طفلة عمرها 3 سنوات ترد الجميل لمنقذتها من السرطان.. فماذا فعلت؟!
لعبت طفلة في الثالثة من عمرها، كانت قد تعافت من السرطان، دور فتاة الزهور، في حفل زفاف المرأة التي كانت سبباً في شفائها.
وقبل أن تنجز الدور الشرفي في الشهر الماضي، قامت بالتدرب في غرفة المعيشة عليه، بحمل سلة صغيرة والمشي بها بين أثاث المنزل.
وفي يوم الزفاف قامت “سكيي سافرين ماكورميك” برمي بتلات الزهر على الأرض ونثرتها على الجانبين قبل أن تزرع خطواتها في الممر بين المدعوين.
ولم يكن أحد من الحضور في تلك اللحظات المؤثرة قادراً على الإمساك بدموعه في هذا المشهد العظيم.
مشهد لا ينسى
وقبل وقت ليس بالطويل، كان الأطباء يفترضون احتمال استمرار الطفلة سكيي على قيد الحياة بـ 10 بالمئة فقط.
وقد كانت مصابة بسرطان الطفولة وفي حاجة لزراعة نخاع عظمي، كي تنجو من المرض القاتل.
وحصلت على تبرع من شخص غريب عن عائلتها، وهي شابة تدعى هايدن هاتفيلد ريلاس، كانت قد دعيت فيما بعد لتكون زهرة يوم زفافها
الآن فإن كل الذين حضروا حفل الزفاف تقريباً يقولون إنهم لن ينسوا هذا المشهد في يوم العرس.
وقالت مصورة حفل الزفاف جيني برودواي: “لم تكن هناك عين لم تدمع في الغرفة.. كما يمكنك سماع تنهدات الناس بوضوح”.
من اليأس إلى الأمل
عندما كانت تبلغ من العمر أقل من سنة، فقد تم تشخيص سكيي بنوع نادر من السرطان يسمى سرطان الدم juvenile myelomonocytic وكان ذلك يتطلب عمليات نقل للدم والصفائح الدموية بشكل يومي تقريبًا.
وقد ظلت في المستشفى لمدة عشرة أشهر على الأقل، بسبب مضاعفات في العلاج، واحتاجت إلى زراعة نخاع العظام ولحسن الحظ تم الحصول على متبرع لها بتطابق تام.
وقالت والداتها تاليا سافرين ماكورميك إن ريلاس (26 عاماً) قامت بالتوقيع لتكون المتبرع لابنتها بنخاع العظام، التي كانت تعتقد أن التبرع أمر مهم في حياة الناس.
ولم تر الطفلة الشابة التي تبرعت لها منذ الجراحة التي أجريت في عام 2016 إلا قبيل يوم الزفاف، حيث يظل المتبرع في العادة مجهولًا.
ولكن كانت هناك أخبار أكثر فظاعة فقد طورت سكيي شكلًا ثانيًا من السرطان، وهو مرض اضطراب التكاثر الليمفاوي، الذي نشأ بعد الزراعة، حيث إن أقل من واحد بالمئة من متلقي زرع نخاع العظم يحصلون على نتيجة إيجابية.
وبدت فرص الطفلة في البقاء قاتمة، لكن بعد العلاج الكيمياوي والمزيد من زراعة نخاع العظم، عاد الأمل مرة أخرى.
وقالت ريلاس: “إنها مقاتلة مليئة بالشجاعة، ولديها أفضل موقف، وأعتقد أن الجميع يمكن أن يتعلموا شيئاً من طفلة في عمر ثلاث سنوات”.
رغبة في التواصل
بعد التبرع أرسلت الجهة المانحة رسالة إلى العائلة تبدي فيها المتبرعة رغبة في التواصل والتعرف عليهم.
ومن ثم بدأت علاقة بالبريد الإلكتروني تطورت إلى أرض الواقع، حيث كانت أسرة سكيي تعيش في كاليفورنيا في حين أن المتبرعة تعيش في ألاباما.
وفي عيد ميلاد سكيي، أرسلت لها رايلاس هدية مع دعوة لتخدم كزهرة في حفل زفافها وهو ما حصل لاحقاً.
وقالت والدة الطفلة: “لقد اندهشنا فعلاً من روعة هذه الشابة. وقد كانت ابنتي لا تزال تعيش تحت الأكسجين وكان من الصعب تنفيذ ما تطلبه”.
ولكن بعدها صارت الأمور على ما يرام وبات الأطباء أكثر إيجابية بشأنها، وقالوا إن الأمور ستكون حسنة.
صداقة وعاطفة
في بروفة الزواج كان اللقاء الأول بين الطفلة والمتبرعة صاحبة الزفاف، حيث تقدمت ريلاس وجثت على ركبتيها أمام سكيي وتعانقتا طويلًا، وطوال الليل كانتا مع بعضهما في ذلك اليوم في مشهد رائع ينمّ عن الحب والعاطفة الكبيرة.
وتقول الأم: “لقد تبادلت الاثنتان اتصالاً فورياً، وعلى الرغم من أن سكيي كانت أصغر من أن تعرف أن ريالاس ساعدت في إنقاذ حياتها، فإنها تدرك أنها شخص مميز”.
وتضيف الأم: “لقد سافرتُ إلى السنوات القادمة مع سكيي وأنا أتخيلها تكبر ومعها تنمو هذه العلاقة الجميلة مع هايدن ريلاس”.
وتشير الأم إلى أن كل شخص بإمكانه أن يساهم في التبرع بنخاع العظم ليرسم السعادة لدى آخرين “فالأمر ليس خارقاً”.
فيما قالت هايدن: “أشعر أنني سوف أرتبط بهذه الطفلة طوال حياتي.. إنها كل شيء بالنسبة لي. وفي نظري هي التي أنقذتني”.
وكانت هايدن تشير إلى الأيام التي سبقت تبرعها، حيث كانت قد غيّرت تخصصها في الدراسة، وكانت لم تكن تعرف ما الذي تريده بالضبط.
تقول: “شعرت وقتها بالضياع.. وكنت دائمًا أتصور أن التبرع بالدم والصفائح الدموية شيء مهم.. لذا عندما عرفت أن هناك من يحتاج لتبرع بنخاع العظم سارعت للتسجيل”.
وبعد عام من التسجيل ثبت أنها متطابقة مع سكيي، تقول: “هذا أعطاني دافعية للحياة من جديد.. وقد صار ذلك هدفي الأول في تلك اللحظة”.