واقفاً فى طابور شباك التذاكر بمحطة القطار منتظرا دوره فى هذا الازدحام كالذى ينتظر سماع نتيجته فى الثانوية العامه

مر من الوقت مايكفى لفعل الكثير من الاعمال وهو يحلم بالفوز بتذكره ليصل الى بلدته لقضاء اجازة العيد مع اهله …………. واخيرا انكمشت الارض على من عليها لتصل به الى فوهه مستديره فى قلب لوح من الزجاج يجلس خلفها الموظف ابو تكشيره معتاده
” عاوز تذكره بكره ف قطر الساعه 6 بالليل …. وكل سنه وانت طيب “
انكمشت حواجبه كالمقشه التى ملّت من كثرة لم الاتربه وتحولت عيناه الى كشافات من اللون الاحمر الصادر من قلم ليزر . ودون المحاوله للنظر للجهاز القابع امامه كان الرد
“مفيش حجز يا استاذ لحد تانى يوم العيد “
لملم نفسه وحاول ان يخرج من بين جيوش البشر المهاجمه لشباك ذلك الموظف اللعين مع اصدار بعض عبارات التضجر والسخط بصوت كان يذوب كـ سكر التموين فى كوب شاى على ميه بيضه
و اذا بيد تطرق ابواب كتفه من الخلف وكانها تستاذنه الدخول .
استدار براسه للخلف وفجاه تحوّل وجهه كسماء القاهره ليلة العيد تزينها الالوان والبلالين
” مش معقووووووووووول …………! انتى هنا …. انتى جيتى امتى ….. انتى رايحه فين اصلاً “
– ” انا عرفتَك من صوتك وانت بتزعق ومصدقتش نفسى ان انت هنا وانى هشوفَك بعد السنين دى كلها”
جذب كلاهما الاخر حتى خرجا من رحم هذا الازدحام كالتؤام يعافر الخروج الى نور الحياة
– ” انا فرحى رابع يوم العيد وكنت جايه بشترى فستان الفرح ومش لاقيه حجز على بكره “
غاب بعقله لبضع ثوان مسترجعا نفس اليوم الذى تقابل معها وقت ما كانت تجلس على الكرسى المجاور له فى القطار منذ 4 سنوات وكان عائداً الى بلدته لقضاء نفس اجازة العيد الذى ولى ولكن الذكرى والاعجاب الذى حدث ظل يسكن شريط ذكرياته سُكنة مستاجرى القانون القديم الذين لايرحلون ابداً … …. استفاق وهيا تناديه
– ” هيييييه انت مش معايا خالص “
” معاكى معاكى …… الف الف مبروك … طيب خلاص احنا نتقابل بكره على معاد القطر ونركب وان شاء الله نلاقى مكان “
– “تمام اوى .. الله يبارك فيك ….كل سنه وانت طيب “
” وانتى طيبه معلش من المفاجئه نسيت العيد خالص 🙂 “
وانتهى الحوار وذاب كل منهم فى طريقه كالثلج تتلاشى معال من حرارة الجو
ظل فى غفلته يتذكر الحوار الحالى والسابق من سنوات معها متناسيا انها اخبرته بموعد زفافها حتى ان عنف نفسه بشده
” برضه مخدتش رقمها ولا سالتها عن اسمها واكيد وسط الزحمه بكره مش هتشوفها …. الصدفه صعب تتكرر مرتين “