تفسير حلم دار أو بيت أو منزل بحسب النابلسي:
هو زوجة الرجل التي يأوي إليها، ومنه يقال: دخل فلان بيته إذا تزوج. وربما دل بيته على جسمه، فإن قال: رأيت كأني بنيت بيتاً جديداً، فإن كان مريضاً صح جسمه، وإن لم يكن هناك مريض تزوج إن كان أعزب أو زوج إبنته وأدخلها أو اشترى سرية على قدر البيت.
ومن رأى أنه علا فوق بيت مجهول أصاب امرأة.
ومن رأى أنه حبس في بيت موثق، مقفل عليه باب، والبيت وسط البيوت، نال خيراً وعافية.
ومن رأى أنه احتمل بيتاً أو سار به احتمل مئونة امرأة.
ومن رأى أن بيته من ذهب أصابه حريق في بيته.
ومن رأى أنه يخرج من بيت صغير خرج من هم.
ومن رأى في داره بيتاً واسعاً مطيناً فإنه إمرأة صالحة، وإن كان البيت مجصصاً أو مبنياً بآجر فإنه إمرأة سليطة منافقة، وإن كان تحت البيت قبو فإنه رجل مكار، وإن كان من طين فإنه مكر في الدين، والبيت المظلم يدل على المرأة سيئة الخلق رديئة.
ومن رأى أنه دخل بيتاً مرشوشاً أصابه هم من إمرأته بقدر البلل وقدر الوحل ثم يصلح ويزول.
ومن رأى أنه يبني في بلد بيوتاً وحصوناً، فإن تزوج فيه ويولد له أولاد.
فإن رأى أن بيته أوسع مما كان، فإن الخير والخصب يتسعان عليه وذلك من قبل امرأته.
ومن رأى أنه يؤسس بيتاً جديداً أصابه غم كبير.
فإن رأى بيتاً جديداً مات عدوه.
وإن رأى بيته مظلماً سافر سفراً بعيداً من غير منفعة ولا سرور.
وإن رأى بيته مضيئاً سافر سفراً ولقي فيه خير.
ومن رأى أنه يهدم بيته يرث غيره ماله.
تفسير حلم دار أو بيت أو منزل بحسب إبن شاهين:
البيت المفرد يدل على المرأة.
ومن رأى بيتاً على عود فإنه يدل على زواج إمرأة ذات مروءة وعفاف وحمل مؤنتها على رقبته، وربما حبلت منه.
ومن رأى أنه دخل بيتاً جديداً فإنه يتزوج إمرأة ويحصل له مال وغنى.
ومن رأى أنه دخل بيتاً معموراً بالجص أو مبيضاً ولم يعرف صاحبه فإنه يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه هرب ودخل بيتاً وأغلق بابه والبيت متصل ببيوت فإنه يدل على الخلاص من الهم والغم، وإن كان مريضاً عوفي.
ومن رأى بيته هدم فإنه يحرز ماله هذا إذا كان عتيقاً.
ومن رأى أنه هدم بيت غيره فإنه حصول مال من الغير.
ومن رأى أنه سقط عليه بيت أو حائط فإنه يدل على حصول مال وافر.
وإن رأى أنه في بيت جديد فإنه يدل على الاستغناء، وإن كانت من فضة فإنه يتوب من الذنوب لقوله تعالى: " لمن يكفر بالرحمن لبيوته سقفاً من فضة ". وإن كان غنياً يزداد ماله.
ومن رأى أن بيته قد اتسع عما كان فإنه حصول نعم ومال وزيادة رزق، وإن رأى بخلاف ذلك فإنه ضده.
ومن رأى أن بيته منفرد ولا يوجد حوله بيت فإنه غير محمود.
ومن رأى أنه يرش بيته فإنه يعمل عملاً يحصل له نكد بسببه ولا خير في الرش إذا كان في البيوت.
ومن رأى أنه في بيت وهو يمنع من الخروج فإنه حصول خير وعاقبة محمودة.
ومن رأى أنه يعذب في بيت فإنه حصول فضل وخير ونعمة.
ومن رأى أنه في بيت مجهول لا يعرفه وسمع كلاماً ينكر مثله في اليقظة أو لم يفهم من ذلك شيئاً أو استدل به على الشر فإنه موته وذلك البيت قبره، وقيل إن البيت هو المرأة التي يأوي الرجل إليها فمهما رآه من زين أو شين يؤول عليها.
ومن رأى أنه علا فوق بيت مجهول وكان مرتفعاً جداً فإنه يصيب إمرأة بكراً، وإن كان عتيقاً فهو إمرأة ثيب.
ومن رأى أنه حمل بيتاً أو قلعة فإنه يتزوج إمرأة لها مؤنة شديدة.
ومن رأى بيت ماء فإنه يدل على اختلاء في حرام، وأما فعل الإنسان فيه فقد تقدم في فصول البول والغائط. وأما بيوت المطابيخ فتؤول بالسعي إلى اكتساب المعيشة وقوام الأمور.
وأما الكانون فإنه على وجهين: رئيس البيت وامرأة جليلة، وقيل الكانون قوام للبيت وانتظام أحوال جماعته، فمن رأى في ذلك زينا أو شيناً فيؤول عليهم، وقيل الكانون هو المرأة، فإن كان من جص فمن أهل بيت فيهم تكبر، وإن كان من الخشب فامرأة من أهل بيت فيهم نفاق، وإن كان من معدن من المعادن فالمرأة تنسب إلى ذلك المعدن.
ومن رأى أن كانوناً هدم فإنه زوال نعمة صاحب ذلك، وقيل ربما دل خراب الكانون على سفر أهله.
وأما التنور فيدل على ظهور الأمور وبناؤه نيل ولاية ونجاة من عدو لقوله تعالى: " وفار التنور " وربح للتاجر، وكذلك سجره.
وإن رأى كأن في دار السلطان تنورا وفيه رماد يدل على أنه يتزوج إمرأة لا خير فيها.
وأما الكير والكبول فقيل سلطان إلا إذا كان الكير من خشب فهو نقصان جاه وثبوت الأماكن ثبوت الأموال.
وأما الخزانة فتؤول بجامع الأموال وبالخازندار.
وأما الخلوة فهي محل الراحة وقيل سرية.
وأما البيوت المنسوبة للأمراء كالطشتخانات والفرشخانات وما أشبه ذلك فإن كل بيت منها يؤول على أربابه من الخدم فما رؤى من ذلك جميعه من زين أو شين يعبر على ما يقتضيه التعبير فيهم.
رؤيا الدار
من رأى أنه دخل داراً مجهولة ولم يعرف سكانها ورأى فيها أمواتاً فإن ذلك يدل على إنها دار الآخرة والداخل المقيم فيها يدل على قرب أجله.
ومن رأى أنه خرج منها فإنه يمرض مرضاً شديداً ويعافى.
ومن رأى أنه دخل داراً معروفة يكون بناؤها بالطين واللبن فإن ذلك يدل على طلب الرزق الحلال، وإن كان بناؤها من آجر وجص فإنه دليل على طلب مال حرام.
ومن رأى أنه خرج منها فإنه يتوب عن الحرام.
ومن رأى أنه سقط من الدار سقفها أو سطحها أو من جدارها أو احترق فإنه وقوع مصيبة في داره.
ومن رأى أن أرض الدار قد كبرت واتسعت فإنه دليل على حصول نعمة وافرة، وإن كان بخلاف ذلك فبضده.
ومن رأى أنه يجول في داراً عتيقة فإنه تتسع عليه الأرزاق وتفتح له الأبواب ويحصل له وفور السرور.
ومن رأى أنه دخل داراً جديدة، فإن كان غنياً يزداد ماله، وإن كان فقير يستغنى وقيل وسط الدار دليل على البنت والأخت فما رؤى من ذلك من زين أو شين فإنه يؤول في ذلك وصفة الدار دليل على الوالدة والوالد.
ومن رأى أنه دخل داراً وهي ملكه فإنه يرزق بنسل وكلما كانت متسعة جديدة كانت زيادة في الرزق والدين.
وقيل رؤيا الدار وهي حسنة تدل على الصحة والسلامة وطول عمر الوالد والوالدة وقيل تزوج بامرأة حسنة موافقة وأمن من الفزع والجزع، وربما كان غنى وحصول ولاية.
وبالمجمل فإن رؤيا الدار تؤول على ثمانية أوجه: إمرأة وزوج وغنى وأمن وطيب عيش ومال وولاية وعز وحمل أمانة.
أما رؤيا الدار المعروفة البناء إذا كانت متصلة بالدور فإصابة دنيا بقدر حسنها، فإن كانت من لبن وطين فهي حلال، وإن كانت آجراً وجصاً فهي حرام، وربما أنه يعمل سوءاً فليتق الله تعالى، وإن كانت الدار مجصصة وبها مريض دل على موته، وإن كانت من لبن وطين أصابه هم.
وأما رؤيا الدار المجهولة البناء والموضع والأصل إذا انفردت عن الدور فهي دار الآخرة فليعتبر الرائي ذلك وليعتبر حالته، وإن دخلها وخرج منها فإنه يشرف على الموت ثم ينجو، وإن لم يخرج منها دل على الموت.
ومن رأى فيها سعة وزينة يدل على حسن حاله أو يفارق الدنيا وسعة الدار المعروفة صفاء العيش.
ومن رأى أنه دخل داراً جديدة فتأويلها كما تقدم إن يكن يصلح لشيء من ذلك وإلا خرجت الرؤيا لصاحبها سواء كان مالكاً أو ساكناً.
ومن رأى أنه ينظر إلى قصر أو دخله فإنه يتزوج بامرأة حسنة، وكذلك النظر إلى الدور.
ومن رأى أن في داخل الدار حدثاً أو في الأبواب فإنه حادث شيء في النساء.
ومن رأى أن داره لا تشبه الدور فإنه يملك مالاً ويظهر ذلك عليه.
ومن رأى أنه يبني داراً فإنه يستفيد دنيا تحصيلها بقدر فراغ البناء، وإن كان مريضاً فربما دل على موته.
ومن رأى أنه خارج من دار وهو صامت لم يتكلم مع أحد دل على موته، وقيل الدخول في الدار أمن على أي وجه كان كما تقدم للمتقدمين من الكتابة على الدور، وأنشد بعض الشعراء:
هذه الدار أضاءت بهجة... وتجلت فرحاً للناظرينا
كتب السعد على أبوابها... ادخلوها بسلام آمنينا
ومن رأى أن في داره عين ماء تجرى فإنها عيون باكية على موت أعزاء أهلها والبلل في الدار هم وحزن، وكذلك الاتساخ والندوة.
ومن رأى أن داره طريق يسلكه الناس فحصول مصيبة عظيمة.
ومن رأى بناء دار جديدة دل على موت قريب من أقربائه.
وإن رأى أنه يوسع داراً أصابه غم وهدم دار الإمام الأعظم حصول إنثلام في ثغور المسلمين وهدم الدار على أي وجه كان صوت صائل.
تفسير حلم دار أو بيت أو منزل بحسب موسوعة ميلر:
إذا حلمت بزيارة بيتك القديم فسوف تسمع أنباء حسنة تبتهج بها.
إذا رأيت بيتك القديم في حالة خراب فإن هذا يحذرك من مرض أو موت أحد أقربائك. بالنسبة للفتاة هذا الحلم حلم حزن. سوف تفقد صديقاً عزيزاً.
إذا ذهبت إلى بيتك ووجدت كل شيء مريحاً ومبهجاً فإن هذا يعني انسجاماً في الحياة المنزلية الحالية ونتائج مقنعة في العمل.
إذا حلمت ببناء بيت أو منزل فسوف تحدث تغييرات حكيمة في شؤونك الحالية.
إذا حلمت أنك تملك بيتا أو منزلاً أنيقاً فإن هذا يعني أنك سوف تترك منزلك قريباً إلى منزل أفضل منه وسف يكون الحظ لطيفاً معك.
وتعني البيوت أو المنازل القديمة والخربة فشلاً في العمل أو في أي مجهود، كما تعني انحرافاً في الصحة.
تفسير حلم دار أو بيت أو منزل بحسب إبن سيرين:
الدار: هي دالة على أربابها، فما نزل بها من هدم أو ضيق أو سعة أو خير أو شر، عاد ذلك على أهلها وأربابها وسكانها.
والحيطان رجال، والسقوف نساء، لأنّ الرجال قوامون على النساء، لكونها من فوقها، ودفعها للاسواء عنها، فهي كالقوام، فما تأكدت دلالته رجع إليه وعمل عليه.
وتدل دار الرجل على جسمه وتقسيمه وذاته، لأنّه يعرف بها وتعرف به، فهي مجده وذكره واسمه وسترة أهله، وربما دلت على ماله الذي به قوامه، وربما دلت على ثوبه لدخوله فيه، فإذا كانت جسمه، كان بابها وجهه، وإذا كانت زوجته، كان بابها فرجه، وإذا كانت دنياه وماله، كان بابها الباب الذي يتسبب فيه ومعيشته، وإذا كانت ثوبه، كان بابها طوقه.
وقد يدل الباب إذا انفرد على رب الدار، وقد يدل عليه منه الفرد الذي يفتح ويغلق، والفرد الآخر على زوجته الذي يعانقها في الليل، وينصرف عنها في الدخول والخروج بالنهار، ويستدل فيها على الذكر والأنثى بالشكل والغلق، فالذي فيه الغلق هو الذكر، والذي فيه العروة هو الأنثى زوجته، لأنّ القفل الداخل في العروة ذكر، ومجموع الشكل إذا انفلق كالزوجين، وربما دلا على ولدي صاحب الدار ذكر وأنثى، وعلى الأخوين والشريكين في ملك الدار.
وأما اسكفة الباب ودوراته وكل ما يدخل فيه منه لسان، فذاك على الزوجة والخادم، وأما قوائمه، فربما دلت على الأولاد الذكران أو العبيد والأخوة والأعوان. وأما قوائمه وحلقة الباب، فتدل على إذن صاحبه وعلى حاجبه وخادمه، فمن رأى شيئاً من ذلك نقصاً أو حدوثاً أو زيادة أو جدة، عاد ذلك على المضاف إليه بزيادة الأدلة وشواهد اليقظة.
وأما الدار المجهولة سوى المعروفة، فهي دار الآخرة، لأنّ الله تعالى سماها داراً فقال: "وتلكَ الدّارُ الآخِرة".
وكذلك إن كانت معروفة لها اسم، تدل على الآخرة، كدار عقبة أو دار السلام، فمن رأى نفسه فيها وكان مريضاً، أفضى إليها سالماً معافى من فتن الدنيا وشرها، وإن كان غير مريض، فهي له بشارة، على قدر عمله.
من حج أو جهاد أو زهد أو عبادة أو علم أو صدقة أو صلة أو صبر على مصيبة، يستدل على ما أوصله إليها، وعلى الذي من أجله بشر به زيادة الرؤيا وشواهد اليقظة، فإن رأى معه في المنام كتباً يتعلمها فيها، فعلمه أداه إليها.
وإن كان فيها مصلياً، فبصلاته نالها، وإن كان معه فرسه وسيفه، فبجهاده بلغها، ثم على المعنى، وأما اليقظة، فينظر إلى أشهر أعمالها عند نفسه وأقربها بمنامه من سائر طاعاته، إن كانت كثيرة ففيها كانت البشارة في المنام.
وأما من بنى داراً غير داره في مكان معروف أو مجهول، فانظر إلى حاله، فإن كان مريضاً أو عنده مريض، فذلك قبره، وإن لم يكن شيء من ذلك، فهي دنيا يفيدها إن كانت في مكان معروف، فإن بناها باللبن والطين، كان حلالاً وإن كانت بالآجر والجص والكلس، كانت حراماً من أجلِ النار التي توقد على عمله.
وإن كان بناؤه الدار في مكان مجهول ولم يكن مريضاً، فإن كانت باللبن فه وعمل صالح يعمله للآخرة، أو قد عمله.
وإن كانت بالآجر، فهي أعمال مكروهة يندم في الآخرة عليها، إلا أن يعود إلى هدمها في المنام، فإنّه يتوب منها، وأما الدار المجهولة البناء والتربة والموضع والأهل المنفردة عن الدور، ولا سيما إن رأى فيها موتى يعرفهم، فهي دار الآخرة.
فمن رأى أنّه دخلها، فإنّه يموت إن لم يخرج منها، فإن دخلها وخرج منها، فإنّه يشرف على الموت ثم ينجو.
ومن رأى أنّه دخل داراً جديدة كاملة المرافق وكانت بين الدور في موضع معروف، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان مهموماً فرجِ عنه، وإن كان عاصياً تاب، وعلى قدر حسنها وسعتها، إن كان لا يعرف لها صاحباَ، فإن كان لها صاحب، فهي لصاحبها، وإن كانت مطينة، كان ذلك حلالاً، وإن كانت مجصصة كانت ذلك حراماً.
ولسعة الدار سعة دنياه وسخاؤه، وضيقها ضيق دنياه وبخله، وجدتها تجديد عمله، وتطيينها دينه، وأما إحكامها فإحكام تدبيره، ومرمتها سروره، والدار من حديد طول عمر صاحبها ودولته.
ومن خرج من داره غضبان، فإنّه يحبس، لقوله تعالى: "وذا النوِن إذ ذهب مغاضبا".
فإن رأى أنّه دخل دار جاره، فإنّه يدخل في سره. وإن كان فاسقاً فإنّه يخونه في امرأته ومعيشته.
وبناء الدار للعزب امرأة مرتفعة يتزوجها، ومن رأى داراً من بعيد نال دنيا بعيدة، فإن دخلها وهي من بناء وطين ولم تكن منفردة عن البيوت والدور، فإنّه دنيا يصيبها حلالاً.
ومن رأى خروجه من الأبنية مقهوراً أو متحولاً، فهو خروجه من دنياه أو مما يملك على قدر ما يدل عليه وجه خروجه.
حكي أن رجلاً من أهل اليمن أتى معبراً فقال: رأيت كأني في دار لي عتيقة فانهدمت علي. فقال: تجد ميراثاً، فلم يلبث أن مات ذو قرابة فورثه ستة آلاف درهم. ورأى آخر كأنه جالس على سطح دار من قوارير، وقد سقط منه عريان فقص رؤياه على معبر فقال: تتزوج امرأة من دار الملك جميلة ولكنها تموت عاجلاً، فكان كذلك.
وبيوت الدار نساء صاحبها، والطرز والرقاق رجال، والشرفات للدار شرف الدنيا ورياسة، وخزانها أمناؤه على ماله من أهل داره، وصحتها وسط دولة دنياه، وسطحها اسمه، ورفعته، والدار للإمام العدل ثغر من ثغور المسلمين، وهدم دار الملك المتعزز نقص في سلطانه. وكون الرجل على سطح مجهول نيل رفعة واستعانة برجل رفيع الذكر، وطلب المعونة منه.
وقالت النصارى من رأى كأنّه يكنس داره أصابه غم أو مات فجأة، وقيل إنّ كنس الدار ذهاب الغم، والله أعلم بالصواب، وقيل إنّ هدم الدار موت صاحبها.
المطبخ: طباخة.
والأتون: أمر جليل على كل حال وسرور، فمن رأى أنه يبني أتوناً، فإنه ينال ولاية وسلطاناً، وإن لم يكن متحملاً، فإنه يشغل الناس بشيء عظيم.
والرحا والطاحون: تدل على معيشة صاحبها وحانوته وكل من يتعيش عنده أو كل من يخدمه ويصلح طعامه وينكحه من زوجة وأمة، وربما دلت على السفر لدورانها، وربما دلت على الوباء والحرب لسحقها، والعرب والشعراء كثيراً ما يعبرون بها عنهما فمن اشترى رحاً تزوج إن كان عازباً أو زوج إبنته أو إبنه أو اشترى خادماً للوطء أو للخدمة أو سافر إذا كان من أهل السفر، وإن كان فقيراً استفاد ما يكتفي به لأن الرحا لا يحتاج إليها إلا من عنده ما يطحنه فيها.
ومن رأى أنه نصب رحاً ليطحن فيها الناس على ماء أو بحر أو غيره، فإنه يفتح دكاناً أو حانوتاً إن لم يكن له حانوت ويدر فيها رزقه إن كان قد تعذر عليه أو جلس للناس بمساعدة سلطان لحكومة أو منفعة أو أمانة وكان له حس في الناس.
ومن رأى أنه تولى الطحين بيده، فإنه يتزوج أو يتسرى أو يجامع لأن الحجرين كالزوجين والقطب كالذكر والعصمة، وإن كانت بلا قطب كان الجماع حراماً وقد تكون امرأتين يتساحقان، فإن لم يكن عنده شيء من ذلك فلعله يتوسط العقد بين زوجين أو شريكين أو يسافر في طلب الرزق.
والرحا الكبيرة إذا رؤيت في وسط المدينة أو في الجوامع، فإن كانت بلد حرب كان حرباً سيما إن كانت تطحن ناراً أو صخراً، وإلا كانت طاحوناً سيما إن كان المطحون شعيراً معفوناً أو ماء وطيناً ولحماً هزيلاً، وقيل الرحا على الماء رجل يجري على يديه أموال كثيرة سائس للأمور، ومن التجأ إليه حسن جده رأى رحاً تدور در عليه خير بمقدار الدقيق، ومجرى الماء الذي يدخل إلى الرحا من جهة هذا المذكور، وربما كانت الرحا إذا دارت سفراً، فإن دارت بلا حنطة فهو شغب والرحا إذا دارت معوجة يغلو الطعام، ورحا اليد رجلان قاسيان شريكان لا يتهيأ لغيرهما إصلاحهما.
وحكي أن رجلاً رأى كأن رحا تدور بغير ماء فقص رؤياه على معبر، فقال: قد تقارب أجلك.
ورحا الرياح خصومة لا بقاء لها، وانكسار الرحا تدل على فرج صاحبها من الهموم، وقيل تدل على موت صاحبها.
ومن رأى له رحا تطحن أصاب خيراً من كد غيره، والرحا تدل على الحرب لقول العرب فيها رحا الحرب.
الآبار: أما بئر الدار فربما دلت على ربها لأنه قيمها، وربما دلت على زوجته لأنه يدل فيها دلوه وينزل فيها حبله في استخراج الماء وتحمل الماء في بطنها وهي مؤنثة، وإذا كان تأويلها رجلاً فماؤها ماله وعيشه الذي يجود به على أهله وكلما كثر خيره ما لم يفض في الدار فإذا فاض كان ذلك سره وكلامه وكلما قل ماؤه قل كسبه وضعف رزقه وكلما بعد غوره دل على بخله وشحه، وكلما قرب ماؤه من اليد دل ذلك على جوده وسخائه وقرب ما عنده وبذله لماله، وإذا كان البئر إمرأة فماؤه أيضاً مالها وجنينها فكلما قرب من اليد تدانت ولادتها، وإن فاض على وجه الأرض ولدته أو أسقطته، وربما دلت البئر على الخادم والعبد والدابة وعلى كل من يجود في أهله من نفع من بيع الماء وأسبابه أو من السفر ونحوه لأن البئر المجهولة ربما دلت على السفر لأن الدلاء تمضي فيها وتجيء وتسافر وترجع بمنزلة المسافرين الطالعين والنازلين، وربما دلت البئر المجهولة المبذولة في الطرقات المسبلة في الفلوات على الأسواق التي ينال منها كل من أتاها ما قدر له، ودلوه وحمله تشبثه بها، وربما دلت على البحر، وربما دلت على الحمام وعلى المسجد الذي يغسل فيه أوساخ المصلين، وربما دلت على العالم الذي يستقي العلم من عنده الذي يكشف الهموم، وربما دلت على الزانية المبذولة لمن مر بها وأرادها، وربما دلت على السجن والقبر لما جرى على يوسف في الجب، فمن رأى كأنه سقط في بئر مجهولة، فإن كان مريضاً مات، وإن كان في سفينة عطب وصار في الماء، وإن كان مسافراً في البر قطع من الطريق ومكر به وغدر في نفسه، وإن كان مخاصماً سجن وإلا دخل حماماً مكرهاً أو دخل دار زانية.
ومن رأى أنه استقى بالدلو من بئر مجهولة، فإن كان عنده حمل بشر عنه بغلام لقوله تعالى " فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام ". وإن كانت له بضاعة في البحر أو البر قدمت عليه أو وصلت إليه، وإن كان عنده عليل أفاق ونجا وخلص، وإن كان له مسجون نجا من السجن، وإن كان له مسافر قدم من سفره، فإن لم يكن شيء من ذلك وكان عازباً تزوج، وإلا توسل إلى سلطان أو حاكم في حاجته وتمت له، وكل ذلك إذا طلع دلوه سليماً مملوءاً، والعرب تقول: دلونا إليك بكذا أي توسلنا إليك، وإن لم يكن شيء من ذلك طلب علماً، فإن لم يلق به ذلك فالبئر سوقه واستقاؤه وتسببه فما أفاد من الماء أفاد مثله، وإن مجه أو أراقه أتلفه وأنفقه، قال الشاعر:
وما طلب المعيشة بالتمني... ولكن ألقي دلوك في الدلاء
تجيء بملئها طوراً وطوراً... تجيء بحمأة وقليل ماء
وقيل إذا رأى الرجل البئر فهي إمرأة ضاحكة مستبشرة، وإذا رأته إمرأة فهو رجل حسن الخلق.
ومن رأى أنه احتفر بئراً وفيها ماء تزوج إمرأة موسرة ومكر بها لأن الحفر مكر، فإن لم يكن فيها ماء، فإن المرأة لا مال لها، فإن شرب من مائها، فإنه يصيب مالاً من مكر إذا كان هو الذي احتفر وإلا فعلى يد من احتفر أو سميه أو عقبه بعده.
وإن رأى بئراً عتيقة في محلة أو دار أو قرية يستقي منها الصادرون أو الواردون بالحبل والدلو، فإن هناك إمرأة أو بعل إمرأة أو قيمها ينتفع به الناس في معايشهم ويكون له في ذلك ذكر حسن لمكان الحبل الذي يدلى به إلى الماء لقوله عز وجل " واعتصموا بحبل الله جميعاً ".
وإن رأى أن الماء فاض من تلك البئر فخرج منها، فإنه هم وحزن وبكاء في ذلك الموضع، فإن امتلأت ماء ولم يفض فلا بأس أن يلقى خير ذلك وشره.
وإن رأى أنه يحفر بئراً يسقي منها بستانه، فإنه يتناول دواء يجامع به أهله.
وإن رأى أن بئره فاضت أكثر مما سال فيها حتى دخل الماء البيوت، فإن يصيب مالاً يكون وبالاً عليه، فإن طرق لذلك حتى يخرج من الدار، فإنه ينجو من هم ويذهب من ماله بقدر ما يخرج من الدار.
ومن رأى أنه وقع في بئر فيها ماء كدر، فإنه يتصرف مع رجل سلطان جائر ويبتلي بكيده وظلمه، وإن كان الماء صافياً، فإنه يتصرف لرجل صالح يرضى به كفافاً.
وإن رأى أنه يهوي أو يرسل في بئر، فإنه يسافر.
والبئر إذا رآها الرجل في موضع مجهول وكان فيها ماء عذب، فإنها دنيا الرجل ويكون فيها مرزقاً طيب النفس طويل العمر بقدر الماء، وإن لم يكن فيها ماء فقد نفذ عمره، وانهدام البئر موت المرأة.
وإن رأى أن رجليه تدلتا في البئر، فإنه يمكر بماله كله أو يغضب، فإن نزل في بئر وبلغ نصفها وأذن فيها، فإنه سفر، وإذا بلغ طريقه نال رياسة وولاية أو ربحاً عن تجارة وبشارة، فإن سمع الأذان في نصف البئر عزل إن كان والياً وخسر إن كان تاجراً، وقيل من رأى بئراً في داره وأرضه، فإنه ينال سعة في معيشته ويسراً بعد عسر ومنفعة، وقيل من أصاب بئراً مطمورة أصاب مالاً مجموعاً.
والفرن: هو مكان معيشة صاحبه وغلته ومكسبه كحانوته وفدانه ومكان متجره لما يأوي إليه من الطعام وما يوقد فيه من النار النافعة وما يربى فيه من زكاة الحنطة المطحونة وريعها وطحن الدواب والأرحية وخدمتها، وربما دل على نفسه فما جرى عليه من خير أو شر أو زيادة أو نقص أو خلاء أو عمارة عاد عليه أو على مكان كسبه وغلته.
وأما الفرن المجهول فربما دل على دار السلطان ودار الحاكم لما فيه من وقيد النار، والنار سلطان يضر وينفع ولها كلام وألسنة، وأما العجين والحنطة التي تجيء إليه من كل مكان وكل دار فهي كالجبايات والمواريث التي تجبى إلى دار السلطان وإلى دار الحاكم ثم يردونها أرزاقاً.
والدواب كالأبناء والأعوان والوكلاء، وكذلك ألواح الخبز، وربما دل على السوق لأن أرزاق الخلق أيضاً تساق إليها ويكون فيها الربح كرماده المطحون والخسارة كنقص المخبوز والحرام والكلام للنار التي فيه فمن بعث بحنطة أو شعير إلى الفرن المجهول، فإن كان مريضاً مات ومضي بماله إلى القاضي، وإن لم يكن مريضاً وكان عليه عشر للسلطان أو كراء أو بقية من مغرم ونحو ذلك أدى ما عليه وإلا بعث بسلعة إلى السوق، فإن كان المطحون والمبعوث به إلى الفرن شعيراً أتاه في سلعته قريب من رأس ماله، وإن كانت حنطة ربح فيها ثلثاً للدينار أو ربعاً أو نصفاً على قدر زكاتها إن كان قد كالها أو وقع في ضميره شيء منها.
والمطمورة: تدل على الأم الكافلة الحاملة المربية لأن قوت الطفل في بطن أمه مكنوز بمنزلة الطعام في المطمورة يقتات منه صاحبه شيئاً بعد شيء حتى يفرغ أو يستغني عنه بغيره، وربما دلت المجهولة على رحبة الطعام جرت فيما تجري الحفائر فيه لأنها حفرة، فمن رأى مطمورة انهدمت أو ارتدمت، فإن كانت أمه عليلة هلكت، وإن كانت عنده حامل، خلصت وردم قبرها لأن قبر الحامل مفتوح إلا أن يأتي في الرؤيا ما يؤكد موتها فيكون ذلك دفنها، وإن لم يكن شيء من ذلك، فانظر، فإن كان عنده طعام فيها في اليقظة باعه وكان ما ردمت به من التراب والأزبال عوضه وهو ثمنه.
وإن رأى طعامه بعينه زبلاً أو تراباً رخص سعره وذهب فيه ماله، وإن لم يكن له فيها طعام ورآها مملوءة بالزبل أو التراب ملأها بالطعام عند رخصه، وإن كانت مملوءة بالطعام حملت زوجته إن كان فقيراً أو أمته، فإن كانت المطمورة مجهولة في جامع أو سماط أو عليها جمع من الناس وكان فيها طعام وهي ناقصة نقص من السعر في الرحبة بمقدار ما نقص من المطمورة، وإن فاضت وسالت والناس يفرقون منها ولا ينقصونها رخص السعر وكثر الطعام.
وإن رأى ناراً وقعت في الطعام كان في الطعام الذي فيها غلاء عظيم أو حادث من السلطان في الرحبة أو جراد أو حجر في الفدادين.
وإن رأى في طعامها تمراً أو سكراً، فإن السعر يغلو والجنس الذي فيها من الطعام يغلو على قدر ما فيها من الحلاوة في القلة والكثرة، فإن كان كقدر نصف طعامها فهو على النصف وإلا فعلى هذا المقدار، وأما من سقط في مطمورة أو حفير مجهولة فعلى ما تقدم في اعتبار السقوط في البئر.
والمعلف: عز لأنه لا يكون إلا لمن له الظهور والدواب، وقيل إنه إمرأة الرجل.
ومن رأى كأن في بيته معلفاً يعتلف عليه دابتان، فإنه يدل على تخليط في إمرأة مع رجلين إما إمرأته أو غيرها من أهل الدار.
وأما الجحر: في الأرض أو الحائط، فإنه الفم، فمن رأى جحراً خرج منه حيوان، فإنه فم يخرج منه كلام بمنزلة ذلك الحيوان وتأويله.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت جحراً ضيقاً خرج منه ثور عظيم، فقال: الجحر هو الفم تخرج منه الكلمة العظيمة ولا يستطيع العود إليه.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن يزيد بن المهلب عقد طاقاً بين داري ودراه، فقال: ألك أم قال نعم، قال: هل كانت أمة قال لا أدري فأتى الرجل أمه فاستخبرها، فقالت: صدق كنت أمة ليزيد بن المهلب ثم صرت إلى أبيك.
والسرب: كل حفيرة في الأرض مكر، فمن رأى أنه يحفر سرباً أو يحفر له غيره، فإنه يمكر مكراً أو يمكر به غيره.
وإن رأى أنه دخل فيه رجع ذلك المكر إليه دون غيره.
وإن رأى أنه دخله حتى استترت السماء عنه، فإنه تدخل بيته اللصوص ويسرقون أمتعة بيته، فإن كان مسافراً، فإنه يقطع عليه الطريق.
وإن رأى أنه توضأ في ذلك السرب وضوء صلاة أو اغتسل، فإنه يظفر بما سرق منه أو يعوض عاجلاً وتقر عينه لأنه يأخذ بتأويل الماء، وإن كان عليه دين قضاه الله تعالى.
وإن رأى أنه استخرج مما احتفره أو أحفر له ماء جارياً أو راكداً، فإن ذلك معيشة في مكر لمن احتفر.
الحفائر: دالة على المكر والخداع والشباك ودور الزناة والسجون والقيود والمراصد وأمثاله ذلك وأصل ذلك ما يحفر للسباع من الربا لتصطاد فيها إذا سقطت إليها.
الحمام: يدل على المرأة لحل الإزار عنده ويؤخذ الإنسان معه مع خروج عرقه كنزول نطفته في الرحم وهو كالفرج، وربما دل على دور أهل النار وأصحاب الشر والخصام والكلام كدور الزناة والسجون ودور الحكام والجباة لناره وظلمته أو جلبة أهله وحسن أبوابه وكثرة جريان الماء فيه، وربما دل على البحر والأسقام وعلى جهنم، فمن رأى نفسه في حمام أو رآه غيره فيه.
وإن رأى فيه ميتاً، فإنه في النار والحميم لأن جهنم أدراك وأبواب مختلفة وفيها الحميم والزمهرير.
وإن رأى مريض ذلك نظرت في حاله.
وإن رأى أنه خارج من بيت الحرارة إلى بيت الطهر وكانت علته في اليقظة حراً تجلت عنه، فمان اغتسل وخرج منه خرج سليماً، وإن كانت علته برداً تزايدت به وخيف عليه، فإن اغتسل مع ذلك ولبس بياضاً من الثياب خلاف عادته وركب مركوباً لا يليق به، فإن ذلك غسله وكفنه ونعشه، وإن كان ذلك في الشتاء خيف عليه الفالج.
وإن رأى أنه داخل في بيت الحرارة فعلى ضد ما تقدم في الخروج يجري الاعتبار ويكون البيت الأوسط لمن جلس فيه من المرضى دالاً على توسطه في علته حتى يدخل أو يخرج فإما نكسة أو إفاقة، وإن كان غير مريض وكانت له خصومة أو حاجة في دار حاكم أو سلطان أو جاب حكم له وعليه على قدر ما ناله في الحمام من شدة حرارته أو برده أو زلق أو رش، فإن لم يكن شيء من ذلك وكان الرجل عازباً تزوج أو حضر في وليمة أو جنازة وكان فيها من الجلبة أو الضوضاء والهموم والغموم كالذي يكون في الحمام وإلا ناله عنه سبب من مال الدنيا عند حاكم لما فيه من جريان الماء والعرق وهي أموال، وربما دل العرق خاصة على الهم والتعب والمرض مع غمه الحمام وحرارته، فإن كان فيه متجرداً من ثيابه فلأمر مع زوجته، ومن أجلها وناحيتها وناحية أهلها يجري عليه ما تؤذن الحمام به، فإن كان فيه بأثوابه فالأمر من ناحية أجنبية أو بعض المحرمات كالأم والابنة والأخت حتى تعتبر أحواله أيضاً وتنقل مراتبه ومقاماته وما لقيه أو يلقاه بتصرفه في الحمام وانتقاله فيه من مكان إلى مكان.
وإن رأى أنه دخله من قناة أو طاقة صغيرة في بابه أو كان فيه أسد أو سباع أو وحش أو غربان أو حيات، فإنه إمرأة يدخل إليها في زينة ويجتمع عندها مع أهل الشر والفجور من الناس، وقيل الحمام بيت أذى، ومن دخله أصابه هم لا بقاء له من قبل النساء.
والحمام اشتق من إسمه الحميم فهو حم والحم صهر أو قريب، فإن استعمل فيه ماء حاراً أصاب هماً من قبل النساء، وإن كان مغموماً ودخل الحمام خرج من غمه، فإن اتخذ في الحمام مجلساً، فإنه يفجر بامرأة ويشهر بأمره لأن الحمام موضع كشف العورة، فإن بنى حماماً، فإنه يأتي الفحشاء ويشنع عليه بذلك، فإن كان الحمام حاراً ليناً، فإن أهله وصهره وأقرباء نسائه موافقون مساعدون له مشفقون عليه، فإن كان بارداً، فإنه لا يخالطونه ولا ينتفع بهم، وإن كان شديد الحرارة، فإنه يكونون غلاظ الطباع لا يرى منهم سروراً لشدتهم، وقيل إن رأى أنه في البيت الحار، فإن رجلاً يخونه في إمرأته وهو يجهد أن يمنعه فلا يتهيأ له.
وإن رأى أن الحوض امتلأ وجرى الماء من البيت الحار إلى البيت الأوسط، فإنه يغضبه على امرأته، وإن كان الحمام منسوباً إلى غضارة الدنيا، فإن كان بارداً، فإن صاحب الرؤيا فقير قليل الكسب لا تصل يده إلى ما يريد، وإن كان حاراً ليناً واستطابه، فإن أموره تكون على محبة ويكون كسوباً صاحب دولة يرى فيه فرجاً وسروراً، وإن كان حاراً شديد الحرارة، فإنه يكون كسوباً ولا يكون له تدبير ولا يكون له عند الناس محمدة، وقيل من رأى أنه دخل حماماً فهو دليل الحمى النافض.
وإن رأى أنه شرب من البيت الحار ماء سخناً أو صب عليه أو اغتسل به على غير هيئة الغسل فهو هم وغم ومرض وفزع بقدر سخونة الماء، وإن شربه من البيت الأوسط فهي حمى صالبة، وإن شربة من البيت البارد فهو برسام.
وإن رأى أنه اغتسل بالماء الحار وأراد سفراً فلا يسافر، فإن كان مستجيراً بإنسان يطلب منفعته فليس عنده فرج لقوله تعالى " وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل ". فإذا اجتمع الحمام والاغتسال والنورة فخذ بالاغتسال والنورة ودع الحمام، فإن ذلك أقوى في التأويل.
وإن رأى في محله حماماً مجهولاً، فإن هناك إمرأة ينتابها الناس، وقيل من رأى كأنه يبني حماماً قضيت حاجته.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه زلق في الحمام فقصها على معبر، فقال: شدة تصيبك، فعرض له أنه زلق في الحمام، فانكسرت رجله.
والمبرز: امرأة، فإن كان واسعاً نظيفاً غير ظاهر الرائحة، فإن إمرأته حسنة المعاشرة ونظافته صلاحها وسعته طاعتها وقلة تفسده حسن بنائها، وإن كان ضيقاً مملوءاً عذرة لا يجد صاحبه منه مكاناً يقعد فيه، فإنها تكون ناشزة، وإن كانت رائحته سيئة، فإنها تكون سليطة وتشتهر بالسلاطة، وعمق بئرها تدبيرها وقيامها في أمورها، وإن نظر فيها فرأى فيها دماً، فإنه يأتي إمرأته وهي حائض.
وإن رأى بئرها قد امتلأت، فإنه تدبيرها ومنعها للرجل من النفقة الكبيرة مخافة التبذير.
وإن رأى بيده خشبة يحرك بها في البئر، فإن في بيته إمرأة مطلقة، فإن كانت البئر ممتلئة لا يخاف فورها، فإن إمرأته حبلى.
ومن رأى أنه جعل في مستراح، فإنه يمكر به، فإن أغلق عليه بابه، فإنه يموت، وقد تقدم في ذكر الكنيف والمبرز في أول الباب ما فيه كفاية.
البيوت: بيت الرجل زوجته المستورة في بيته التي يأوي إليها، ومنه يقال دخل فلان بيته، إذا تزوج، فيكنى عنها به لكونها فيه، ويكون بابه فرجها أو وجهها، ويكون المخدع والخزانة بكراً كابنته أو ربيبته لأنّها محجوبة، والرجل لا يسكنها.
وربما دل بيته على جسمه أيضاَ، وبيت الخدمة خادمه، ومخزن الحنطة والدته التي كانت سبب تعيشه باللبن للنمو والتربية، والكنيف يدل على الخادم المبذولة للكنس والغسل، وربما دل على الزوجة التي يخلو معها لقضاء حاجته خالياً من ولده وسائر أهله.
ونظر إنسان من كوة بيته يدل على مراقبة فرج زوجته أو دبرها، فما عاد على ذلك من نقص أو زراعة أو هدم أو إِصلاح، عاد إلى المنسوبة إليه، مثل أن يقول: رأيت كأني بنيت في داري بيتاً جديداً، فإن كان مريضاً أفاق وصح جسمه، وكذلك إن كان في داره مريض دل على صلاحه، إلا إن كان يكون عادته، دفن من مات له في داره، فإنّه يكون ذلك قبر المريض في الدار، سميا إن كان بناؤه إياه في مكان مستحيل، أو كان مع ذلك طلاء بالبياض، أو كان في الدار عند ذلك زهر أو رياحين، أو ما تدل عليه المصائب.
وإن لم يكن هناك مريض، تزوج إن كان عزباً، أو زوج ابنته وأدخلها عنده إن كانت كبيرة، أو اشترى سرية على قدر البيت وخطره.
ومنِ رأى أنّه يهدم داراً جديدة أصابه هم وشر.
ومن بنى داراً أو ابتاعها أصاب خيراً كثيراً.
ومن رأى أنه في بيت مجصص جديد مجهول مفرد عن البيوت، وكان مع ذلك كلام يدل على الشر، كان قبره.
ومن رأى أنّه حبس في بيت موثقاً مقفلاً عليه بابه، والبيت وسط البيوت، نال خيراً وعافية.
ومن رأى أنّه احتمل بيتاً أو سارية، احتمل مؤونة امرأة. فإن احتمله بيت أو سارية، احتملت امرأة مؤونته.
وباب البيت امرأة وكذلك اسكفته، ومن رأى أنّه يغلق باباً تزوج امرأة.
والأبواب المفتحة أبواب الرزق.
وأما الدهليز فخادم على يديه يجري الحل والعقد والأمر القوي.
ومن رأى أنّه دخل بيتاً وأغلق بابه على نفسه، فإنه يمتنع من معصية الله تعالى، لقوله تعالى: "وَغَلّقَت الأبْوَاب".
فإن رأى أنّه موثق منه مغلق الأبواب والبيت مبسوط، نال خيراً وعافية.
فإن رأى أن بيته من ذهب، أصابه حريق في بيته، ومن رأى أنّه يخرج من بيت ضيق، خرج من هم.
والبيت بلا سقف وقد طلعت فيه الشمس أو القمر، امرأة تتزوج هناك.
ومن رأى في داره بيتاً وسعاً مطيناً لم يكن فيه، فإنّها امرأة صالحة تزيد في تلك الدار.
فإن كان مجصصاً أو مبنياً بآجر، فإنّه امرأة سليطة منافقة. فإن كانت تحت البيت سرب، فهو رجل مكار. فإن كان من طين، فإنّه مكر في الدين.
والبيت المظلمِ امرأة سيئة الخلق رديئة، وإن رأته المرأة فرجل كذلك. فإن رأى أنّه دخل بيتاً مرشوشاَ، أصابه هم من امرأة بقدر البلل وقدر الوحل ثم يزول ويصلح.
فإن رأى أنّ بيته أوسع مما كان، فإنّ الخير والخصب يتسعان عليه وينال خيراً من قبل امرأة.
ومن رأى أنّه ينقش بيتاً أو يزوقه، وقع في البيت خصومة وجلبة.
والبيت المضيء دليل خير وحسن أخلاق المرأة.