تعد دقة الملاحظة من المهارات المهمة في حياتنا,
إذ تعني بالضرورة جمع كم أكبر من المعلومات عن الأماكن, الأشخاص و الأحداث,
مما يزيد من خبرتنا الحياتية, و قدرتنا على التوقع و إصدار الأحكام المنطقية,
و المبنية على المعلومات التي حصدناها من خلال دقة الملاحظة, و مع أن البعض يتميز بهذه المهارة بشكل فطري, إلا أن البعض الأخر يفتقد إلى وجودها, و لكن ما يجب علينا معرفته, أن المهارات تكتسب بالتعلم و التمرين, لذلك نقدم لك بعض الإجراءات و التمارين التي قد تساعد في ذلك :

إن القراءة في مجالات معينة, مثل لغة الجسد, أو تلك الدراسات التي تبحث في ردود الفعل البشرية أو معاني الألوان و الأشكال, و بالمجمل أي من الكتب التي تبحث في العناصر الحسية مثل الشم, اللمس, البصر, و السمع, جميعها تحفز دقة الملاحظة لدينا, لأنه و بدون معرفة منا أو تخطيط, فإن وجود معلومة مخزنة في عقلك عن لغة الجسد مثلا, تجعلك و بشكل تلقائي تبحث عن تطبيقها فيمن هم حولك, و بالتالي ملاحظة حركات أجسام الأخرين, و سلوكهم, و كذلك بالنسبة لباقي المعلومات الأخرى, فأنت في جميع الأحوال تستخدم حواسك, و لكنك لا تسجل ما تدركه الحواس و ذلك لعدم ارتباطه المنطقي بالمعلومات المتوافره في الدماغ.
إجراء التدريب المستمر فمثلا, انظر لثواني معدودة إلى لوحة معلقة على الجدار, ثم اغمض عينيك, و حاول تذكر أدق تفاصيل هذه اللوحة, أسأل نفسك مجموعة أسئلة دقيقة عنها, و أكتشف بنفسك إذا كانت تلك المعلومات التي جمعتها بالنظرة الأولية قد كانت كافية للإجابة عن هذه الاسئلة, و فيما بعد ستصبح أكثر قدرة على ملاحظة التفاصيل بشكل تلقائي, و كرر هذه التمارين مع جميع الحواس الأخر.
مارس ألعاب الملاحظة المختلفة, مثل إيجاد الأشكال المختفية في الرسومات المختلفة.
خذ وقتا للتأمل أثناء وجودك في الأماكن العامة, و حاول مراقبة التفاصيل للأماكن و الأشخاص, و السلوكيات, فإن تسجيل التفاصيل بشكل متعمد, سيجعل عقلك قادر على ملاحظتها بشكل تلقائي بعد فترة.
حاول دائما إغلاق عينيك, و التركيز على التذكر أشياء أو أشخاص أو أحداث في الماضي, و تسأل عن التفاصيل الدقيقة في تلك المشاهد, حتى لو لم تتمكن من تذكر التفاصيل, فإنك قد نبهت دماغك إلى ماهية التفاصيل التي يجب أن يسجلها في المرات القادمة.