هل تناسب عملية أطفال الأنابيب جميع الأزواج؟

قد تكون عملية التلقيح الاصطناعي أو ما يعرف بـ “أطفال الأنابيب” بأنها أفضل علاج معروف للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الخصوبة، إلاَّ أنَّها ليست هي الحل دائماً، حيث يُمكن للطبيب أو مركز الخصوبة أن يساعدا على اتِّخاذ القرار الأنسب حول ما إذا كانت عملية التلقيح الاصطناعي مناسبة أم لا.

وهناك معالجات أخرى، مثل الأدوية أو الجراحة، لكثيرٍ من حالات العقم، وهي تعطي فرصةً أفضل لحصول الحمل في نهاية المطاف. فإذا كان التلقيحُ الاصطناعي هو أفضل وسيلة علاجية بالنسبة للشَّخص، فسوف يكون مضطراً لأخذ قرار بإجرائه، وينبغي التعرُّف قدرَ استطاعته إلى هذه الوسيلة العلاجية، والمخاطر المرتبطة بها، وفرصة نجاحها.

والمعروف بأن التلقيحُ الاصطناعي هو أمرٌ مُلحٌّ من الناحيتين المادية والمعنوية، كما يُمكنه أن ينطوي على صعوبات نفسية، بما في ذلك احتمالُ خيبة الأمل في حال عدم نجاح التلقيح الاصطناعي. وينبغي على مركز الخصوبة أن يساعدَ الأشخاص على معرفة المزيد حول عمليات التلقيح الصناعي، والتوصُّل إلى القرار الذي يُناسبهم.

دواعي عمليات “التلقيح الصناعي”:

•    انسداد أو تضرُّر قناتي فالوب “البوقين الرحميين)”؛ حيث يمكن لهذه المشاكل التي تصيب البوقين أن تمنعَ البويضات التي ينتجها المبيضان من الوصول إلى الرحم. أمَّا في حالة التلقيح الاصطناعي، فيجري أخذ البويضات من المبيض وتُزرَع مباشرةً في الرحم.

•    انخفاض عدد النطاف أو ضعف حركتها؛ حيث يمكن لهذه المشاكل أن تمنعَ النطفة من تخصيب البويضة في قناة فالوب. أمَّا في حالة التلقيح الاصطناعي، فيجري أخذُ عيِّنة من السائل المنوي من الزوج، وتُمزَج في المختبر مع البويضات المأخوذة من الزوجة.

•    العقمُ غير المفسَّر؛ لا يُمكن العثورُ على سبب للعقم إلاَّ في حالة واحدة تقريباً من كلِّ خمس حالات عقم. والأزواجُ الذين يعانون من العقم غير المفسَّر، ولم تنجح معهم معالجات الخصوبة الأخرى، ربَّما تنجح معهم طريقةُ طفل الأنبوب.

والجدير بالذكر، أنه عددُ مرَّات إجراء طريقة التلقيح الاصطناعي “أطفال الأنابيب” يختلف تبعاً للأنظمة الصحِّية المطبَّقة في كلِّ دولة على حدة. وتنصح بعضُ الجهات المختصَّة الأزواجَ المؤهَّلين لإجراء هذه الطريقة، بالخضوع لما يصل إلى ثلاث عمليات تلقيح اصطناعي إذا كان سنُّ الزوجة يقع ما بين 23 و 39 عاماً.

ويقتضي التلقيحُ الاصطناعي الكثيرَ من المتطلَّبات بالنسبة للوقت والجسم والمشاعر، حيث يقول أحدُ الاختصاصيين: “طفل الأنبوب هو علاج طويل جداً، ومرهقٌ في كثيرٍ من الأحيان، حيث يُمكن للعملية الواحدة أن تستمرَّ لمدة سبعة أسابيع، وسيقوم الأزواج بزيارة مركز الخصوبة أكثرَ من مرَّة. ويمكن للأشخاص الذين أجروا تلقيحاً اصطناعياً أن يُصبحوا مكتئبين أو قلقين. عندما توجد مشاكل الخصوبة، يُمكنها أن تسيطرَ على حياة الأزواج فيما بينهم؛ لذا، ربَّما يكون من الصعب إيقاف حالة التوتُّر”.

ويتابع قائلاً: “ولكن هناك مجال كبير للمساعدة في هذا الأمر، حيث يجري إلزامُ جميع مراكز الخصوبة بتقديم المشورة للأشخاص المُقبِلين على إجراء عملية تلقيح اصطناعي”. وتجدر الإشارةُ هنا أيضاً إلى أنَّ تلقِّي الدعم والتواصل مع أشخاصٍ آخرين أجروا هذه العملية هو أمرٌ مفيد جداً، حسبما نشرت موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العربية للمحتوى الصحي.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق