هل سنرى جبريل عليه السلام يوم
القيامة..؟
القيامة..؟

الجواب :
الحمد لله
أما يوم القيامة ساعة الحشر ، يوم
تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديد :
تذهل كل مرضعة عما أرضعت ، وتضع كل ذات حمل حملها ، وترى الناس سكارى وما هم
بسكارى ولكن عذاب الله شديد :
فلا شك أن الملائكة
جميعا يأتون ليوم الفصل ،
جميعا يأتون ليوم الفصل ،
كما قال الله تعالى :
( هَلْ يَنْظُرُونَ
إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ
وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) البقرة/210 ،
إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ
وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ) البقرة/210 ،
وقال تعالى :
( كَلا إِذَا دُكَّتِ
الأرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ
يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ
الذِّكْرَى )
الأرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ
يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ
الذِّكْرَى )
الفجر/ 21 -23
وقال تعالى :
( يَوْمَ
يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ
لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) النبأ/38 .
يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ
لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ) النبأ/38 .
فالروح المذكور هنا هو جبريل ،
عليه السلام . قاله الشعبي وسيعد بن جبير والضحاك .
عليه السلام . قاله الشعبي وسيعد بن جبير والضحاك .
ينظر : تفسير ابن كثير (8/309) .
والقضية ليست في مجرد رؤية جبريل
أو الملائكة ، لكن على أي حال يكون العبد عند تلك الرؤية ؛
أو الملائكة ، لكن على أي حال يكون العبد عند تلك الرؤية ؛
فأما الكافر فشر حال
، تزيده ضيقا على ضيقه ، وسوءا على سوء حاله .
، تزيده ضيقا على ضيقه ، وسوءا على سوء حاله .
قال تعالى :
( يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا
مَحْجُورًا ) الفرقان/22.
الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا
مَحْجُورًا ) الفرقان/22.
قال ابن كثير رحمه الله :
” أي : هم لا يرون
الملائكة في يوم خير لهم ،
الملائكة في يوم خير لهم ،
بل يوم يرون
الملائكة لا بشرى يومئذ لهم ،
الملائكة لا بشرى يومئذ لهم ،
وذلك يَصْدُق على وقت
الاحتضار حين تبشرهم الملائكة بالنار وغضب الجبار،
الاحتضار حين تبشرهم الملائكة بالنار وغضب الجبار،
فتقول الملائكة
للكافر عند خروج روحه :
للكافر عند خروج روحه :
اخرجي أيتها النفس الخبيثة في
الجسد الخبيث ، اخرجي إلى سَموم وحَميم ، وظلِّ من يحموم . فتأبى الخروج وتتفرق في
البدن ، فيضربونه ،
الجسد الخبيث ، اخرجي إلى سَموم وحَميم ، وظلِّ من يحموم . فتأبى الخروج وتتفرق في
البدن ، فيضربونه ،
كما قال الله تعالى:
{ وَلَوْ تَرَى إِذْ
يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ
وَأَدْبَارَهُمْ } [ الأنفال : 50] …
يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ
وَأَدْبَارَهُمْ } [ الأنفال : 50] …
وهذا بخلاف حال المؤمنين في وقت
احتضارهم ،
احتضارهم ،
فإنهم يبشرون بالخيرات
وحصول المسرات ،
وحصول المسرات ،
قال الله تعالى :
{ إِنَّ الَّذِينَ
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ
أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلا
مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } [ فصلت : 30 -31] .
قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ
أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ
تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نزلا
مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ } [ فصلت : 30 -31] .
وفي الحديث الصحيح عن البراء بن
عازب:
عازب:
أن الملائكة تقول لروح المؤمن: “اخرجي
أيتها النفس الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير
غضبان …
أيتها النفس الطيبة في الجسد الطيب كنت تعمرينه ، اخرجي إلى روح وريحان ، ورب غير
غضبان …
وقال آخرون : بل المراد بقوله :
{ يَوْمَ يَرَوْنَ
الْمَلائِكَةَ } يعني : يوم القيامة .
الْمَلائِكَةَ } يعني : يوم القيامة .
قاله مجاهد والضحاك
وغيرهما .
وغيرهما .
ولا منافاة بين هذا وبين ما تقدم
،
،
فإن الملائكة في هذين اليومين ،
يوم الممات ويوم المعاد
يوم الممات ويوم المعاد
تتجلى للمؤمنين
وللكافرين ،
وللكافرين ،
فتبشر المؤمنين
بالرحمة والرضوان ،
بالرحمة والرضوان ،
وتخبر الكافرين
بالخيبة والخسران ، فلا بشرى يومئذ للمجرمين .
بالخيبة والخسران ، فلا بشرى يومئذ للمجرمين .
{ وَيَقُولُونَ
حِجْرًا مَحْجُورًا } أي :
حِجْرًا مَحْجُورًا } أي :
وتقول الملائكة
للكافرين حَرَام محرم عليكم الفلاح اليوم ” .
للكافرين حَرَام محرم عليكم الفلاح اليوم ” .
“تفسير ابن كثير” (6/102) .
وأما إذا تميز أهل الجنة من أهل
النار يوم العرض ،
النار يوم العرض ،
وسيق الذين اتقوا
ربهم إلى الجنة زمرا :
ربهم إلى الجنة زمرا :
فإنهم يرون كل ما
يسرهم ،
يسرهم ،
بما في ذلك الملائكة الذين
يسوقونهم إلى الجنة – سوق إكرام وإعزاز –
يسوقونهم إلى الجنة – سوق إكرام وإعزاز –
ويدخلون عليهم – إذا
دخلوها – من كل باب ،
دخلوها – من كل باب ،
ويسلمون عليهم ويهنئونهم ،
كما قال الله عز وجل :
( جَنَّاتُ عَدْنٍ
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد / 23 – 24
يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ
بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ) الرعد / 23 – 24
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
” أي : وتدخل عليهم
الملائكة من هاهنا وهاهنا للتهنئة بدخول الجنة ،
الملائكة من هاهنا وهاهنا للتهنئة بدخول الجنة ،
فعند دخولهم إياها تفد عليهم
الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام ،
والإقامة في دار السلام ، في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام ” انتهى .
الملائكة مسلمين مهنئين لهم بما حصل لهم من الله من التقريب والإنعام ،
والإقامة في دار السلام ، في جوار الصديقين والأنبياء والرسل الكرام ” انتهى .
“تفسير ابن كثير” (4 / 451)
.
.
والله تعالى أعلم .