فالأسماك والبرمائيات والزواحف والطيور وحتى اللبائن بما فيها الإنسان تملك ثلاث عيون
ونحن نجهل تماما مم يخص العين الثالثة
وقد يكون الكثير منا له العذر في عدم معرفة العين الثالثة
فهذه العين عند الإنسان تقع في أعماق المخ وهي محاطة بعظام صلبة من كل الاتجاهات
ولهذا فمن المتعذر رؤيتها وهي لا تسمى بالعين بل “بالغدة الصنوبرية”
وهذه العين السحرية صغيرة جدا ولا يزيد وزنها عند الإنسان عن 0.1 -0.2 جم
وهي في الإنسان أصغر منها في التماسيح أو الأصناف العملاقة من الزواحف التي تملك عشرات من العيون
,بل و مئات وكلما كان تركيب العيون بسيطا زاد عددها لدى الحيوان
وهناك حيوانات لها عين واحدة مثل مجذافيات الأرجل وهى من القشريات تسمى بالسيكلوبات وكم من العيون يجب أن تكون لدى الحيوان لكي يتمتع بأفضل رؤية ممكنة
هذا السؤال ليس بسيطا كما تتصور والإجابة عليه أيضا ليست بسيطة كما يبدو للوهله
سر جديد من أسرار العظمة الإلهية
اكتشف العلماء أن هذه العين تقوم بمهمة المحرر بالنسبة للحيوانات ذات الدم البارد التي لا تستطيع الحفاظ على درجة حرارية ثابتة لأجسامها
بل إن كل ما يمكنها أن تفعله هو تنظيم تلك الحرارة ضمن نطاق ضيق
وذلك باختفائها عن أشعة الشمس نهارا والهروب من الصقيع ليلا غير أن عملية الهروب
تلك سرعان ما تفقد جدواها إذا ما تعرض الحيوان لحرارة أو برودة مفرطة هنا تأتي أهمية العين الثالثة لتلعب دورها الفريد والإعجازي
الذي وجدت من اجله حيث تتحول إلى جهاز لقياس درجة حرارة الوسط المحيط
وتعطي إشارتها للحيوان بالابتعاد حسب حاجة الجسم للحرارة
وليست هذه هي المهمة الوحيدة للعين الثالثة فهي لدى البرمائيات تعمل على تنظيم لون البشرة فإذا وضعت الغضاريف في غرفة مظلمة
لمدة نصف ساعة يصبح لون بشرتها فاتحا بشكل ملحوظ وفي حالة خلع العين الثالثة لدى الغضروف
فإنه يفقد قابلية تغيير لونه–فضلا عن أن هذه العين تفرز هرمون الميلاتون الذي يؤدي بدوره إلى تفتح لون البشرة
أما بالنسبة لللبائن فإن العين الثالثة و بالرغم من كونها مطمورة في أعماق الجمجمة فإنها تعرف جيدا الفرق بين النور والظلام وقد بينت التجارب التي أجريت على الفئران التي وضعت لفترة طويلة في مكان شديد الضوء أن وزن الغدة الصنوبرية قد انخفض لحد كبير في حين أن مكوثها في الظلام لفترة طويلة لم يؤثر أبدا في وزن تلك الغدد
ولا تنحصر مهمة العين الثالثة في المشاركة في تغيير لون البشرة وفي التنظيم الحراري فحسب بل إن الدراسات المسهبة التي أجريت في هذا المجال أكدت أن العين الثالثة
في الإنسان قد تحولت إلى غدة كاملة ولكنها غير اعتيادية في نفس الوقت حيث انه من المستحيل العثور
في أي غدة غير هذه الخلايا النجمية التي هي في الحقيقة خلايا عصبية عادية تماما تنتشر بشكل واسع في نصفي كرة الدماغ
ولم يستطع العلماء حتى الآن تفسير سبب مثل هذا الترابط الوثيق بين الخلايا الغدية والعصبية((ويخلق ما لا تعلمون ))