التوكل والتواكل ..هل تعرف الفرق بينهم؟؟!

قال تعالى:” الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل”

قال الرسول صلى الله علية وسلم : لو أنكم تتوكلون على الله حق توكل لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا”.


معنى التوكل: الاعتماد والالتجاء إلى الله بعد بذل الجهد والعمل واتخاذ بالأسباب.
أما التواكل: فهو على عكس التوكل أي الاعتماد على الله بدون بذل جهد والعمل.

فهم النبي وصحابته لمعنى التوكل:
لقد بين الني صلى الله عليه وسلم لأمته الفهم الصحيح لمعني التوكل وفقد رسم حياته صلى الله عليه وسلم كلها بالجد والعمل والجهاد المتواصل وان السيرة المباركة تروي لنا القصص الكثيرة عن توكله العظيم على الله تبارك وتعالى فانه لم يقدم على معركة إلا بعد أن يعد لها العدة من السلاح والرجال ثم يلتجئ إلى الله طالبا” النصر منه وهكذا كان في غزوة بدر عندما كان في عريشه يدعو الله تعالى أن جهز الجيش وأعد عدته يقول : ( اللهم أنجزك عهدك و وعدك الذي وعدتني للهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض).

ثمرات التوكل :

1-ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ: ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﺘﻮﻛﻠﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ)ﺍﻟﻤﺎﺋﺪﺓ
2-ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : (ﻭﻣﺎ ﺗﻮﻓﻴﻘﻲ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﺖ ﻭﺇﻟﻴﻪﺃﻧﻴﺐ)ﻫﻮﺩ
3-ﺍﻟﻨﺠﺎﺓ ﻣﻦ ﻓﺘﻨﺔ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺇﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻟﻪ ﺳﻠﻄﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺑﻬﻢ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﻥ )ﺍﻟﻨﺤﻞ
ﻭﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: ( ﺇﻧﻤﺎ ﺍﻟﻨﺠﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻴﻄﺎﻥ ﻟﻴﺤﺰﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺁﻣﻨﻮﺍ ﻭﻟﻴﺲ ﺑﻀﺎﺭﻫﻢ ﺷﻴﺌﺎ ﺇﻻ ﺑﺈﺫﻥﺍﻟﻠﻪ , ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻠﻴﺘﻮﻛﻞ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻮﻥ)ﺍﻟﻤﺠﺎﺩﻟﺔ
4-ﻣﺤﺒﺔ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭﺟﻞ:
ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺤﺐ ﺍﻟﻤﺘﻮﻛﻠﻴﻦ)ﺁﻝﻋﻤﺮﺍﻥ
5-ﺍﻟﻜﻔﺎﻳﻪ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻭﺟﻪ
ﻟﻘﻮله ﺗﻌﺎﻟﻰ: (ﻭﺗﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻛﻔﻰ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻛﻴﻼً)ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ
ﻭﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺄﻣﺮ ﻣﻮﻛﻠﻪ: (ﻭﻣﻦ ﻳﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻬﻮ ﺣﺴﺒﻪ) ﺍﻟﻄﻼﻕ , ﺃﻱ ﻛﺎﻓﻴﻪ
ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ:
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﻨﺎﺱ ﻛﻠﻬﻢ ﺃﻥ ﻳﺘﻮﻛﻠﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﺰ ﻭ ﺟﻞ ﻣﻊ ﺃﺧﺬﻫﻢ ﺑﺎﻷﺳﺒﺎﺏﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ، ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ: ﻧﺼﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ،ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﻋﺒﺎﺩﺓ ، ﻓﺎﻟﺘﻮﻛﻞﻫﻮ ﺍﻻﺳﺘﻌﺎﻧﺔ ﻭ ﺍﻹﻧﺎﺑﺔ ﻫﻲ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ، ﻭﻗﺎﻝ ﺃﻳﻀﺎً : ﺍﻟﺘﻮﻛﻞ ﻣﻦ ﺃﻗﻮﻯ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻓﻊ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﺎ ﻻ ﻳﻄﻴﻖ ﻣﻦ ﺃﺫﻯ ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭ ﻇﻠﻤﻬﻢ ﻭ ﻋﺪﻭﺍﻧﻬﻢ


كما علينا أن نعرف أن هناك فرقاً بين التوكل والتواكل. فالتوكل هو الأخذ بالأسبابوالاجتهاد فيها ثم تفويض الأمر لله بعد ذلك ، أما التواكل فهو ترك الأخذ بالأسبابوإهمالها بدعوى التوكل على الله وقد أخطأ كثيرون حينما تركوا الأخذ بالأسباب وعولواعجزهم على التوكل وتذرعوا به فضيعوا الحقوق والواجبات لأنفسهم وعيالهم، والنبي صليالله عيه وسلم يقول : “كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت” (رواه أبو داود )
وقدحثنا النبي صلي الله عليه وسلم على الأخذ بالأسباب ، يدل على ذلك ما رواه الترمذيوغيره عن أنس رضي الله عنه قال : “قال رجل يا رسول الله: أعقلها وأتوكل أو أطلقهاوأتوكل ؟ فقال النبي صلي الله عليه وسلم : ” أعقلها وتوكل ” وروي أن عمر بن الخطابرضي الله عنه لقي ناساً من أرض اليمن تركوا العمل بالأسباب فقال لهم من أنتم ؟قالوا: نحن المتوكلون. قال: بل أنتم ؟ المتكلون ، إنما المتوكل من يلقي حبة في الأرضويتوكل على الله عز وجل.

وكان عمر رضي الله عنه يقول: يا معشر القراء ارفعوا رؤوسكمما أوضحالطريق ، فاستبقوا الخيرات ، ولا تكونوا كلاً على المسلمين ” أي اسعوا في طلب الرزقولا تمدوا أيديكم إلى أحد”.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كان أهل اليمنيحجون ولا يتزودون ويقولون: نحن المتوكلون ، فأنزل الله قوله تعالى: { وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }] البقرة : 197[
فلايجوز للمسلم أن يترك الأخذ بالأسباب بدعوى التوكل على الله.

تعليقات