ما هو حكم دخول الحائض المسجد وقراءة القرآن

الحيض لغة: هو السيلان فعندما يُقال حاض الماء اي سال الماء وسمي دم الحيض بهذا الاسم؛ لانه يسيل سيلانا واما في الاصطلاح: فهو الدم الذي يسيل من رحم المراة بعد البلوغ وهو في الغالب دم يسيل في كل شهر فقد كتبَ الله الحيض على كل بنات آدم ويكون للحيض مدة معينة من كل شهر في الغالب وهي مدة تتراوح بين ستة او سبعة بشكل نسبي وللحيض في الاسلام كثير من الاحكام الخاصة بالمراة الحائض وهذا المقال سيسلط الضوء على حكم دخول الحائض المسجد وعلى حكم قراءة الحائض القرآن في الاسلام





حكم دخول الحائض المسجد
انَّ للحائض في الاسلام احكاما خاصة لا تكون الا له وقد تتفقُ بعض احكام الحائض مع احكام المراة النفاس وقد تختلف في اخرى اما فيما يتعلق بحكم دخول الحائض المسجد فانَّ دخول الحائض المسجد وبقاءَها فيه لا يحلُّ ابدا وقد استدل العلماء في هذا الحكم على حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال فيه: "وجّهوا هذه البيوت عن المسجد ثم دخلَ النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يصنع القومُ شيئا رجاء ان تنزل فيهم رخصةٌ فخرج اليهم بعد فقال: وجهوا هذه البيوت عن المسجد فاني لا احل المسجدَ لحائض ولا جُنُب"




واستدلَّ اهلُ العلم على حرمة دخول الحائض المسجد بحديث آخر وردَ عن النَّبيّ -صلى لله عليه وسلم- وهو انَّ عائشة -رضي الله عنها- قالت: "قال لي رسولُ الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ناوليني الخُمرةَ من المسجد قالت: فقلت: اني حائض فقال: انَّ حيضتَك ليست في يدك" [٣] وهذا الحديث يدل على انَّ عائشة -رضي الله عنها- تعلم ان دخول الحائض المسجد محرم في الاسلام لذلك سالت النبيّ واقرها -عليه الصَّلاة والسَّلام-؛ فعلى كلّ نساء المسلمين ان يكنَّ على دراية بحرمة دخول الحائض المسجد ليجتنبْنَ المسجد ايام الحيض ففي هذا اتباع لاوامر الله تعالى واجتناب لنواهيه جلَّ وعلا





حكم قراءة الحائض القرآن
اختلفَ علماء المسلمين في حكم قراءة الحائض للقرآن الكريم وذهب بعضهم الى تحريم قراءة الحائض للقرآن في فترة الحيض وذهب بعضهم الى اجازة ذلك وبالتفصيل في هذا الحكم يكون الآتي:



 ذهب جمهور الفقهاء الى حرمة قراءة الحائض للقرآن حتى تطهر المراة بانتهاء فترة الحيض ودليلهم على التحريم هو حديث لابن عمر -رضي الله عنهما- ان النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: "لا تقرأ الحائضُ ولا الجنبُ شيئا من القرآن" ولكن ضعف هذا الحديث وبطلان روايته في احد الروايات فتح الباب امام الخلاف بين العلماء في هذا الحكم


وذهب بعض العلماء الى اباحة قراءة القرآن للمراة الحائض وهذا ما ورد في مذهب الامام مالك وما عمل به ابن تيمية وهو القول الراجح لدى الشوكاني وقد استدل اصحاب هذا القول بان الاصل في الاحكام الاباحة حتى ياتي دليل بالمنع والتحريم ولم يردْ في الصحيح دليل يحرم على الحائض قراءة القرآن وقال ابن تيمية: "ليس في منع الحائض من القراءة نصوص صريحة صحيحة" وقال ايضا: "ومعلوم انَّ النساء كنَّ يحضْنَ على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن كما لم يكنْ ينههن عن الذكر والدعاء" والله تعالى اعلم
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق