خطورة انفجارات القنابل على المدى البعيد للمحاربين

اثبتت دِراسةٌ حديثةٌ أنَّ المُحاربين القُدامى، الذين تعرَّضوا إلى انفجاراتٍ بسبب القذائف والقنابل وأجهزة أخرى، قد يبقى لديهم ضررٌ في الدِّماغ حتى لو لم تظهر عليهم أعراضُ ذلك.

وضع باحِثون 45 جُندياً أمريكياً من المُحاربين القُدامى، الذين اشتركوا في حرب العِراق وأفغانستان، ضمن 3 مجمُوعاتٍ، اشتملت المجمُوعةُ الأولى على الذين تعرَّضوا إلى انفجاراتٍ وكانت لديهم أعراضُ إصابات رضِّية في الدِّماغ، بينما اشتملت المجمُوعةُ الثانية على الذين تعرَّضوا إلى انفجاراتٍ ولم تظهر عليهم إصاباتٌ رضِّية في الدِّماغ؛ وأخيراً المجموعة الثالثة التي اشتملت على الذين لم يتعرَّضوا إلى انفجارات.

استخدم الباحِثون التصويرَ المقطعي للتحرَّي عن الضَّرر في المادَّة البيضاء في الدِّماغ عند المُشاركين، إضافةً إلى اختبارات لتقييم قُدراتهم الذهنيَّة؛ ووجدوا أنَّ المُحاربين القُدامى، الذين تعرَّضوا إلى انفجاراتٍ ولكن من دون أعراض، كان ضَررُ الدِّماغ لديهم يُشبِهُ ضررَ الدِّماغ عند الذين لديهم إصاباتٌ رضيَّة في الدِّماغ.

قالَ الباحِثون إنَّ نتائجَ الدِّراسة تُشيرُ إلى أنَّ قِلََّة الأعراض بعدَ التعرُّض إلى الانفِجارات قد لا تُؤشِّرُ على مدى الضَّرر الذي أصاب الدِّماغ.

قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتُور راجيندرا مُوري، الأستاذ المُساعِد في طبِّ النَّفس والعُلوم السلوكية لدى كليَّة الطبّ في جامعة ديُوك في دورهام: “على نحوٍ مُشابه لما يحدُث في الإصابات الناجمة عن أنواع الرياضة، يفترضُ الأشخاصُ الذين يكونون على مقرُبة من مكان الانفجار أنَّه في حال عدم ظُهور أعراض واضحة لديهم، مثل فقدان الوَعي وتغيُّم الرُّؤية وآلام الرأس، لن يكون لديهم إصابةٌ في الدِّماغ”.

“تأتي أهميَّةُ نتائج دراستنا من أنَّها تُظهِرُ احتمالَ وُجود إصابة في الدِّماغ، حتى لو لم تظهر أعراضٌ على الشخص”.

قال مُعِدُّو الدِّراسة إنَّ النتائجَ تُظهِرُ حاجةَ الأطبَّاء، الذين يُعالِجون المُحاربين القُدامى، إلى أن يأخذوا في اعتبارهم تعرُّضَ المريض إلى الانفجارات، حتى بالنسبة إلى الذين لا تظهر عليهم أعراضُ إصابات رضيَّة في الدِّماغ؛ وأشاروا إلى دور تصوير الدِّماغ المقطعي في المُساعدة على التحرِّي عن الإصابات عند المرضى الذين ليس لديهم أعراض. ومن الجدير بالذِّكر أنَّ ارتِجاجَ الدِّماغ يُعدُّ أخفَّ شكلٍ من أشكال الإصابات الرَّضية في الدِّماغ.

كما نوَّه الباحِثون أيضاً إلى أنَّ نتائجَ دراستهم أوَّلية، وتحتاجُ إلى التحقُّق منها في دراسة أكبر.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق