لماذا قيد الإسلام تعدد الزوجات بأربع

تسأل : لماذا قيد الإسلام تعدد الزوجات بأربع لا
يزيد عليهن ؟

  
السؤال :
امرأة تود أن تعرف : لماذا قيد الإسلام تعدد الزوجات بأربع نساء
؟ ولماذا لم يقيده بثلاث ، أو اكثر ..
الجواب :
الحمد لله
أولا :
يجب على المسلم أن يسلم لحكم الله
كله ، أمره ونهيه ، على ما وافق رأيه أو خالفه ، وما ناسب هواه ، أو عانده ؛ فإن
تبين له وجه الحكمة – تحريما وتحليلا – : زاده إيمانا ، وتسليما. 
وإن لم يتبين له رضي به وسلم ، مع
يقينه أن الله تعالى ما شرع شيئا إلا لحكمة ، وأن هذه الحكمة قد تخفى على بعض
الناس ، وقد يعلم البعض بعضها .
قال تعالى : قال تعالى : ( فَلَا
وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ
لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )
النساء/ 65
وروى البخاري (321) ومسلم (335) عَنْ
مُعَاذَةَ، قَالَتْ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي
الصَّوْمَ، وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ. فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْتُ: لَسْتُ
بِحَرُورِيَّةٍ، وَلَكِنِّي أَسْأَلُ. قَالَتْ: (كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ،
فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ، وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ)
وينظر جواب السؤال رقم : (50330) 
ثانيا :
تعدد الزوجات قضية
فطرية متعارف عليها في جميع الأمم ، على اختلاف بينهم في التطبيق ، وحينما يحظر
القانون البشري تعدد الزوجات ، يتجه الناس إلى إقامة علاقات محرمة
خارج البيوت ، وكان تعدد الزوجات معروفا في الجاهلية فجاء الإسلام بما
يناسب الفطرة ، فهذب ما كان عليه الناس وقيده وحكمه بالشرائع.
ثالثا :
هذا تشريع إلهي ، والتشريع الإلهي
حكيم بذاته ، ولا يفتقر إلى معرفة المكلف وجه الحكمة فيه ، وعلى المكلف التسليم .
ومن حكم التشريع : الابتلاء ؛
فلما كان الناس على قبلة بيت المقدس أول الإسلام، نسخها الله ، وأمر بالتوجه إلى
البيت الحرام ، فأما المؤمنون الصادقون الموقنون فقالوا سمعنا وأطعنا، وأما
الكافرون والمنافقون الذين في قلوبهم ريب فقالوا : ( مَا وَلَّاهُمْ عَنْ
قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ) .
وفتح باب الجدل في مثل هذه
التساؤلات يورث التشكيك في الشريعة وأحكامها ، فيقول قائل : لماذا كانت
الصلوات خمس صلوات ولم تكن ستا ؟ ولماذا كانت صلاة الظهر أربع ركعات وليست ثمان ؟
ولماذا خص شهر رمضان بالصيام دون غيره ؟ فإن قيل لأنه أنزل فيه القرآن قيل ؟ لماذا أنزل
فيه القرآن خاصة ؟ لماذا لم ينزل في شهر حرام ، فإن الأشهر الحرم معظمة
؟ وهكذا بلا انتهاء ، إنما ينتهي عن هذا أصلا من قال : سمعنا وأطعنا .
وقد قال تعالى : ( وَمَا
جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ
الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ ) البقرة/ 143 ، فإذا جاء الأمر
مما أمر الله به أو نهى عنه قال سمعنا وأطعنا ، فإن ظهر له وجه الحكمة أو بعضها
زاده ذلك إيمانا وتسليما ، وإلا فهو على السمع والطاعة ؛ لأنه يعلم أن الله لا
يشرع شرعا إلا بحكمة بالغة .
قال الله تعالى : (آمَنَ
الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ
بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ
الْمَصِيرُ) البقرة/285 .
وقال تعالى : (وَمَا كَانَ
لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ
يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب/36
وينظر للفائدة جواب السؤال رقم :
(14022) 
والله تعالى أعلم .

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق