستروجين “اثينيل استرايدول” وهرمون البروجيسترون، حيث أنه يتفاوت جرعة الاستروجين بين 20-50 مايكرو غرام. وتعتبر الحبوب التي تحتوي على تراكيز قليلة من هذا الهرمون أكثر أماناً، حيث أن أكثر الأعراض الجانبية التي تؤثر على الشرايين و القلب تكون مرتبطة بهذا الهرمون وهناك تحضيرات مختلفة لهذه الأنواع منها اللونين والثلاثة ألوان ومنها ذات اللون الواحد وهذا يعني أن جرعة هذه الهرمونات تتغير خلال الشهر الواحد لتكون مشابهة إلى حد كبير لتراكيز الجسم بالصورة الطبيعية وبهذا ينظم الدورة الشهرية بصورة أفضل.

ويعمل هرمون الاستروجين الموجود في حبوب المانع على رفع مستوى الاستروجين في الدم و بالتالي تثبيط إفراز هرمون FSH في الغدة النخامية وهو المسؤول عن نمو البويضات بينما يقوم هرمون البروجيسترون بمنع إفراز هرمون LH الذي يكون مسئولا عن عملية الإباضة. أما فوائد حبوب منع الحمل المختلطة، هي:

•    تنظيم الدورة الشهرية.
•    تقليل الآلام المصاحبة للدورة.
•    تقليل كمية الدم وفترة الدورة.
•    التقليل من احتمالات الإصابة ببعض أورام الثدي الحميدة وكذلك أكياس المبايض وظهور مرض البطانة الرحمية الهاجرة وحب الشباب وأحياناً بعض التهابات الحوض.

أما الأضرار الجانبية لهذه الحبوب، تتمثّل في: زيادة الوزن، اضطراب الجهاز الهضمي مثل التقيؤ، تغييرات في الحالة النفسية، ازدياد حجم الثدي واحتقانه وكذلك الآلام الثدي، ازدياد قابلية الدم للتخثر مثل تخثر الأوردة العميقة DVT، والجلطة القلبية خاصة إذا تصاحب استخدام حبوب منع الحمل مع التدخين.

أما موانع استعمال هذه الحبوب، فهي تنقسم إلى موانع إجبارية وموانع اختيارية.

الموانع الإجبارية، هي أمراض القلب والشرايين – أمراض صمامات القلب – التشوهات الوريدية والشريانية والولادية – ارتفاع ضغط الرئتين – ارتفاع الشحوم في الدم – الشقيقة أو الصداع النصفي – أمراض و أورام الكبد – الحمل العنقودي – الأورام التي تتأثر بهرمون الاستروجين – والالتهابات الحوضية الغير مشخصة.المدة المناسبة للتباعد بين فترات الحمل سنتان أو ثلاث.

أما الموانع الاختيارية؛ وهي تاريخ عائلي باحتمالات الاصابة بأحد أمراض الشرايين والأوردة، التدخين, كبر السن, السمنة المفرطة،  السكري، وارتفاع مستوى هرمون الحليب.

–    الحبوب المفردة؛ حيث أن هذه الحبوب تحتوي على هرمون البروجيسترون فقط ولذلك تستعمل لتجنب الأضرار الجانبية للحبوب المختلطة, وتعمل هذه الحبوب على منع الحمل وذلك بمنع عملية التبويض وكذلك تغيير إفرازات عنق الرحم وكذلك تؤثر على بطانة الرحم وبالتالي تؤثر على دخول الحيوانات المنويه إلى رحم المرأة وعلى انغراز الأجنة.

أما الأعراض الجانبية لها، هي عدم انتظام الدورة الشهرية، آلام الرأس، اضطرابات معوية وانتفاخ، تأثيرات نفسية ومزاجية، وآلام الثدي. ويشار إلى أنه في جميع الحالات التي يعتبر فيها هرمون الاستروجين محظورا سواء كان اختياريا أم إجباريا.

وموانع الاستخدام الإجبارية، تمثّل في اشتباه آو تأكيد وجود حمل “لأنها قد تسبب زيادة في بعض الصفات الذكرية عند الجنين الأنثى”، النزف الرحمي غير المشخص، وبعض أمراض الجهاز الشرياني والقلب المشخصة حديثاً.

الموانع الاختيارية، وهي السمنة المفرطة، سرطان الثدي، الحمل العنقودي، ارتفاع ضغط الدم، تاريخ تكرار حدوث أكياس على المبايض، أمراض الكبد المزمنة.

ثانياً: حقن البروجسترون لمنع الحمل؛ حيث تحتوي هذه الحقن على هرمون البروجيسترون طويل المفعول وهو مدرو كسي بروجيستون استيت ومادة نوراثيستيرون انانثيت وتعطى هذه الحقن بالعضل وبجرعة 150 ملغم كل 12 أسبوع وتقوم هذه الحبوب بمنع عملية الاباضة، أما الأعراض الجانبية لها، تتمثّل في:

1-    قد تعمل هذه الإبر على تثبيط عملية الاباضة لمدة سنة واحدة بعد استخدامها ولهذا لا ينصح باستخدامها لمنع الحمل لفترات قصيرة إذا كانت السيدة ترغب بالحمل بعد مدة ليست بطويلة.
2-    ازدياد الوزن وكذلك ازدياد نسبة هشاشة العظام.
3-    انقطاع الدورة لفترات طويلة وأحيانا ضعف الدورة الشهرية وعدم انتظامها.

رابعاً: مستحضرات البروجيسترون تحت الجلد، وهي كبسولات خاصة تحتوي على عبوات خاصة تفرز هرمون البروجيسترون بصورة بطيئة و لفترة محدودة تتكون من 6 كبسولات تحتوي على هرمون Levenorgestril يفرز بجرعة 30-35 مايكرو غرام خلال 24 ساعة و لمدة 18 شهر أي سنة ونصف. ويتم زرع هذه الكبسولات تحت التخدير الموضعي في منطقة الساعد و يتم إزالتها أيضا تحت التخدير الموضعي ولا تتطلب تداخل جراحي كبير.

وتظل هذه الكبسولات تعمل لمدة 5 سنوات وتعود الخصوبة الطبيعية كسابق وضعها بإزالتها مباشرة وهي طريقة أمنة وبنسب فشل ضعيفة جداً. ومن الطرق الحديثة لمنع الحمل هي استخدام كبسولات أو أشرطة خاصة تزرع تحت الجلد عند الرجل تحت التخدير الموضعي في أعلى اليد تقوم بإفراز نوعين من الهرمونات هما هرمون التيستوستيرون والبروجيستين أي هرمون ذكري وأنثوي يعمل الهرمون الأول على تثبيط أنتاج الحيوانات المنويه وذلك بتأثيره على الغدة النخامية أما الهرمون الثاني فهو يعمل على الخصية مباشرة لتقليل الإنتاج ويستعيد الجسم قابليته على الإنتاج بعد إزالتها بحوالي 12 أسبوع.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق