هل يحاسبنا الله تعالى على حديث النفوس؟؟؟؟
قال تعالى (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) سورة ق (الآية16)
قال بن كثير: يخبر تعالى عن قدرته على الإنسان بأنه خالقه وعلمه محيط بجميع أموره حتى إنه تعالى يعلم ما توسوس به نفوس بني آدم من الخير والشر
وقد يطرأ هنا سؤال وهو هل يحاسب الرب سبحانه وتعالى العبد على الخواطر التي تخطر فى ذهنه؟
والجواب هو أن الله لا يحاسب العبد على الخطرات التي تخطر بذهنه مالم يترجمها إلى أفعال والدليل على ذلك ماثبت في الصحيح :عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ
قَالَ قَتَادَةُ إِذَا طَلَّقَ فِي نَفْسِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ. رواه البخار
وروي في الصحيحين:عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه سبحانه وتعالى قَالَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً.رواه البخارى
ولكن ينبغي أن ينتبه لشئ مهم أن الرجوع عن فعل السيئة لابد أن يكون خوفا من الله تعالى ولا لشئ آخر فإذا تراجع عن فعلها خوفا من الله تعالى إستحق هنا الأجر من الله تعالى.
فهذا الحديث القدسي الجليل تتجلى فيه رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين في أبهى صورها لذلك قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه :شقي والله من غلبت سيئاته حسناته.
وفي هذا الحديث حض للمؤمن لكي يحسن نيته بأن تكون نيته دائما لفعل الأعمال الصالحة لإنهإن نوى فعل عمل صالح ثم منعه من ذلك عذر فإن الله تعالى برحمته سوف يكتب له هذاالعمل كاملا كأنه عمله لذلك كان الإمام مالك رحمه الله يقول: نية المرء خير منعمله.
وفائدة أخرى من هذه الآية هي قرب الله تعالى من عبده وإطلاعه على كل كبير وصغير من أفعاله وأقواله فينبغي أن يستشعر المسلم هذا القرب الإلهي الرهيب في سعى لفعل الخيرات وبقدر الإمكان إجتناب المنكرات.
هذه وقفات قليلات معآية من كتاب الله تعالى أسأل الله تعالى أن ينفعكم بها ولا يحرمني أجر نقلها وأسألهتبارك وتعالى أن يجمعني بكم في جنة عرضها السموات والأرض مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.