* بداية الحمل :
عند ظهور أعراض الحمل تشعر المرأة باكتئاب نفسي شديد بسبب التغيرات الهرمونية المصاحبة للحمل والتي يرافقها تغير في المزاج يؤدي إلى إثارة شهية المرأة الحامل للمأكولات الغريبة وهو ما يسمى بالوحم، ويكاد يقتصر على الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل وقليلا ما يمتد إلى أبعد من ذلك . وهذا يختلف من امرأة لأخرى ، فليس هناك وقتا محددا لزواله. ومع ما يسببه الوحم للمرأة الحامل من تضايق ومشقة وخاصة لمن يحملن لأول مرة، إلا أنه – في أغلب الحالات – لا يحمل أية مخاطر على صحة الحامل أو على صحة جنينها إلا في حالة واحدة وهي كثرة القيء وتكراره وعجز الحامل عن الأكل والشرب بكمية كافية مما يصيبها بالجفاف ونقصان الوزن وانخفاض الضغط وما يتلو ذلك من مضاعفات .
وفي مثل هذه الحالات على الحامل مراجعة المستشفى بشكل عاجل وقد يستدعي الأمر التنويم لمراقبة صحتها وتعويض سوائل الجسم وعلاج الجفاف.
* الوحم :
يعتبر الوحم كغيره من التغيرات الغير عادية التي تصاحب الحمل, وهو يحدث للكثير من النساء أثناء فترة الحمل, كالغثيان والقيء المتكرر، ومع أن الوحم تشتد أعراضه في ساعات الصباح الأولى إلا أنه قد يحدث في أي وقت من ساعات اليوم. كما تصاب بعض السيدات بنوبات من الصداع وتعاني أخريات الاكتئاب والحزن وحدة الطبع في حين تبتهج سيدات أخريات ويشعرن بالرضا والانشراح لان أملهن في الحمل قد تحقق .
* أنواع الوحم :
1/ كراهية بعض العادات والروائح :
فمثلا تلاحظ بعض السيدات المدخنات للسجائر أن رائحة التبغ أصبحت كريهة فيقلعن عن التدخين وهذا شئ مقبول لان التدخين يمكن أن يسبب أضرارا للجنين, وفي بعض الاحيان تكره رائحة زوجها، وتسئل نفسها كيف كنت اعيش مع هذا الشيئ صاحب هذه الرائحة الكريهة، وتشمئز بمجرد ان يلسمها او يقترب منها، وكرد فعل طبيعي من خوفها مما ستواجهه بدخولها مرحلة شاقة مخيفة، تبدء في الشعور بأن هذا الزوج الذي اخذها من احضان امها هو السبب، فتعامله بمنتهى الحدة، وفي اغلب الاحيان لا تعرف السبب الحقيقي لتغيرها المفاجئ، ولكن عقلها الباطن دائماً يرفضه ويلقي بالوم عليه.
2/ نفور من بعض الأطعمة :
وتشعر بعض السيدات باشمئزاز ونفور شديدين تجاه بعض الاطعمة واشتهاء لأنواع أخرى قد تبدو غريبة ومن الصعب الحصول عليها مثل المانجو الخضراء في غير موسمها.
3/ تناول الطعام وفقدان حاسة الشبع :
بعضهن يشعرن دائماً بالجوع وعدم امتلاء معدتهن مهما تناولى من طعام، لذا تجدهن كثيرات الاكل بدون شبع، مما يؤدي لتعرضهن للسمنة وزيادة الوزن.
4/ تناول أطعمة غير طبيعية :
عددا قليلا من النساء يتوحمن على أكل غير طبيعي لمواد غير غذائية فيشتهين تناول الطباشير أو الفحم مثلا وفي بعض الأحيان يقمن بمضغ هذه المواد ولكن لحسن الحظ إن هذه المواد لا تسبب أية أضرار خطيرة لان الجسم لا يمتصها, ولكنها قد تتلف الأسنان وقد تعوض امتصاص المواد الغذائية الضرورية مثل الحديد إذا تناولتها بكميات كبيرة.
* هناك بعض الأمور التي تساعد في التخلص من شدة الوحم :
– أكل وجبات صغيرة خلال ساعات اليوم لأن شدة امتلاء المعدة أو فراغها من الأكل يساعد على حدوث الغثيان.
– تجنب الأكلات الدسمة والثقيلة والمبهرة الحارة (الحريفة).
– تجنب الأكلات ذات الروائح التي تثير الغثيان وهذا يختلف من امرأة لأخرى.
– الإكثار من أكل النشويات والأطعمة المسلوقة والخضروات.
– أخذ وجبة من البسكويت المالح قليلا عند الشعور بالغثيان.
– عند الاستيقاظ من النوم ينصح بعدم الوقوف مباشرة بل الجلوس على طرف السرير لبضع دقائق. وتناول قطعة صغيرة من البسكويت الجاف.
ـ من الوصفات الشعبية القديمة التي أثبتت نجاحها:
(الكمون) يؤخذ الكمون وينقع مع قليل من الخل مدة يوم وليلة, ثم يجفف ويحمص ويؤكل كل يوم, فانة يقطع الشعور بالوحم.
(خل التفاح) لمنع القيء يملئ ملعقة من الخل مع ملئ كوب ماء ويمزج جيداً ثم يشرب على الريق صباحاً.
يعالج الوحام بشكل عام باللجوء الى الامور التالية:
1- على الحامل ان تشغل نفسها عن التفكير الدائم بالحمل بتسلية ما كزيارة الاصحاب او القراءة او مشاهدة التلفزيون.
2- عدم التفكير بالقيء او الغثيان قبل حدوثه.
3- ملازمة الفراش بعد الاستيقاظ ولا سيما بعد تناول الفطور لمدة ربع ساعة حتى لا تتشنج عضلات المعدة ويبدأ القيء ومن المفضل تناول فطور الصباح في السرير.
4- تجنب الزبدة والمواد الدهنية في وجبة الصباح والاكتفاء بشيء من الطعام الخفيف مثل العسل واللبن والكورن فلكس والفواكه الطازجة.
5- ابقاء المعدة مملوءة في معظم اوقات النهار وذلك بتناول وجبات قليلة من الطعام خلال النهار او بتناول شيء بسيط من البسكويت مع بعض جرعات قليلة من الحليب او الكاكاو او الشاي بين الوجبة والوجبة الأخرى اي في الساعة العاشرة قبل الظهر والساعة الرابعة بعد الظهر.
6- تناول الاطعمة الخفيفة عند الظهر مثل شوربة الخضار والسلطة والخبز الأسمر اما العشاء فيكون من اللحم الأحكر الطازج او المشوي على نار خفيفة مع قليل من الخضار او البطاطا المسلوقة او المشوية او سلطة الطماطم مع الخس. وقبل النوم بامكان الحامل أخد قطعة من الخبز او البسكويت العادي مع كوب من الحليب الفاتر او البارد او الكاكاو وعلى الحامل التي تعاني من الغثيان أن تعرف أن هذا البرنامج الغذائي هو مؤقت ويستعمل ختى يزول الغثيان والوحام وبعد ذلك يجب العودة الى الطعام العادي.
7- واخيراً ننصح الحامل بممارسة الرياضة البدنية والحركات الرياضية الخفيفة والقيام بنزهات نهارية ومسائية في الحدائق العامة وهذا كفيل بتهدئة الأعصاب وإراحة النفس وزيادة كمية الأكسجين في الدم.
إذا ما اتبعت الحامل هذه الارشادات بدقة فإنها تكفي في اغلب الاحيان لازالة عوارض الوحام اما اذا لم يتوقف الغثيان على الرغم من ذلك فيجب استشارة الطبيب.
من الممكن معالجة الوحام عند الضرورة بالعقاقير واهمها المسكنات العامة والمهدئات وهي تعطى على شكل حقن في العضل او حبوب تؤخد عن طريق الفم او تحاميل شرجية من بين هذه الأدوية على سبيل المثال النافيدوكسين او الفوغالين وهذه الأدوية هي من نوع المهدئات التي تسكن مناطق الهياج العصبي والنفسي في المخ والتي يصدر عنها الشعور بعوارض الوحام. وفي بعض الحالات الشديدة قد تعطى المريضة علاج الزوفران الذي لديه فعالية شديدة في ايقاف القيء.