تفسير قوله تعالى فالق الاصباح والاعجاز العلمي لها

سورة الانعام
هي سورة من السور المكية التي نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكة المكرمة باستثناء الآيات "20 23 91 93 114 141 151 152 152" فهي آيات مدنية نزلت في المدينة المنورة وهي سورة من طوال السور سمِّيت بسورة الانعام لقوله تعالى فيها: {وَجَعَلوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالْأَنْعَامِ نَصِيبا} 

 ويبلغ عدد آياتها 165 آية وهي السورة السادسة في ترتيب المصحف حيث تقع في الجزء الثامن وقد نزلت بعد سورة الحجر ولانَّ اغلب آياتها نزلت في مكة فقد تناولت سورة الانعام امور العقيدة الاسلامية واصول الايمان بالله تعالى وتحدَّثت عن قضية الالوهية لله وحده وتناولت البعث والجزاء وتحدثت عن الوحي عن الرسالة المحمدية ايضا




وقد جاء في فضلها ما وردَ من حديث انس بن مالك -رضي الله عنه- ما يلي: "نزلت سورة الانعام على النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومعها موكبٌ من الملائكة سدَّ ما بين الخافقين لهم زجل بالتسبيح والتقديس والارض ترتجّ ورسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يقول: سبحان الله العظيم سبحان الله العظيم" 

 وجاء في حديث اسماء بن زيد انَّها قالت: " نزلت سورَة الانعامِ علَى النَّبيِّ -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ- جملة واحدة وأَنا آخذةٌ بزمامِ ناقةِ النَّبيِّ -صلَّى اللَّه عليهِ وسلَّمَ- ان كادتْ من ثقلِها لتَكْسر عظامَ النَّاقةِ"  والله تعالى اعلم




تفسير قوله تعالى فالق الاصباح
يقول الله تعالى في سورة الانعام: {فالق الاصباح وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حسْبَانا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِير الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} 

 كثرت الاقوال في تفسير هذه الآية جاء في تفسير الكتاب العزيز للواحدي انَّه قال: "فالق الاصباح اي شاقّ عمود الصّبح عن ظلمة اللَّيل وسواده على معنى انَّه خالقه ومبديه" اي انَّ الله تعالى هو الذي يرسل الصبح ويخرجه من الليل للناس وجعل الليل سكنا للناس كي يستريحوا ويسكنوا فيه والشمس والقمر حسبانا اي بنظام معين لا يجاوزانه وهذا تقدير رب عليم حكيم وقال الضحَّاك في تفسير فالق الاصباح: "خَالِق النَّهَارِ وَالْإِصْبَاح مَصْدَرٌ كَالْإِقْبَالِ وَالْإِدْبَارِ وَهوَ الْإِضَاءَة واراد به الصبح وَهوَ أَوَّل مَا يَبْدو مِنَ النهار" والله تعالى اعلم




الاعجاز العلمي في قوله تعالى فالق الاصباح
انَّ الحديث عن الاعجاز العلمي في قوله تعالى فالق الاصباح هو حديث عن الاكتشاف العلمي الذي اكتشفه الانسان مع تطور العلم حيث تشير هذه الآية المباركة الى ظاهرة عظيمة وحقيقة كبيرة من الحقائق العلمية التي لم يصل اليها الانسان الَّا بعد تطوره ووصوله الى الفضاء الخارجي وهذا ما كان في اواخر القرن العشرين وتؤكد الآية انَّ الله تعالى هو خالق النور والظلام خالق الصبح والليل وهو الذي يشق النور من الظلام ويكشفه للناس ويفلق الليل عن النهار فيظهر الصبح من جديد ويضيء الكون مرة ثانية



وفي هذه الآية جاء في كتاب اعجاز القرآن لعبد الرحمن الخطيب ما ياتي: "ان فالق: التعبير باسم الفاعل دلالة على التجدّد والاستمرار فهو اصباح يتولَّد كلَّ يوم امَّا جَعَل: فانَّ التَعبير بالفعل يدل على انَّ هذا الامر المتولَّد عنه قد وجِدَ على الوضع الذي اوجَدَه الله -سبحانه- عليه فلا تجدّد او تبدّد بل الدلالة على وجود الشيء على الصورة التي وجد عليها" ومن هنا يظهر انَّ الليل هو الموجود اولا والصبح يطرا عليه وهذا ما يؤكد نظرية ظلام الكون التي اكتشفها العلم الحديث والله تعالى اعلم





بعض آيات الاعجاز العلمي في القرآن الكريم الكريم
بعد الحديث عن الاعجاز العلمي في قوله تعالى فالق الاصباح انَّ من الجدير بالذكر ان يتمَّ عرض بعض الآيات القرآنية التي حملت بين حروفها حقائق علمية اكتشفها الانسان مؤخرا بيد انَّها نزلت على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قبل الف واربعمئة سنة ويزيد ومن ابرز هذه الآيات ما ياتي: 


يقول الله تعالى في سورة الزمر: "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يكَوِّر اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيكَوِّر النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كلٌّ يَجْرِي لِأَجَل مّسَمّى ۗ أَلَا هوَ الْعَزِيز الْغَفَّار"

يقول تعالى في سورة المعارج: "تَعْرج الْمَلَائِكَة وَالرّوح إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَة"

ويقول تعالى في سورة يس: "وَآيَةٌ لَّهم اللَّيْل نَسْلَخ مِنْه النَّهَارَ فَإِذَا هم مّظْلِمونَ"

ويقول تعالى ايضا في سورة الرعد: "الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارا ۖ وَمِن كلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَات لِّقَوْم يَتَفَكَّرونَ"

ويقول تعالى في سورة النازعات: "أَأَنتمْ أَشَدّ خَلْقا أَمِ السَّمَاء ۚ بَنَاهَا * رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا * وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضحَاهَا * وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا * أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا * وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا"
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق