البنكرياس هي غدّة كبيرة ومسطحة عميقة الجذور، تقع خلف معدة الإنسان في أعلى البطن، تُفرز عُصارة خاصة بالهضم، كذلك تفرز الأنسولين.
عادةً ما يحدث إلتهاب البنكرياس عندما يكون هناك إحتقان في تدفق الإنزيمات الهضمية، حينها تبدأ هذه الإنزيمات بمهاجمة البنكرياس نفسه، ما قد يشعر الشخص بألم في منطقة البطن العلوية أي تحت الضلوع مباشرةً.
في البداية يبدأ الألم خفيفاً، ثم يتفاقم بعد تناول الطعام أو الشراب، أو أثناء الإستلقاء على الظهر، وقد يقلّ عندما يميل المصاب إلى الأمام أثناء وضعية الجلوس، كما يمتد بإتجاه المنطقة الخلفية، ويشمل الألم الجزء العلوي من الجسم والظهر، وقد تتراوح مدة الألم من بضع دقائق إلى عدة ساعات أو حتى أيام.
كما ترتبط شدّة الألم مع سبب إلتهاب البنكرياس، فالألم الشديد المُفاجئ الذي يمتد إلى الظهر هو إلتهاب في البنكرياس ناجم عن الحصوات، في حين أن الألم الموضعي الطفيف يدل على إلتهاب البنكرياس الناجم عن الكحول.
يمكن أن يُقلل إلتهاب البنكرياس المتكرر من قدرة البنكرياس على أداء وظيفتها بشكلٍ جيد، ما يؤدي إلى إنخفاض قدرتها الإنتاجية لكميات طبيعية من الإنزيمات والهرمونات الهضمية، وبالتالي يُسبب سوء إمتصاص للمواد الغذائية، وغالباً ما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.
إلتهاب البنكرياس الحاد
أسباب إلتهاب البنكرياس
تعاطي الكحول: إن الإفراط في تناول الكحول يشكل خطراً على البنكرياس.
سبب وراثي: يمكن لعامل الوراثة أي عند إصابة أحد أفراد الأسرة بإلتهاب البنكريس أن ينشر المرض في الأسرة بأكملها.
حصوات المرارة: وهي السبب الأكثر شيوعاً لإلتهاب البنكرياس الحاد، حيث يمكن لحصوات المرارة عرقلة مسار الإنزيمات والهرمونات الهضمية، ما قد يؤدي إلى إلتهاب البنكرياس.
إلتهاب البنكرياس المناعي الذاتي: وهو نوع نادر جداً من إلتهاب البنكرياس، وعادةً يحدث عندما يهاجم الجهاز المناعي للجسم البنكرياس.
الأدوية: بعض الأدوية التي تحتوي على الإستروجين والستيروئيدات القشرية وبعض المضادات الحيوية، تلعب دوراً أساسياً في التسبب بإلتهاب البنكرياس.
الدهون المُفرطة: والتي تسمى الدهون الثلاثية في الدم، فيمكن أن تسبب المستويات المرتفعة من الدهون الثلاثية تلفاً جذرياً في خلايا البنكرياس.
التليف الكيسي: وهو مرض وراثي مزمن يأتي على شكل مخاط سميك ولزج بشكلٍ غير طبيعي، ما قد يُضيّق ممرات الرئتين والجهاز الهضمي.
فرط كالسيوم الدم: والذي يُمكن أن يؤدي إلى الإصابة بإلتهاب البنكرياس عن طريق تراكم البروتينات.
أنواع إلتهاب البنكرياس
1- إلتهاب البنكرياس الحاد
إلتهاب البنكرياس الحاد هو إلتهاب مفاجئ يسبب شعوراً بالألم وعدم الراحة، وتختلف حدّته عند إتباع العلاج المناسب، كما يمكن لمعظم المرضى الشفاء التام من هذا المرض، ولكن في الحالات الشديدة يمكن أن يؤدي إلتهاب البنكرياس الحاد إلى حدوث نزيف في الغدة، وتلف شديد في الأنسجة، ويرتبط إلتهاب البنكرياس الحاد بتلف الأعضاء الحيوية الأخرى، بما فيها القلب والرئتين والكِلى.
أعراض إلتهاب البنكرياس الحاد
إنتفاخ البطن.
ألم في الجزء العلوي من البطن.
ألم في البطن يصل إلى الظهر.
الغثيان.
القيء.
الحُمى.
سرعة النبض.
2- إلتهاب البنكرياس المُزمن
يأتي إلتهاب البنكرياس المزمن على شكل أحداث متكررة مصحوبة بألم خفيف إلى متوسط أو حتى شديد في منطقة البطن.
فإلتهاب البنكرياس المزمن يضعف الجهاز الهضمي للمصاب، ما يؤثر على إمتصاص المواد الغذائية في الأمعاء الدقيقة، وعلى الرغم من إتباع نظام غذائي صحي، فإن الأشخاص الذين يعانون من إلتهاب البنكرياس المزمن قد يفقدون وزنهم ، بسبب عدم قدرة الجهاز الهضمي على إمتصاص العناصر الغذائية.
يُذكر أن، إلتهاب البنكرياس الحاد المتكرر يمكن أن يتطور إلى لأن يصبح إلتهاب مزمن، ما قد يؤدي إلى حدوث خلل وظيفي في البنكرياس لمدى الحياة.
أعراض التهاب البنكرياس المُزمن
آلام شديد في البطن متكرر أو مستمر
الإصابة بمرض السكري.
فقدان في الوزن مفاجئ ناجم عن سوء إمتصاص المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم.
براز دهني كريه الرائحة.
علاج إلتهاب البنكرياس
إجراء عملية جراحية في حال إذا كان السبب الرئيسي وراء إلتهاب البنكرياس هو حصى في المرارة أو حدوث بعض الإنسداد في القناة الصفراوية أو البنكرياس.
تناول الأدوية والمضادات الحيوية عن طريق الفم او الوريد.
إتباع نظام غذائي منخفض الدهون، وتناول نسبة عالية من السوائل مع وجبات صغيرة متكررة على مدار اليوم.
إذا كان سبب الإلتهاب هو تناول دواء معين، عندها يصف الطبيب بديل عنه أكثر أماناً.
التمرينات الرياضية واليوغا وممارسة التأمل والوخز بالإبر، جميعها تساعد على تخفيف الألم.
يعدّ ضغط الماء الدافئ أو الساخن علاجاً فعالاً لإلتهاب البنكرياس، فهو يساعد على إسترخاء عضلات البطن، وبالتالي للتقليل من الألم، لكن يجب الإنتباه لتقليل خطر الإصابة بالحروق.
وضع وسادة للتدفئة أو لف منشفة صغيرة دافئة ووضعها على المنطقة المؤلمة من 5-10 دقائق، فهذا يساعد على تخفيف الآلام.
من المعروف أن خل التفاح الطبيعي مضاد للإلتهابات، إذ أنه يساعد في تقليل آلام البطن المرتبطة بإلتهاب البنكرياس، ويساعد في تقليل سُمك المادة الصفراء، ومنع تكوين الحصوات في المرارة، كذلك في الحفاظ على وزن مثالي للجسم وتقليل الدهون في البطن، ويمكن خلط ملعقة كبيرة من خل التفاح الطبيعي غيرالمُصفى في كوب واحد من الماء الدافئ، وإضافة ملعقة صغيرة من عصير الليمون والعسل، وشربه مرتين في اليوم.
إن الأحماض الدهنية أوميغا 3 هي دهون غير مشبعة متعددة الإستعمالات، فهي ضرورية لجسم الإنسان ولكن لا يمكن تصنيعها، هذه الأحماض الدهنية تمتلك خصائص مضادة للإلتهابات، لذا يساعد تناولها سواء مكملات أو في الغذاء على تقليل الإلتهاب والألم الذي يُسببه إلتهاب البنكرياس.
يساعد تناول الزنجبيل الدافئ في تقليل الإلتهابات في البنكرياس وتهدئة الألم بسبب خصائصه المضادة للإلتهابات ومضادات الأكسدة، وأثبتت الدراسات عام 2015 أن الزنجبيل ومكوناته فعالة ضد سرطان البنكرياس.
تشخيص الطبيب
وتشمل الفحوصات والإجراءات المستخدمة لتشخيص إلتهاب البنكرياس، كالآتي:
تصوير البطن بالموجات ما فوق الصوتية، للكشف عن حصوات المرارة وإلتهاب البنكرياس.
تحاليل الدم للكشف عن نسبة إرتفاع مستويات إنزيمات البنكرياس، وتعداد خلايا الدم البيضاء، ووظائف الكلى وإنزيمات الكبد.
التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن تشوهات المرارة والبنكرياس وقنواتهما.
التنظير الداخلي بالموجات ما فوق الصوتية للكشف عن الإلتهاب أو الإنسداد في قناة البنكرياس أو قناة المرارة.
تحاليل البراز في حالات إلتهاب البنكرياس المزمن لقياس مستويات الدهون التي يمكن أن توحي بأن جهازك الهضمي لا يمتص العناصر المُغذية بالقدر الكافي. وقد يوصي طبيبك بإجراء فحوص أخرى حسب حالتك الصحية.