على رغم العدد الضئيل للمصابين بمرض «كرونز» في الكويت، إلا أن الحديث عنه بدأ يتزايد بصورة مكثفة في الآونة الأخيرة، لاسيما كيفية الإصابة به واستمرار علاجه مدى الحياة.

ويقول الأطباء إن «كرونز» من الأمراض الوراثية المزمنة وإن حدة أعراض المرض تخف حيناً وتنشط حيناً آخر مبينين أن أسبابه لم تعرف أو تحدد حتى الآن وإنه يشهد انتشاراً في عدد من بلدان الشرق الأوسط.

وتظهر الدراسات أن الإصابة بمرض «كرونز» تعود إلى ضعف مناعة الجسم أو تحفيز الجهاز المناعي بطريقة شديدة لوجود البكتريا داخل الأمعاء الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالالتهابات وحدوث القيء.

وفي هذا الصدد قال استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور مساعد إبراهيم العصفور: «إن المرض يصيب في معظم الأحوال الجزء الأسفل من الأمعاء الدقيقة، ويظهر على شكل تقرحات مزمنة غير معروفة الأسباب تصيب الجهاز الهضمي من الفم وحتى فتحة الخروج في حين يعمل الجهاز الهضمي على حماية المريض من العالم الخارجي ومؤثراته».

وأرجع سبب اكتشاف المرض في الوقت الحالي إلى تطور العلم وأدوات العلاج والفحص كالمناظير والتحاليل والأشعة المقطعية التي مكنت الأطباء من تشخيصه وأضاف أن «للمرض أعراضاً عدة، من بينها آلام البطن والإسهال وفقدان الشهية وفقر الدم، وقد يعاني بعض المرضى مشكلات أخرى كهشاشة العظام».

وذكر العصفور أن «جسم مريض كرونز لا يستطيع امتصاص بعض الفيتامينات كفيتامين (ب) ومركباته اللازمة لنشاط الخلايا العصبية، ما يؤثر في الأعصاب، كما أن المرض يمكنه إصابة الدورة الدموية والأوعية الدموية الدقيقة، ما قد يؤدي إلى حدوث ضيق أو انسداد».

وقال: «إن شكل الإصابة بالمرض يختلف باختلاف الموضع الذي يصيب المريض فقد يصيب القناة الهضمية أو المعدة أو الإثني عشر أو الأمعاء الدقيقة أو القولون، إضافة إلى فتحة الخروج» مضيفاً أن «طرق العلاج تختلف حسب موضع الإصابة».

وأفاد بأن «اكتشاف علاج هذا المرض تم عن طريق المصادفة إذ كان العلاج في البداية يستخدم لمعالجة مرض الإسهال للمصابين بالروماتيزم لكنه تحول فيما بعد إلى علاج رئيس للمرض».

وفيما يتعلق بعلاج هذا المرض قال العصفور: «إن المريض يحتاج إلى الكورتيزون والمضادات الحيوية والإبر والعقاقير البيولوجية التي يمكنها تغيير مسار المرض وسلوكه والسيطرة عليه»، مشيراً إلى أن هذا العلاج يستمر مدى الحياة.

وشدد على أن خطورة هذا المرض تبرز عندما لا يلتزم المريض بتناول العلاج بانتظام مدى الحياة، ما يؤدي إلى تأثير أعراضه في جسمه بشكل كلي كما هي حال المصابين بداء السكري.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق