اذا كان لديك قرارين ايهما ستختار

بينت احدث البحوث أنَّ معظم الاشخاص  يفضِّلون الخيارَ الأوَّل الذي يُطرح عليهم عند حاجتهم لاتخاذ قرارٍ سريع. فقد وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا أنَّ هذه الفكرةَ تكاد تنطبق على كلِّ شيء، ابتداءً من اختيار وجبة من قائمة الطعام في المطعم، مروراً باختيار كلِّية للدراسة فيها، وحتَّى اختيار موظَّف من بين عدَّة مرشَّحين.
ويقول الباحثون إنَّ هذه النتيجة التي توصَّلوا إليها قد يكون لها تطبيقات كثيرة على أرض الواقع؛ فعلى سبيل المثال، قد يحدِّد ذلك عددَ المنتجات التي ترغب شركة ما بتسويقها إلى المستهلكين. تقول المُعدَّة المُساعدة للدراسة، دانا كارني، الأستاذة المساعدة بقسم الإدارة في الجامعة: “إنَّ العناصر المُدرجة على أعلى اللوائح يكون لها نوعٌ من الأفضلية لدى من يودُّ الاختيار فيما بينها، مثل ترتيب المتسابقين في برامج اكتشاف المواهب، أو ترتيب الشركات التي ينصح بها أحد سماسرة البورصة، أو ترتيب الكلِّيات التي جرى قبولُ طالب ما فيها”. وتضيف قائلةً: “صادفنا في بحثنا مدراء شركات أو مدراء تسويق يرغبون بتطوير إستراتيجيات أعمالهم، وكانوا يدركون أنَّ كثيراً من الزبائن يفضِّلون العناصر الأولى التي يقع نظرُهم عليها”.

في التجربة الأولى، طُلب من أكثر من 120 مشتركاً أن يقدِّموا تقييمهم لثلاث مجموعات: مجموعة مندوبي مبيعات من فريقين مختلطين، وأخرى من فريقين من الذكور، وثالثة من فريقين من الإناث. وجرى تقديمُ المشاركين في الدراسة إلى كلِّ مجموعة على حدة، الواحدة تلو الأخرى. وبعدَ أن جرى التعارف، طُلب من المشاركين اتِّخاذ قرارٍ سريعٍ بالانضمام إلى إحدى المجموعات. وعقبَ ذلك، أخبر المشرفون على الدراسة المشاركين فيها أنَّهم بصدد شراء سيَّارة، وجرى تقديمُ مندوبَي المبيعات إليهم، الواحد تلوَ الآخر. ولدى سؤالهم عن الشخص الذي يفضِّلون شراءَ السيَّارة منه، فضَّل المشاركون الشخصَ الأوَّل الذي التقوا به من بين المندوبين.

وفي تجربةٍ أخرى، قام الباحثون باختبار مدى صحَّة نظريَّتهم حول تفضيلات الزبائن للمنتجات، فطلبوا من أكثر من 200 مسافر في إحدى محطَّات القطار أن يختاروا بسرعة بين قطعتين متشابهتين من العلكة. وهنا أيضاً اختار معظمُ المشاركين العلكةَ التي عُرضت عليهم أوَّلاً، وذلك عندما طُلب منهم اتِّخاذ القرار بسرعة. ثم قام الباحثون بتجربة ثالثة لاختبار نظريَّة “الأوَّل هو الأفضل” على مزيد من القرارات السلبية، فطلبوا من 31 مشاركاً أن يشاهدوا صوراً أمامية وجانبية لاثنين من المجرمين الذين يبلغان التاسعة والعشرين من عمريهما، وقد ارتكبوا الفعل الجرمي نفسه. ثمَّ طُلب من المشاركين في الدراسة اختيار أحد المجرمَين كي يجري إطلاقُ سراحه بكفالة. ومرَّةً أخرى، اختار المشاركون المجرمَ الأوَّل، وبدا لهم أنَّه الأحقُّ بإطلاق السراح. فسَّر الباحثون ذلك بأنَّ الناس يميلون بصورة عفوية إلى الخيارات التي تُطرح عليهم أوَّلاً عندما يكونون بصدد اتِّخاذ قراراتٍ سريعة. وعلى الرغم من أنَّ أسباباً منطقيةً قد تقف وراءَ اختيار البعض للخيارات الأولى التي تُطرح عليهم، إلاَّ أنَّ هذه الدراسةَ وجدت أنَّ العناصر الأولى تكون مفضَّلةً من دون سبب واضح، والذي قد يكون تطوُّراً بهدف التكيُّف
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق