ليس من المعتاد الشعور بالبرد في أثناء الحمل، إذ تشعر معظم الحوامل بالدفء أكثر من المعتاد، لارتفاع مستوى هرمون البروجسترون، كذلك مع تقدم الحمل، وعادةً ما تؤدي زيادة وزن الجسم وتدفق مزيد من الدم في جميع أنحائه إلى شعورك بالحرارة، ومع ذلك فإنه من الشائع الشعور ببرودة القدمين لدى الحوامل، هناك عدة عوامل يمكن أن تسهم في ذلك.
وإليكم أسباب برودة القدمين للحامل وطريقة علاجها
برودة القدمين عند الحامل
برودة القدمين ليست بالشيء غير المألوف أثناء الحمل، قد يكون هذا ناتجاً عن عدة أسباب، تشمل الأسباب غير مرضية، منها:
تغيرات مستويات الهرمونات، والتي تؤثر في الجهاز العصبي اللإرادي، ما قد يؤثر في تدفق الدم إلى الأطراف السفلية.
إرتفاع معدل الأيض الأساسي وإرتفاع درجة الحرارة قليلاً، والتي قد ينتج عنها برودة الأطراف خاصةً السفلية.
غثيان الصباح والقيء، يمكن أن يسبب توازناً سلبياً للنيتروجين، وهذا سيجعلك تشعرين بالبرد.
هذه الأسباب طبيعية ولا تستدعي القلق، فقط تحتاجين إلى التعامل معها ببعض الإجراءات، حيث تشمل الأسباب المرضية لبرودة القدمين للحامل ما يلي:
1- إنخفاض ضغط الدم
يعاني نحو 10% من الحوامل من إنخفاض في ضغط الدم، وغالباً ما ينجم ذلك عن متطلبات الدورة الدموية الزائدة التي يواجهها جسمك في أثناء محاولته إنتاج ما يكفي من الدم لكِ ولطفلكِ، وقد لا تظهر أعراض، ولكن إذا ظهرت تكون في شكل: غثيان، دوخة، إغماء، عدم وضوح الرؤية، نبض ضعيف ولكن سريع، إذا كانت قراءات ضغط الدم لديك منخفضة ولكن تشعرين أنك بخير، فإسترخي فقط، لن تحتاجي إلى أي علاج ما لم يكن شديداً، ووفقاً لجمعية القلب الأمريكية، عادةً ما يعود ضغط الدم إلى طبيعته بحلول الأسبوع الـ24 من الحمل، وسيكمن علاجه في الحفاظ على رطوبة جسمك والتحرك ببطء من وضعية النوم أو الجلوس إلى الوقوف.
2- فقر الدم
يحدث فقر الدم عندما لا ينتج جسمك ما يكفي من خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين، وتصاب 14% من النساء بفقر الدم في أثناء الحمل، ويكون عرضة بشكلٍ خاص لنوع من فقر الدم يسمى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، ومن السمات المميزة لهذه الحالة برودة اليدين والقدمين، وتشمل الأعراض الأخرى: الشعور بالضعف، شحوب الجلد، عدم انتظام ضربات القلب، ضيق في التنفس، وفي هذه الحالة قد يصف طبيبك مكملات الحديد، لكن في الحالات الشديدة، قد تدخلين المستشفى للحصول على الحديد عن طريق الوريد.
3- قصور الغدة الدرقية
وهي حالة لا ينتج فيها جسمك ما يكفي من هرمونات الغدة الدرقية، يمكن أن يحدث ذلك إذا كنت تعانين من مرض مناعي ذاتي يسمى التهاب الغدة الدرقية “هاشيموتو”، إذ يهاجم جسمك غدتك الدرقية، كما يحدث قصور الغدة الدرقية أيضاً عندما يقع ضرر على الغدة، كالإشعاع، أو بسبب النقص الغذائي “خاصة نقص اليود”.، كما تعاني العديد من النساء من قصور الغدة الدرقية الخفيف الذي يمرّ دون أن يلاحظه أحد في بداية الحمل، وتشمل الأعراض: البرودة، والتعب، والإكتئاب، والإمساك، حيث يصيب قصور الغدة الدرقية ما يصل إلى 5% من الحوامل.
وتُعالج هذه المشكلة بنجاح عن طريق إستخدام الأدوية البديلة لهرمون الغدة الدرقية، وتكون هذه الأدوية آمنة لكِ ولطفلكِ، لكن ينبغي عدم تناولها في نفس وقت تناول فيتامين ما قبل الولادة، لأن المعادن الموجودة في الفيتامين يمكن أن تجعل من الصعب على جسمكِ امتصاص الهرمون.
4- قلة النوم
الحصول على قسط كاف من النوم المريح، وهو أمر ضروري لتنظيم درجة حرارة الجسم، وتكون مشكلات النوم أكثر شيوعاً في بداية الحمل، بفضل التغيرات الهرمونية، كما أنه في مراحل الحمل المتقدمة يكون من الصعب إيجاد وضعية نوم مريحة،
لذا مارسي عادات نوم جيدة كشرب السوائل خلال النهار للحدّ من الرحلات الليلية إلى الحمام، وعدم تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين بعد الظهيرة. وإذا كانت تعانين من الحموضة المعوية، تجنبي الأطعمة الحارة أو المقلية أو الحمضية على العشاء.
5- القلق
وهو عاطفة يمكن أن تضع آلية القتال أو الهروب في جسمك إلى حالة تأهب، فيتحول الدم من الأطراف نحو القلب، ما يجعلك تشعرين بالبرد، وفي دراسة أجريت عام 2015، أفادت أن ما يقرب من 16% من الحوامل يعانين من مستويات عالية من القلق.
ويمكن أن يساعدكِ التحدث إلى زوجك أو إلى صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة في تجاوز القلق، ويمكن لطبيبك أيضاً أن يحيلكِ إلى معالجين محترفين.
6- العدوى
إذا كنتِ تعانين من بعض الألم والخمول العام إلى جانب الشعور بالبرد، فقد تكونين مصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، والقشعريرة هي في الواقع إستجابة جسمك الدفاعية للجراثيم الغازية، حيث تحتاج الإلتهابات المحتملة إلى تقييم طبيبكِ.
علاجات أخرى لبرودة القدمين للحامل
في أغلب الأحيان لا يحتاج الأمر إلى علاج، فقط بعض الإجراءات التي تجعلك تشعرين بالدفء، مثل:
ارتداء الجوارب الصوفية، والتي تمنح القدمين الدفء.
تناول الغذاء الصحي المتنوع والغني بالعناصر الغذائية الأساسية والمهمة، كالمعادن والفيتامينات والبروتينات والكربوهيدرات اللازمة لتزويد الجسم بالطاقة الكافية.
تناول المشروبات الساخنة التي تمدّ الجسم بالدفء والحرارة.
عمل كمادات ساخنة للقدمين أو نقعهما بالماء الساخن والأعشاب.