يعتبر تشحيم السيارة من الأمور التي لا يتم التكلم عنها والتوسع بمجالها على الانترنت، والشحوم هي مادة هلامية جامدة أو شبه جامدة مكوّنة من إحدى مواد التشحيم أو اللزوجة (كالزيوت المعدنية أو التخليقية) ومن مواد مثخّنة أو حشوة، ووظيفة التشحيم هي المحافظة على أجزاء السيارة من الاحتكاك الناتج عن الحركة والتلامس الدائمين بين الأجزاء العاملة وفق منظومة العمل كاملة، ويتم تشحيم الأدوات في السيارة بواسطة ماكينة أو آلة خاصة بتشحيم السيارات.
نبذة عن تشحيم السيارة
الشحوم هي مادة هلامية جامدة أو شبه جامدة مكوّنة من إحدى مواد التشحيم أو اللزوجة (كالزيوت المعدنية أو التخليقية) ومن مواد مثخّنة أو حشوة، ذو أساس معدني أو عضوي ويتم استخدام هذا النوع من المواد في الأماكن التي لا يمكن استعمال الزيوت الخفيفة (منخفضة التركيز) فيها، ومن الأمثلة على ذلك التروس الصناعية والبكرات وغيرها، وكالزيت تماماً، يتم استخدام هذه المواد لتقليل الاحتكاك بين قطعتين أو أكثر قدر الإمكان وتتمثل مميزات وخصائص هذه المواد بأنها تحفظ نفسها لفترات طويلة أي أنه لا يلزم تغييرها بين الحين والآخر وتتميز أيضاً بسهولة الاستخدام وعدم التسرّب خلال العمل، إضافة إلى إلتصاق ممتاز.
يعد تآكل الأجزاء انهيار من الدرجة المتقدمة يصيب القطعة أو أجزاء منها نتيجة الاستعمال المتكرر والعملي والميكانيكي، ويحدث التآكل كنتيجة للاحتكاك الدائم والمستمر بين جسمين متحركين، ولا يتم احتساب أي درجة من التآكل على أنها انهيار فإن التآكل عملية طبيعية وحيوية لعمليات التشغيل ودوران جميع الأجزاء عن بعضها البعض.
الاحتكاك الزائد يسبب تآكل في المادة بدرجة أكبر من تلك المقبولة والمحسوبة هندسياً بحيث ينتج عن التآكل انهيار جزئي أو كلي للأجزاء ما يسبب خسائر قد تكون اقتصادية وقد تكون أكثر من ذلك على حسب المادة المتآكلة ودورها في عمل المنظومة، ويؤدي الأمر إلى تهالك قطع الغيار أيضاً وخسائر زمنية وضياع للوقت في تغييرها بالإضافة إلى أن الحرارة الناتجة عن التآكل هي طاقة مفقودة مهدرة لا يتم الاستفادة منها أبداً، وما نقوله هو أن حدوث تآكل يمثّل في أغلب الأحيان انهياراً في نظام العمل بالكامل.
إن وظيفة التشحيم هي المحافظة على أجزاء السيارة من الاحتكاك الناتج عن الحركة والتلامس الدائمين بين الأجزاء العاملة وفق منظومة العمل كاملة، ويتم تشحيم الأدوات في السيارة بواسطة ماكينة أو آلة خاصة بتشحيم السيارات، ونلفت النظر إلى أن عملية التشحيم تلعب دور مهم في عمل الآلات ولا يمكن عمل أي آلة من دون تشحيم أجزائها، فوظيفة التشحيم هو تسهيل عمل أجزاء المحرّك وإطالة عمرها الافتراضي عن طريق خلق وسط لزج بين القطعة والأخرى.
إن عملية التشحيم هي عملية تحدث لأجزاء السيارة منذ صناعتها في المصنع وكلّما كانت الآلة تتحمّل استهلاكاً وحملاً زائدين كلّما كانت عملية التشحيم ضرورية أكثر وأقرب من غيرها، ونرى هذا الأمر مع السيارات الرياضية على سبيل المثال فالمحرك وجميع أجزاء السيارة تكون تحت ضغط عمل هائل طوال فترة عملها وسيرها بسرعات فائقة، وعملية التشحيم هي أمر مهم وحيوي للتخلص من التشحيم القديم الذي غلب عليه الأوساخ والأتربة والقاذورات والشوائب وكل هذه الأمور تقلل من فعالية الشحم وتضر أجزاء السيارة.
فوائد تشحيم السيارة
من أجل الحفاظ لأطول فترة ممكنة على الأداء الأصلي المثالي للآلة، من الضروري الحفاظ عليها وإصلاحها ومتابعتها لمنع وقوع الحوادث، وضمان موثوقية الآلة وتحسين إنتاجيتها واقتصاديتها حتى، والحفاظ على معايير التشغيل التي تتوافق بشكل أفضل مع ظروف تشغيل الماكينة والتحقق منها بانتظام.
من أهم الأمور الواجب فحصها في السيارة بشكل كامل تجديد أو استبدال مواد التشحيم والقيام بفحص دوري للتأكد من وجود أي ضوضاء غير مرغوب فيها أو اهتزازات أو تغيرات غير معتادة في درجات الحرارة والعديد من الأمور الأخرى التي تدخل تحت سقف الفحص الدوري الكامل للسيارة. أما الشحوم، فهي مواد تدخل في العديد من منظومات التشغيل ولها العديد من الفوائد منها:
تخفيض الاحتكاك: حيث تشكّل الشحوم طبقة زيتية بين الجزء المتحرك والأجزاء الداخلية والخارجية لكتلة المحرك، تلك الطبقة من الشحوم يمكن أن تقلل أو تمنع احتكاك المعادن ببعضها البعض، مما يقلل بشكل واضح وكبير التآكل بين الأجزاء المحتكة ببعضها.
تبديد الحرارة: يمكن للشحوم أن تبدد الحرارة المتولدة الناتجة عن الاحتكاك.
امتصاص الصدمات والحد من الضوضاء: يمكن لزيوت التشحيم أن تمتص جزءاً من الطاقة ويمكنها أيضاً توزيع الحرارة من جزء واحد إلى عدة أجزاء وتوزيع الصدمات بين الأجزاء المتحركة على عدة أماكن الأمر الذي يخفف الحمل والضغط عن جزء واحد بعينه.
سد الثغرات: يمكن للشحوم أيضاً أن تمنع الغبار والأتربة والرطوبة وغير ذلك من التسرب إلى حجرة الاحتراق أو أماكن العمل الميكانيكي على وجه العموم.
مكافحة الصدأ ومكافحة التآكل: تقوم الشحوم بعمل جيد في مكافحة الصدأ، وتعمل كطبقة تمنع التآكل بين الأجزاء.
خصائص زيوت تشحيم السيارة
تعني كلمة شحوم ما يلي: مادة هلامية جامدة أو شبه جامدة يدخل في تكوينها أحد مواد التشحيم واللزوجة (مثل الزيوت التخليقية أو المعدنية) بالإضافة إلى حشوة أو مثخّن معدني أو عضوي، ويدخل استخدام هذه المادة ضمن الأماكن التي لا يمكن فيها استخدام مواد التشحيم الأخرى ذات التركيز البنيوي المنخفض (الزيوت)، كالمحامل الكبيرة والبكرات، والتروس الصناعية وما إلى ذلك، ويهدف استخدام هذه المواد للتقليل والحد من الاحتكاك بين قطعتين قدر الإمكان، كالزيت تماماً، ومن أهم فوائد استخدام الشحوم تقليل عدد مرات التزييت، وعدم حدوث تسربات أثناء العمل، والتصاق أفضل.
بالنسبة للشحوم التي تحتوي بمكونها على قاعدة صابونية الأساس فهي مؤلفة من ثلاثة مكوّنات رئيسية: المكوّن الأول هو الدهون (سواء دهون حيوانية أو دهون نباتية) إذ تمثّل نسبتها في العادة ما يتراوح بين 4 إلى 15 في المئة من إجمالي الشحم، أما المكوّن الثاني فهو المكوّن ذو الطبيعة القلوية، وتشتمل القلويات التي يتم استخدامها في صناعة الشحوم على الليثيوم والصوديوم والباريوم وهيدروكسيدات الكالسيوم والألومنيوم، وتشكّل نسبتها ما بين 1 إلى 3 في المئة من إجمالي الشحم، أما الجزء الثالث والأخير الذي يتكون منه الشحم فهو السائل، وقد يكون هذا السائل عبارة عن زيت ذو قاعدة معدنية أو خليط يتكون من الزيوت التخليقية، أو البولي جليكول أو خليط من عدة سوائل مختلفة، ويمكن أن تتكون الشحوم من أمور أكثر تعقيداً إذا تم استخدام مركّب معدني حيث أن صلابتها مكتسبة من مادة تتكون بالأساس من مركّب صابوني البنية، ويعود سبب تسميتها بالشحوم المعقّدة لهذا الأمر.
يتم استخدام هذه الشحوم المعقّدة عند درجة حرارة أكبر من درجة حرارة التشغيل لدى زيوت التشحيم التقليدية الغير معقدة بحوالي 38 درجة مئوية، ويعود سبب تصميم مواد التشحيم المعقدة لتحسين خاصية المقاومة التي يتميز فيها الشحم عند درجات حرارة عالية، ونذكر من بين أكثر أنواع زيوت التشحيم شيوعاً مركّب زيت تشحيم الليثيوم والكالسيوم والألمنيوم والباريوم.
نأتي الآن لذكر الخواص الفيزيائية والكيميائية للشحم:
نقطة الإسقاط: هي درجة الحرارة التي يتحول فيها الشحم من حالة صلبة تماماً إلى حالة سائلة، ويصبح في حالة سائلة تماماً مع ارتفاع درجة الحرارة.
اللون: يعتمد لون الشحوم بنسبة كبيرة على الزيوت الأساسية الموجودة في الشحم وعلى الصابون المصنوع منه ذاك الشحم وتلعب هذه الخاصية دوراً في مرغوبية الشحم وتفضيله دوناً عن غيره، إذ يظن بعض الناس أن لون الشحم كلما كان أخف كلما كان أفضل، وهذا الأمر ليس صحيحاً بكل تأكيد من الناحية العلمية.
الحشوة: تتم إضافة بعض المواد الأخرى للشحم بهدف الحصول على ميزات محددة في هذا الشحم، إما بشكل سائل أو صلب، وعلى سبيل المثال:
المواد التي تتم إضافتها لكي تتحمل الضغط الشديد، هي واحدة من أكثر أنواع زيوت التشحيم شيوعاً.
المقاومة الميكانيكية: يؤدي هذا النوع من الشحوم مقاومة أفضل في تحمّل الوظائف الميكانيكية، وفي حال تم اختيار نوع التشحيم الغير مناسب لتشحيم آلة ما، فإن مصيرها سيكون التلف وسوف يتفكك هيكلها ولن يكون بالمقدور إعادة تزييتها من جديد بنوع آخر بعد ذلك، وتلعب درجة الحرارة دوراً رئيسياً وحيوياً جداً في اختيار نوع الشحم، إذ أن درجة حرارة عمل شحم ما تختلف عن شحم آخر ويمثل هذا الأمر مؤشراً رئيسياً في اختيار الشحوم.
درجة حرارة التشغيل القصوى: هي أعلى درجة حرارة يمكن للشحم أن يؤدي عمله فيها وبشكل مستمر، إذ يجب اعتماد نوع الشحم بناء على نوع التشغيل وعلى درجة حرارة بيئة التشغيل.
عمر الخدمة: وتمثل الفترة الزمنية التي يجب فيها استبدال الشحم تبعاً لكيفية ونوع الاستعمال.
قدرة الضخ: أحد أهم الأمور التي ينظر إليها في الشحوم هي قدرة الضخ، ففي العديد من المصانع، يكون هنالك حاجة لضخ مواد التشحيم في حال تم التشغيل بشكل مستمر، وكنتيجة لذلك، يجب أن تكون مواد التشحيم لها قابلية للضخ مثل الزيت تماماً.
القدرة على الحفاظ على البنية عند تغير درجة الحرارة: عبارة عن قدرة الشحم على العمل بمرونة مع أخذ تغيرات درجة الحرارة باعتبار، ويطلق على هذه الخاصية أيضاً اسم “مرونة الشحم”، ويتغير التركيب الأصلي لبعض مواد التشحيم وتتحلل تماماً أيضاً عند الوصول إلى أقصى درجة حرارة تشغيل، ويجب استبدال الشحم بآخر جديد في هذه الحالة، ويطلق على هذه الشحوم اسم: الشحوم الغير مرنة.
مقاومة الضغط الميكانيكي العالي: إذ يتم وضع الشحوم كطبقة رقيقة بين جزأين متحركين ولا تسمح باصطكاكهما ببعضهم البعض.
وظائف زيوت تشحيم السيارات
إذا تمت المقارنة بين عدد مرات تغيير الشحم خلال فترة معينة مع عدد مرات تغيير الزيت خلال نفس الفترة ولنفس الآلة وبنفس الظروف فإن عدد مرات التشحيم بالشحم ستكون أقل، مما يؤدي إلى القليل من التكاليف والإصلاحات، وتعد هذه الخاصية بمثابة ميزة بعينها وخصوصاً في حال كان الوصول إلى الآلات صعباً. على سبيل المثال: المحركات التي تم تثبيتها على السقف والمحامل التي يتعذّر الوصول إليها أو الوصول إليها صعب وخطوط القيادة وما إلى ذلك.
تعمل الشحوم كحاجز يحد من دخول الغبار والأتربة إلى الآلات أو خروج مواد معينة من الآلات، وتتم عملية التشحيم باستخدام الشحوم في تنظيم القطع واستخدام أختام العمود المرفقي المختومة بالزيت مزيداً من الطاقة لأنها تقوم بالاحتكاك بشكل أكبر مع باقي القطع، كما أن الشحم يؤدي وظيفته بعملية إضافة اللزوجة لفترة أطول بالمقارنة مع الزيت، ويتم تصنيع بعض الشحوم بحيث تبقى مختومة في القطعة وبحيث يكون عمرها وعمر تلك القطعة عمراً واحداً، وحين يتم ترك أحد القطع من دون استعمال وتبدأ تخرج منها مادة الإلزاج المخصصة لها يتم استعمال الشحم لمنع تشكّل أي صدأ.
تقدّم مواد التشحيم أفضل أداء حين تعمل في الضغط العالي ودرجات الحرارة العالية وظروف التشغيل الصعبة والسرعات المنخفضة والصدمات المستمرة والمحامل التي يتم عكس دورانها المحوري بانتظام، وعند تصميم قميص الأسطوانة ومحامل الآلات، فإن الشحم يلعب دوراً أكثر فاعلية من الزيت، ويجعل العناصر المكونة له أكثر بساطة، وبشكل عام، فإن استخدام الزيت لهذا الغرض سيكون أمراً مكلفاً.
زيوت تشحيم السيارات
تنحصر معرفة أغلب الناس عن مواد التشحيم بأنها مواد يتم استهلاكها لصالح محركات السيارات فقط، وهذا صحيح جزئياً، فالزيوت والشحوم تم تصميمها في بادئ الأمر لتخدم عربات ووسائل النقل من سيارات وقطارات وغيرها، ولكن ما لا يعلمه الناس هو أن محركات السيارات لا تستهلك إلا مقداراً لا يتجاوز الـ 30 في المئة من اجمالي استهلاك الزيوت والشحوم حول العالم، أما المستهلك الأكبر الذي يعتمد على هذه الزيوت والشحوم فهو الآلات الثقيلة والمعدات الصناعية الضخمة التي تشغّل المصانع حول العالم.
على الرغم من أن الشحوم الحيوانية ليست من مكونات الشحوم التي نتحدث عنها إلا أن اسم (الحيوانات) مرتبط منذ القدم بمعدات التشحيم، فمنذ عصور الفراعنة كان الناس يمسحون عربات النقل بالشحوم ودهون الحيوانات لتحقيق تجربة فيزيائية أفضل فيها احتكاك أقل وسهولة أكثر في الحركة، وبالتالي تقليل التآكل، وتحسين الأداء وإطالة العمر الافتراضي للأداة في الخدمة.
من المرجّح أن أفضل وسائل التزييت والتشحيم كانت حيوانية المصدر وهذا هو سبب ربط اسم (الحيوانات) بالزيوت والشحوم حتى في أيامنا هذه، وقد استمر الحال في التزييت والتشحيم حتى زمن ليس ببعيد، حيث استطاع الإنسان أن يجد مصدراً أفضل وعملي أكثر من دهون الحيوانات، ألا وهو النفط المتفجر من باطن الأرض، حيث استخدمه الإنسان في اشتقاق الزيوت والشحوم بعد أن استطاع تفكيك خامة النفط وتكريره في القرن التاسع عشر الميلادي، واكتشف في النفط ومشتقاته مواد تبلي بلاء حسناً في عمليات التزييت والتشحيم وأطلق على تلك المواد اسم (زيوت الأساس)، وتم في ثلاثينيات القرن الماضي التوصّل إلى تقدّم كيميائي جعل من تعددية استخدام الزيوت والشحوم أمراً متاحاً وشائعاً وأصبحت الزيوت والشحوم قادرة على تأدية المهام المتعددة المطلوبة منها.
في غضون السبعين عاماً المنصرمين، أصبح مجال التشحيم والتزييت واسع الأفق بعد اكتشاف العديد والكثير من الأصناف والخلطات كيميائية التي جعلت من الزيوت والشحوم أدوات قادرة على إنجاز وظائف متعددة لا تنحصر في مجال واحد، وأصبح نوع المواد الكيميائية المضافة إلى زيوت وشحوم الأساس هي العامل الأقوى الذي يحدد نوع الخلطة النهائية ووظيفتها المحددة.
مع تقدم العلم والصناعة باتت الشحوم والزيوت أكثر من مجرد أدوات لتقليل الاحتكاك ومنع التآكل بين أجزاء الآلات وغيرها، بل توسّعت لتصبح اعتماديتها تشمل منع تسرّب الشوائب والأتربة ونقل الشوائب وتنقية المواد الملوثة الناتجة عن عملية الاحتراق والتشغيل وحماية المعدات من الصدأ وكتم أو تخفيف صوت الأجزاء المتحركة وغير ذلك الكثير، وبالتالي تعددت أنواع وصفات الزيوت والشحوم طبقاً للخدمة المطلوبة منها.
تلك الوظائف الحيوية التي تتطلب شحوماً وزيوتاً تعمل بكفاءة عالية ولفترات طويلة جعلت من الشحوم والزيوت ضيفاً مألوفاً لعالم المختبرات العلمية والتطويرية بحثاً عن أفضل الوسائل لتطويرها وإخضاعها لظروف العمل المختلفة والتأكد من قابليتها وإمكانية تحملها تلك الظروف بمختلف أنواعها، وتقوم الاختبارات الفيزيائية والكيميائية واختبارات الأداء الفعلي بعمليات تقييم متواصل.
تتكون كل الزيوت والشحوم من زيوت الأساس المستخلصة من النفط ومن المواد المضافة التي تختلف نوعيتها بحسب الخاصية والوظيفة المطلوبة منها، ونذكر منها ما يسمّى مثلاً بـ (مخفض درجات الإنصباب) وهو ما يجعل الزيت والشحم المنتج يتجمد عند درجات حرارة أقل من تلك التي يتجمد عندها غيره، ومن تلك المواد الكيميائية أيضاً ما يزيد من لزوجة الزيت، ومنه ما هو مصمم ليقاوم الرغوة ضمن الآلة التي تحتويه، ومنها ما هو مصمم ليزيد مقاومته للتأكسد والصدأ، ومنها ما يحد ويمنع من تآكل المعدّات، ومنها ما يشتت الرواسب والأوساخ.
تقوم الشركات المصنّعة للزيوت بإنتاج ما يقارب 500 منتج مختلف من الزيوت والشحوم المعبّئة في عبوات مختلفة ومواصفات متعددة لمهام متنوعة تكون مسجّلة بالعادة على العبوات الإنتاجية، ونذكر من أهم زيوت التشحيم: زيوت محركات الاحتراق الداخلي، ومحركات (الجيربوكس) ومحركات الدورة الثنائية وزيوت التوربينات وزيوت المكثفات والمبرّدات وآلات قطع المعادن، والزيوت الصناعية المختلفة بالإضافة إلى الزيوت البحرية وتلك الخاصة بالمعدّات والطائرات.
يقوم زيت التشحيم بتأدية مهمته على أكثر من مرحلة، وتلك المراحل هي كالتالي:
عند تشغيل المحرك: يجب أن يتمتع زيت المحرك بدرجة معينة من الكثافة تمكّنه من الوصول إلى أجزاء وأماكن حيوية في المحرك فور تشغيله، إذ أن معظم حالات التآكل في أجزاء المحرك تحدث فور تشغيل المحرك.
التزييت ومنع حدوث تآكل: بعد تشغيل المحرّك بلحظات، ينتشر الزيت في كافة أرجائه، وتكمن مهمته في منع تآكل أجزاء المحرّك بعضها ببعض، وهنا تلعب كثافة الزيت دوراً حيوياً أيضاً، ففي حال كانت كثافته دون المستوى المطلوب، زاد الاحتكاك والتآكل في المحرك.
الحماية ضد الصدأ: كل جالون من الوقود يحترق في المحرك ينتج عنه جالوناً كاملاً أو أكثر من الماء، وهنا يأتي دور حارق السيارة إذ يجب أن يتبخر معظم هذا الماء من خلاله، ولكن في الطقس البارد، لا تتم هذه العملية بأبهى صورة إذ يتبقى كمية من الماء داخل محرك دون تبخر فينتج عنها الصدأ، ووظيفة المواد الكيميائية التي تضاف إلى زيوت التشحيم هي تشكيل طبقة من الحماية العازلة لحماية أجزاء المحرك من الصدأ الذي قد ينتج عن الماء المتبقي.
الحفاظ على نظافة المحرك: لا تستطيع محركات البنزين أو الديزل أن تحرق كل كمية الوقود الموجودة للعديد من الأسباب، وقد تؤدي الكمية المتبقية الغير محترقة إلى حدوث تفاعلات كيميائية داخل المحرّك ينتج عنها شوائب وكربون وتبقى فيه، وبالإضافة إلى الماء الناتج عن الاحتراق والذي أشرنا إليه في وقت سابق، فإن مواد جديدة تنشأ وتترسب هناك، وتمنع أو تعيق مرور الزيت بانتظام داخل أجزاء المحرك في بعض الأحيان، الأمر الذي يسبب تصلّب أجزاء مهمة من المحرّك وتعطّلها نتيجة عدم مرور الزيت منها، ومن هنا نشأت فكرة الإضافات الكيميائية، التي تقوم بمهام تنظيف أجزاء المحرّك، لتفكيك وتفتيت مثل هذه الترسبات المؤذية.
منع تسخين المحرك: يشترك الزيت بعملية تبريد المحرّك بالإشتراك مع نظام التبريد الذي يقوم بتبريد 60% من أجزاء المحرك ويقوم زيت التشحيم بتبريد الباقي عندما يمر من خلاله.
تشحيم أبواب السيارة
تعتبر أبواب السيارة وحالتها دليل مباشر على حالة السيارة بشكل عام، وفي بعض الأحيان يتم سماع بعض الأصوات المزعجة من مفاصل الأبواب تعطي شعوراً أن السيارة قديمة ومتهالكة.
عند فتح باب السيارة فإن وزن الباب بما فيه من محتويات مثل الزجاج والدارات الكهربائية والجلود وغيرها تكون جميعها على تلك المفاصل التي تقوم بتثبيت الباب، ولهذا تعتبر هذه المفاصل مهمة جداً وحيوية في حركة الباب ويجب الحفاظ عليها.
من أهم خطوات المحافظة عليها هي القيام بعمليات التزييت والتشحيم بشكل مستمر ودوري، فالحفاظ عليها يتطلب التزييت ضمن مواعيد محددة، وهنالك أعراض تدل على أن الأبواب بحاجة إلى تزييت.
عند سماع ضوضاء غير عادية عند فتح وإغلاق الأبواب أو صعوبة فتح الأبواب وإغلاقها مقارنة بالسابق فهذا يدل على بداية تلف المفاصل، ويعتبر تزييت المفاصل وتشحيمها، من أهم الإجراءات للمحافظة على تلك المفاصل والأبواب بأفضل حال لمدة أطول، كما أن تجنب الأصوات التي تصدرها الأبواب، يؤدي إلى تلف المفاصل وحدوث كسر بها نتيجة لقوة الاحتكاك عندما لا يتم إصلاح هذا العطل.
أما عن طريقة التزييت صحيحة، فيجب أن تكون المنطقة المراد تزييتها جافة، ثم يتم وضع الزيت في جوانب المفاصل، ثم يتم تحريك الباب عن طريق فتحه وإغلاقه عدة مرات، للسماح للزيت بالدخول إلى الجوانب وتليين حركتها بالكامل.
أسعار شحوم السيارات
تتراوح أسعار برميل الشحم حسب النوع والمنطقة، ولكن تبدأ الأسعار عند 15 دولار للبرميل الواحد وقد تنتهي عند 50 دولار للبرميل.