الصبر هو الحبس ويقال: قتل احدهم صبرا اي تم حبسه حتى قتل واصطلاحا: ان يحبس المسلم نفسه على طاعة المولى -عز وجل- واداء اوامره واجتناب معاصيه والرضا بقضائه وقدره وعدم السخط عليهما



ومجابهة النفس البشرية الراغبة في التكاسل عن الطاعة او فعل المعاصي او السخط من قضاء الله يكون على ثلاث صور بالتوضيح هي كالآتي:



الصبر على فعل الطاعات: ويكون ذلك بالقيام بالعبادة نفسها اولا كان يصوم المسلم او يصلي او يتصدق او يحج وغيرها وبالدرجة الثانية بان يستمر على ادائها ويداوم على فعلها



الصبر على اجتناب المعاصي: فالنفس البشرية تميل دوما لتحقيق رغباتها وشهوتها الامر الذي يوقعها بالمحرمات اذا ما لم يتم ضبطها ضمن ضوابط شرعية لذا وجب على المسلم ان يكابد نفسه على شهواتها ورغباتها في المعاصي فيمنعها عن رغبتها مثلا بالسرقة او القتل او الزنا او الكذب وغيرها من الفواحش



الصبر على ما قدر الله: كما تم الاسلاف في مقدمة المقال فان الدنيا هي دار ابتلاء ليست للاستقرار والسكينة فيها الفقد والموت والفقر والجوع والخسارة وتكالب الناس على الانسان وانقلاب الظروف الى السيء فيها الصدمات النفسية والامراض والحزن بكل اشكاله وهنا ياتي دور الصبر في الرضا ما قدر الله والقبول به وعدم السخط يقول الله -عز وجل-: (والصَابِرِين فِي الْبأْساءِ والضَرَاءِ وحِين الْبأْسِ ۗ أولَٰئِك الَذِين صدقوا ۖ وأولَٰئِك هم الْمتَقون) صدق الله العظيم





مغالطة شائعة عن الصبر
يخلط الكثير بين الصبر على ما قدر الله -عز وجل- والرضا بهِ وما بين التكاسل عن التغيير والتواكل فالبعض يعتقد انه عندما يفشل في زواجه فمن الصبر على قضاء الله ان يقبل بهذا وان لا يبحث عن زوج صالح وقد ينظر البعض لفشله في الحصول على وظيفة مرة واحدة يعني ان عليه ان يصبر ولا يبحث ولا يسعى لغيرها وان هذا مقدر ومحتوم وعلى قياسه تؤخذ الكثير من الامور فالله -عز وجل- امر بالصبر ولكن بالمقابل امر بالسعي واعمار الارض ودعا للتفاؤل ونهى عن التشاؤم والسخط والتسليم كنوع من السلبية والتواكل لا الاتكال وانتظار الاحداث فلو اتخذ الجميع هذا المبدا لتوقفت الحياة عن الجريان والتطور والسير وفق الكيفية التي ارادها الله تعالى

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق