تعرف على جزيرة فيلكا في الكويت والاماكن التي يمكن زيارتها فيها

تاريخ جزيرة فيلكا
استقرَ سكان بلاد ما بين النهرين في فيلكا قبل ما لا يقل عن قرن من حضارة دلمون، وكانت الجزيرة تحتوي على العديد من المباني على طراز بلاد ما بين النهرين على غرار الموجودة في العراق، والتي يرجع تاريخها الى ما يقارب 2000 قبلِ الميلاد، وقام تجار مدينة السومرية احتلال الجزيرة، وفي بداية الالفية الثالثة قبل الميلاد اصبحت فيلكا تنتمي لحضارة دلمون، وخلال عهد دلمون كانت فيلكا معروفة باسم اجاروم، حيث اصبحت مركزا للحضارة، ويوجد العديد من الاحداث في جزيرة فيلكا ما بين الفترة من آواخر الالفية الثالثة الى التسعينات وتندرج كالآتي:


بعد حضارة دلمون، اصبحت الجزيرة تحت سيطرة سلالة بابل الحاكمة بشكل رسمي، وتشير الدراسات الى انَ الاستيطان البشري يمكن العثور عليه في جزيرة فيلكا التي يعود تاريخها الى آواخر الالفية الثالثة قبل الميلاد وتمتد حتى القرن العشرين الميلادي، حيث ترتيط العديد من القطع الاثرية الموجودة في الجزيرة بحضارات بلاد ما بين النهرين، وكما اظهرت انجذابها التدريجي نحو الحضارة الموجودة في انطاكيا، كان الملوك البابليون موجودون في فيلكا خلال فترة الامبراطورية البابلية الجديدة، ويوجد ايضا في فيلكا معابدٌ مخصصةٌ لعبادة شماش؛ وهو اله الشمس في بلاد ما بين النهرين في البانتيون البابلي.


تمَ تاسيس مملكة كراسين حول خليج الكويت بالقرب من فيلكا في عام 127 قبل الميلاد، حيث تمركزت كراسين في المنطقة التي تشمل جنوب بلاد ما بين النهرين بما في ذلك جزيرة فيلكا، وحيث توجد محطةٌ تجاريةٌ مزدحمة في جزيرة فيلكا.


ازدهرت مستوطنة مسيحية في فيلكا من القرن الخامس الى القرن التاسع، وكشفت الحفريات عن العديد من المزارع والقرى وكنيستين كبيرتين يرجع تاريخهما الى القرن الخامس والسادس.


قبل الغزو العراقي، كان يقيم في الجزيرة اكثر من 2000 شخصا وعدة مدارس، وكانت تقع قرية الزور بالقرب من منتصف الشمالي الغربي من الجزيرة، وكان يعدُ اكبر موقع ماهول بالسكان في الكويت، من ثمَ غزا العراقيون الجزيرة خلال عامي 1990 م و 1991 م، وطردوا جميع سكانها، وقام الجيش العراقي بالتعدين على الشواطئ واستخدام مرافق الجزيرة ومبانيها، وتدمير نظام الصرف الصحي بالكامل، بعد انتهاء الحرب تمَ ازالة الالغام، ولكنها لا تزال قيد الاستخدام العسكري، وبالرغم من ذلك اصبحت الجزيرة وجهة سياحية مشهورة في الكويت.






المواقع الاثرية في جزيرة فيلكا
خلال دراسة البعثة الكويتية البولندية في جزيرة فيلكا، تمَ العثور على العديد من المواقع الاثرية في القرى الموجودة في الجزيرة، وهذه القرى تعود الى العصور الاسلامية، والبعض الآخر الى ما قبل الميلاد، وتدريجيًا اصبحت ماهولةٌ بالسكان، ومن اهم المواقع الاثرية الموجودة في جزيرة فيلكا في الكويت هي:




الصباحية
قد تكون الصباحية واحدة من اكبر المستوطنات الاسلامية في الصحراء المنبسطة في فيلكا، حيث يحتلُ الموقع مساحة مسطحة بالكامل تقريبا ومغطاة برواسب رملية من الرياح تصل الى ما يقارب 0.20 – 0.50 مترا صعودا عن ساحل الشاطئ، وتقع بالقرب من الساحل الجنوبي للجزيرة على بعد حوالي 100 – 130 مترا من شاطئ البحر، من المحتمل انها تنتمي الى الفترة الاسلامية المتوسطة واواخرها، حيث تمَ العثور على ما ياتي:

العثور على العشرات من المباني الحجرية، والتي تمثل بقايا مدينة او مستوطنة كبيرة موجودة في الجزء الجنوبي من الجزيرة.

جمع بقايا الفخار الاسلامية والعظام من السطح.

العثور على بئر صحراوي مهجور ومليئ بالرمال فقط في الضاحية الجنوبية للصباحية.





ام الدخان
تمَ بناء "ام الدخان" من احجار منحوتة مربعة الشكل، وهي تتكون من غرفة واحدة ابعادها 4.95 م في 2.90 م، ويرتفع الجدار الغربي الى ما يقارب 0.65 مترا، وقد انهار الجزء العلوي المتبقي من الجدار، وشوهدت الحجارة من الجدار الشرقي المقابل ملقاة في مكان قريب، وكان عرض المدخل 0.70 – 0.75 مترا في منتصف الجدار الجنوبي، ويقع المبنى على ارض مرتفعة بالتوازي مع شاطئ البحر القريب، حيث لا يزال غير واضح متى تمَ انشاؤه ومتى انهار، وتمَ العثور على ما لا يقل عن اثنين من الهياكل الحجرية مماثلة من حيث الحجم والطابع في محيط المبنى وكلتاهما وقفت موازية لشاطئ البحر




خريب الدشت
خريب الدشت هي من المواقع الاثرية التي توجد في جزيرة فيلكا، حيث انها تقع على الساحل الشمالي للجزيرة شرق موقع صيدا، حديثا يعدُ هذا الموقع الاثري معزول بسبب مكب النفايات، وتمتد من المنطقة الرويسة في الشرق وصولا الى المقبرة القرآنية، حيث تمَ العثور على العديد من المباني والمنشآت الحجرية وتسجيلها خلال المسح الميداني، كما تمَ العثور على الفخار الذي يعود الى آواخر الفترة الاسلامية، وحسب المصادر التاريخية، كانت قرية دشت ماهولة بالسكان حتى بداية القرن التاسع عشر، كما تمَ العثور على قطع مزخرفة.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق